“كان” يغنى ويرقص هندى احتفالا بمئوية “بوليوود”
ورغم مشاركتها فى العديد من المهرجانات الدولية ونالت أهم الجوائز العالمية إلا أن تواجدها فى مهرجان «كان» فى السنوات الماضية، كان ضعيفاً ربما لأن الموسيقى التى يستعملها مخرجو بوليوود ووسائل الإبهار من قصة وعناصر بشرية تأتى ضمن خانة الأفلام التجارية، ولكن فى هذا العام يحتفل مهرجان كان بالسينما الهندية والتى بدأت تلفت النظر إليها علمياً وجميعنا يذكر حالة الاحتفاء بفيلم «المليونير المتشرد» الذى حصد أكثر من 64 جائزة عالمية، خاصة ولقد اختار مهرجان «كان» مدينة جوا للإعلان عن ترحيبه بوفد كبير من قطاع صناعة الفيلم فى الهند فى كان للاحتفال بالذكرى المئوية على ولادة السينما فى الهند، كـ«ضيف الشرف» الثالث فى «كان» بعد مصر عام 2011 والبرازيل فى 2012.
ويعرض المهرجان بهذه المناسبة أربعة أفلام قصيرة تحت عنوان «بومباى توكيز» أى أفلام بومباى الناطقة الأولى، والفيلم الطويل التسجيلى «بوليوود اجمل قصة حب تروى».
هذه الأفلام تعرض فى احتفالية خاصة خارج مسابقة المهرجان. ويصل حجم الإنتاج السينمائى فى الهند إلى نحو 1500 فيلم ويفترض أن يصل حجم الصناعة السينمائية الى 3٫6 مليار دولار فى غضون خمس سنوات، تتفوق الهند بعدد الأفلام المنتجة على ما ينتجه هوليوود فى الولايات المتحدة الأمريكية، وترشحت الأفلام الهندية ثلاث مرات للفوز بجائزة أوسكار الا أنها لم تتمكن من انتزاع ولا واحدة منها حتى الآن.
وأغلى الأفلام الهندية ميزانية هو فيلم «روبوت» الذى بلغت ميزانيته قرابة 35 مليون دولار، و أشهر نجوم السينما الهندية راج كابور، أميتاب باتشان، ريشى كابور، شاروخان، سلمان خان، دارمندرا، عامر خان، سنيل دت، هيرتك روشان، سيف على خان، وغيرهم ومن أشهر ممثلاتها نرجس، جايا باتشان، راكهى، وحيدة رحمن، ديمبل، ريكها، سريديفى، مادهورى ديكسيت، أشواريا راى باتشان، كريشما كابور، جوهى تشاولا، كاجول ديفجان، رانى مكرجى، ديبيكا بادكون وكارينا كابور وبريانكا شوبرا وبريتى زينتا.
يشارك فى احتفالية كان عدد من نجوم السينما الهندية على رأسهم جميعاً النجمة الحسناء إيشواريا راي النجمة الهندية ملكة جمال العالم عام 1994 أول أدوارها عام 1997، شاركت فى بعض أفلام هوليوود مثل «Pink Panther 2» وفيلم «Mistress of Spices»، وتتقاضى «إيشواريا راى» 60 مليون روبية على دورها فى الفيلم الواحد داخل بوليوود، ما يعادل 7 ملايين جنيه.
ولعبت ايضا أدوارا فى أفلام أجنبية منها الفيلم الأميركى البريطانى «برايد أند بردجودس» (2004) والفيلمان الهوليووديان «ذى لاست ليدجون» (2007) و«ذى بينك بانثر 2» (2009). والسينما الهندية بدأت سنة 1913 وكانت بفيلم (رجا هاريششاندرا) الصامت ولا توجد من نوعية هذا الفيلم سوى بعض المشاهد القليلة وهى مشاهد مهزوزة ولكنه فيلم جيد بالنسبة لهذا الزمن والسينما الهندية تعتبر واحدة من بين أهم المنتجات الهندية التى تمثل علامة عالمية فى آسيا وإفريقيا وتلقى رواجاً متزايداً فى أوروبا وأمريكا.
