رأي ومقالات
سلاحنا لتهشيم عظم المؤامرة
مجرد حدوث ما يعكر صفو الأمن هو في حد ذاته هدف للمتمردين.
يعلم المتمردون جيداً أنهم لن يحققوا نصراً حاسماً على القوات المسلحة مهما تكررت هجماتهم التي يشنونها على طريقة (أضرب وأهرب)، ولكن مقصدهم وتكليفهم هو تعطيل وعرقلة إنفاذ برنامج الدولة المعلن.
قبيل ازدياد وتيرة الهجمات الإرهابية الأخيرة طرحت الدولة، على نطاق واسع، خطتها لفتح منابر حوار وطني جامع لا يستثني من المشاركة فيه حزب أو تنظيم أو فريق.. وقد وجدت الخطة المعلنة استجابة مطلقة من القوى السياسية الرئيسية كما لاقت استجابة متحفظة من قوى وطنية أخرى كان مأمولاً تخليها عن تحفظاتها عند الشروع الفعلي في الحوار.
الآن، لا أحد يتحدث عن الحوار، وهذا ما يحقق للمتردين جانباً من خطتهم الجهنمية..
في منحي آخر، كانت الدولة قد نشطت خلال الأشهر الماضية في الترويج لفرص الاستثمار بالبلاد، وعقدت من أجل ذلك المؤتمرات الناجحة وابتعثت الوفود إلى أركان الدنيا، كما استقبلت العاصمة الخرطوم طلائع المستثمرين العرب وغير العرب.
أحد أهداف هجمات المتمردين هو صرف الأنظار عن هذه النجاحات وإشاعة أجواء من الريبة حول توافر الضمانات الأمنية للاستثمار.
مشروعات النهضة الزراعية الكبرى أصبح الحديث عنها مؤجلاً.
العلاقة التي بدأت تتواطد بين الخرطوم وجوبا أصبحت أيضاً محل استهداف واضح من قبل المتمردين ومن يقفون خلفهم.
بعد قمة الرئيسين البشير وسلفاكير والتوافق الذي صحب وأعقب انعقادها، عاد التراشق بالاتهامات بين العاصمتين، ولا نشك في أن العناصر التي وقفت وراء هجمات الجبهة الثورية هي ذات العناصر التي ظلت تتربص بعلاقة السودان بجنوب السودان وتسعي لتخريبها، وما حدث في أبيي خير شاهد.
في الخرطوم تقف المعارضة السودانية موقفاً غير لائق..
صحيح أن القواعد الشعبية لأحزاب المعارضة قد عبرت تلقائياً عن إدانتها ورفضها لعدوان المتمردين وانخرطت في قوافل الدعم الشعبي للمناطق التي تعرضت للعدوان، لكن بعض قيادات هذه الأحزاب ما زالت متمترسة خلف مطلب التغيير الفوري للنظام ولا يهمها، من بعد ذلك، أن يحدث المتمردون ما يحدثون من تدمير وما يلحقونه من أذي بالمواطنين العزل.
ليت المعارضة تعي أن المخطط الذي يجري إنفاذه على أيدي المتمردين لا يفرق بين حكومة ومعارضة، وإنما يستهدف النموذج الذي تقوم على أركانه دولة السودان.
نداء الوطن يدعو إلى وقفة متحدة لهزيمة ودحر المؤامرة وتصفية جيوبها، والرد عليها بحشد القوى والسند خلف قوات الشعب المسلحة الباسلة، ثم بإقبال على إنفاذ برنامج الحوار الوطني الجامع والتوافق على دستور دائم للبلاد.
من بعد دحر المؤامرة الغاشمة وإقرار نظام للحكم متوافق عليه، فسيكون المجال متاحاً للتنافس الديمقراطي ولكل حزب أو كيان.
من جانبها، على مؤسسات الدولة تفويت الفرصة على المخطط التآمري، بالمضي قدماً في إنفاذ المشروعات القومية جنباً إلى جنب توجيه الضربات العسكرية القاصمة للتمرد والمتمردين.
هكذا نلحق بالمؤامرة والمتآمرين الهزيمة القاضية.
صحيفة الخرطوم
فضل الله محمد