محاربة الفساد من المغرب …!!.
** وقبل تلك بثلاث سنوات، أي قبل ميلاد ووفاة منظمة برلمانيون ضد الفساد، أعلن بعض نواب البرلمان أيضا، تحت قاعة ذات البرلمان، عن فكرة تأسيس منظمة محاربة الفساد، ثم فتحوا باب العضوية لمن يشاء، ثم قالوا للصحف بأن منظمتهم كيان مستقل ولا علاقة لها – من قريب أو بعيد – بالبرلمان، وسوف تواصل نشاطها ضد الفساد من داخل وخارج الفساد بكل شفافية ونزاهة، ثم قالوا للناس (أبواب العضوية مفتوحة)، ولم يدخلها أحد..لا لشئ، غير أن فكرة النواب لم تخرج من قاعة البرلمان – وصفحات الصحف – قيد أنملة، أي ماتت فكرة (منظمة محاربة الفساد ) كأول فكرة تموت قبل غروب شمس يوم ميلادها..!!
** وأول البارحة أيضا، إجتمع أكثر من عشرين نائب برلماني بقاعة البرلمان أيضا، وأسسوا كيان أيضا (كيان لمحاربة الفساد) .. وإنتخبوا الدكتور الفاتح عز الدين رئيسا لهذا الكيان..نعم هو ذاته الفاتح عز الدين رئيس لجنة العمل والمظالم بالبرلمان، وهو ذات المستثمر الذي إستجلب لمركزه الطبي الخاص أجهزة ومعدات طبية مستعملة ومخالفة للقانون، وطالبته السلطات المختصة بإبادتها أو إعادة تصديرها قبل نصف عام تقريبا، لقد تم إختياره رئيسا لكيان محاربة الفساد..وهذا ليس مهما ولا تندهش، أنت في السودان، حيث فيه فساد المفسدين يعتبر من المؤهلات المطلوبة لشغل المناصب العليا..فلندع تلك الرئاسة، ونحدق سويا في الكيان المعني بمحاربة الفساد.. إذ تم تأسيسه تحت قبة البرلمان، ليكون فرعا لمنظمة دولية مقرها كندا، وسوف يشارك في إجتماع تلك المنظمة الدولية بالمغرب في الرابع والعشرين من هذا الشهر ليناقش قضايا الفساد وآليات محاربته في العالم ..أها، بفطنتك – يا صديقي القارئ – عرفت سر ميلاد هذا الكيان الجديد – وهو الثالث – تحت قبة البرلمان..لقد أسسوه سريعا أول البارحة، ليلحق إجتماع المغرب بعد أسبوع ونيف، هذا هو ( الهدف الإستراتيجي)..!!
** وعليه، هذا الكيان البرلماني الوليد أفضل من الكيانات السابقة، منظمة برلمانيون ضد الفساد كانت أو منظمة محاربة الفساد ، إذ له هدف إستراتيجي وهو سفر الفاتح وبقية الأعضاء إلى المغرب ثم الإستمتاع بكرم الضيافة العربية هناك..عكس (منظمة محاربة الفساد) و ( برلمانيون ضد الفساد)، إذ ولدتا بلا هدف ثم تبخرتا سريعا، وللاسف لم يسافر مؤسسيها – على حساب منظمة دولية – حتى إلى الحصاحيصا، كذلك للأسف لم يستمتعوا – على حساب منظمة دولية – حتى بالعصيدة و النعيمية، أي لم يحقق السادة المؤسسين أي هدف إستراتيجي للشعب السوداني، كما يفعل كيان الفاتح عز الدين حاليا، ولذلك لن نتأسف على تبخر تلكما ( المنظمتين البرلمانيتين)..ويقول رئيس الكيان الوليد، الفاتح عز الدين، وهو يحزم حقائبه للسفر الي المغرب، مبشرا الشعب : ( مشاركتنا في إجتماع المغرب ستحقق للسودان بعض المكاسب، منها تفعيل الأليات الرسمية لمحاربة الفساد في السودان، وكذلك تطوير التشريعات والقوانين والتدابير التي تحارب الفساد في السودان) .. ممتاز.. وإن كان الأمر كذلك، أي إن كان تأسيس كيان تحت قبة البرلمان ليسافر سادته الي المغرب، سوف يطور قوانينا وتشريعاتنا ويفعل أليات محاربة الفساد في بلادنا، فليرحل كل أعضاء البرلمان – بمن فيهم مولانا أحمد إبراهيم الطاهر – إلى المغرب..ليس هذا فحسب، بل فليرحل إلى المغرب – مع البرلمان- مجلس الوزراء أيضا .. يعني بصراحة كدة : رحيلكم جميعا إلى المغرب – أو غيرها – هو أفضل علاج لوباء الفساد ..!!
إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]