تتميز «بوليوود» بالهروب من الواقع والأفلام المدججة بالموسيقى والرقص، والأغانى وهو الفارق الرئيسى بينها وما ينتجه عوالم نجوم هوليوود، مع وجود استقاء أفكار بشكل واضح فى بعض الأفلام المهمة مثل الفيلم الأمريكى الشهير «مولن روج» الحائز على جائزتى أوسكار من بطولة نيكول كيدمان، وفيلم «المليونير المتشرد» الذى نال 8 جوائز أوسكار وتتنوع الموضوعات التى تناقشها أفلام بوليوود، كقضايا الزواج والأرامل والمعاملة السيئة للفتيات قبل الزواج وغيرها. وفى الفترة الأخيرة ظهرت الموضوعات السياسية.
وتتباهى الهند بإنتاج ما يقرب من ربع إنتاج العالم من الأفلام بلغات متعددة بما يزيد على 13 ألف دار عرض ويصل عدد مشاهديها إلى 15 مليون مشاهد يومياً. والسينما الهندية قدمت العديد من الأفلام التى يعشقها العالم فى عام 1943، كان فيلم «كيسمت» صاحب الأغنية الشهيرة «ارحلوا يا شعوب العالم، فالهند لنا!» ضد الاحتلال البريطانى وفيلم «شابنام»، به أول مقطوعة غنائية فى فيلم هندى وتضمنت مقاطع بلغات متعددة كالبنغالية والمراثية والتاميلية، وهناك فيلم المخرج «موهان شيجال» «نيودلهى»، الذى أنتج عام وفيلم فير وزارا قصة الحب بين هندى وباكستانية، حيث يضحى البطل بـ 22 سنة من عمره فى السجن من اجل سمعة من يحب، وتعيش حبيبته على الذكرى.. الفيلم من بطولة شاروخان وبرتى. وفيلم أسطورة السينما الهندية اميتاب باتشان… (كابهى كابهى) ووحيدة رحمان رحمان وريشى كابور.
ورائعة كاجول وشاروخ كوتش كوتش هوتا (هنالك شىء يحدث)، الفيلم يتم به قدر كبير من الأغانى الرائعة والرقصات المميزة وفيلم bobby الذى أحدث ضجة كبيرة عند عرضه فى السبعينيات وهو من أقوى انتاجات السينما الهندية.. بل حتى إنه صنف من أقوى أفلام القرن.
بطولة ريشى كابور وديمبل كاباديا، وفيلم «أوارا»، حول طفلين يحبان بعضهما البعض لكنهما يفترقان بسبب الظروف ليرجعا بعد ذلك ويلتقيا فى الكبر، الفيلم من بطولة النجمين راج كابور ونرجس. وهناك فيلم نصيب المعروض فى بداية الثمانينيات ويعد من أكثر أفلام الانتقام… بطولة أميتاب باتشان والممثلة الخالدة هيمامالينى وهناك فيلم Mughal-E-Azam الذى استمر تصويره 10 سنوات وهو من أضخم الأفلام الهندية، بطولة بريتيفيراج كابور، دلييب كومار، ومدهوبلا. وفيلم «كرانتى».
ومن الملاحظ أن الأفلام الهندية التى أنتجت خلال الأربعينيات ذات نهايات مأساوية تصور أبطال الفيلم يفارقون الحياة وهم يغنون وفى منتصف الخمسينيات، قدم الممثل ديليب كومار فيلمه نايا دور، والذى كان يجسد فيه شخصية سائق عربة ربح منافسته مع خدمة جديدة لحافلات النقل ليفوز أيضاً بمحبوبته وينتهى الفيلم بذلك نهاية سعيدة.
وأفلام الحركة غزت أفلام قصص الحب السينما الهندية واشتهرت منذ أواخر الثمانينيات عن طريق نجوم ووجوه جديدة غير معروفة مثل «عامر خان» و«سلمان خان». وبات التطرق إلى التمرد موضوعاً أساسياً، ولم يستسلم الزوجان فى هذه الأفلام لمصيرهما وإنما خاضا ثورة يمكن أن تؤدى إلى الموت إذا اقتضى الحال. ومع بداية التسعينيات أصبحت قصص الأفلام تتطرق إلى الحياة الواقعية كفيلم «بومباى» عام 1995 والذى اقتبست قصته من أعمال الشغب التى نشبت بين الهندوس والمسلمين فى عام 1993. أما فيلم «من كل قلبى» عام 1998 فهو يتناول قضية الإرهاب والانفصالية، وأثنى نقاد السينما العالمية فى جميع أنحاء العالم على أفلام مثل «لاغان» لعام 2001 وفيلم «الصورة القذرة» لعام 2011.
بوابة الوفد الاليكترونية