( عدم الإحاطة) … يعني شنو ..؟؟
** وكما تعلمون أيها الأفاضل، لقد فقدت حكومة السودان – فجأة كدة – خط طيران الناقل الوطني إلى هيثرو، وإضطربت بعد الفقدان ثم شكلت لجنة تحقيق قبل نصف عام إلا قليلا لمعرفة مصير المحطة..لجنة التحقيق – حسب حديث سليمان الصافي – عقدت (33 إجتماعا)، وإطلعت على ( 22 مستند)، ثم إستدعت وإستمعت إلى ( 10 شهود)، ومع ذلك لم تصل حتى ضحى السبت الفائت إلى معلومة تفيدها إن كانت أنثى الثعلب (تلد أم تبيض؟)..ولكن رئيس لجنة النقل بالإنابة يضع الإحتمالين – وثالث آخر- بمنتهى اللامبالاة، إذ يقول لألوان السبت الفائت بالنص : ( هناك عدة إحتمالات لما حدث لمحطة هيثرو، إما البيع أو السرقة أوعدم الإحاطة )، وهكذا أيضا حال أنثى الثعلب كما في خيال ذاك..!!
** نفهم ونتفهم بأن تتصرف جهة ما – بصفة شخصية أو بصفة إعتبارية – في هذه المحطة بالبيع دون علم رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء والبرلمان، وهذا ما يسميه سليمان الصافي بالبيع..ولكن من أين لنا بعقل يستوعب بان جهة ما قد تسرق محطة هيثرو من السلطات السودانية ومن يمثلها، هيئة طيران كانت أو سودانيرا، دون علم السلطات البريطانية أيضا؟..محطة هيثروا، أيها الأفاضل، ليست بمحفظة في جيب غافل بالمحطة الوسطى، بحيث ينشلها اي نشال بعد تمزيق جيب الغافل..وكذلك محطة هيثرو ليست بقطعة أرض في فلاة ولاية الخرطوم، بحيث يستولى عليها السماسرة ورؤساء اللجان الشعبية ثم يوزعونها لسكان العشوائي..وكذلك محطة هيثرو ليست بمال عام في خزائن المؤسسات الحكومية بالسودان، بحيث يستولى عليه أي وزير أو مدير تحت غطاء أي بند من بنود النهب المصلح..أي هذه المهملات – وغيرها – هي القابلة للسرقة، لأنها مهملات سودانية، وليس من العقل أن نضع محطة طيران تديرها السلطات البريطانية بنظم ولوائح ورقابة في قائمة تلك المهملات السودانية.. لوكانت تلك المحطة مساحة بجغرافية السودان، لإستوعبنا حديث الصافي ثم قلنا ( نعم، يمكن سرقوها)، أي كما حدث للفشقة وحلايب بقوة عين، ولكنها محطة تحت سلطة السلطات البريطانية وقوانينها، فكيف يسرقها السارق يا الصافي ؟..فأبعد إحتمال السرقة، ما لم يكن السارق هو البعض النافذ في حكومتكم، أو ما لم يكن المراد بالسرقة ( تغطية البيع)..!!
** ثم الإحتمال الثالث، فالصافي لم يكتف بإحتمالي البيع والسرقة، بل أضاف ما أسماه ب ( عدم الإحاطة).. نعم ( عدم الإحاطة) قد يكون مصير محطة هيثرو..ولكن، يعنى شنو عدم الإحاطة ؟..وهنا نستحضر إحدى لطائفنا الشعبية، وبطلتها فتاة فاتها قطار الزواج وفقدت عقلها، ولذلك تساءلت ذات يوم بمنتهى البراءة : (عدم العرس ده عرفناه، لكن عدم الولادة ده من شنو؟).. وهكذا لسان حال عقولنا في موقف كهذا، بحيث يمكن أن يسبب إهمال السلطات السودانية في بيع محطة هيثرو، أو ربما إهمال السلطات البريطانية قد يسبب في سرقة تلك المحطة، لكن عدم الإحاطة ده من شنو؟..على كل حال، نكظم الحزن والغيظ وننصح أعضاء لجنة التقرير الختامي بعدم إعتماد السرقة مصيرا لتلك المحطة، فهذه قد تسئ سمعة السلطات البريطانية وترغمها على النفي وتوضيح الحقائق المحرجة لسيادتكم.. وكذلك لاتعتمدوا البيع، فهذا قد يرغمكم على التخلى عن فقه السترة وتكشفوا الذين باعوها.. ولذلك، إعتمدوا فقط ( عدم الإحاطة)..وهكذا سوف يهدر الشعب السوداني بقية عمره في صفحات قواميس اللغة العربية، بحثا عن معنى (عدم الإحاطة) في موقف كهذا، بدلا من البحث عن ( الباعها منو؟، السرقها منو؟)..وهكذا سوف نزداد يقينا بأن العقول الماكرة – كما أنثى الثعلب في مخيلة ذاك- بإستطاعتها أن تلد المفسدين وتبيض اللصوص، ولكن إلى حين..نعم غضب السماء قد يمهلهم رويدا، ولا يهملهم أبدا..!!
إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]