رأي ومقالات

خالد حسن كسلا : ” الحلو ” مات ولو لم يمت ..!

[JUSTIFY]وموت عبد العزيز الحلو متأثرًا بجراح عميقة في جسده بسبب نضاله ضد أرواح الأطفال والنساء والشيوخ وضد مرافق المواطنين الخدمية مثل محطات الكهرباء والوقود والاتصالات، ليس بالضرورة أن يكون هو موت الوفاة أي يتوفاه الله. فقد مات أخلاقياً وأدبياً قبل أن يموت متوفَّى. فهل سيحلو لقطاع الشمال ومن وراءه قطاع الجنوب في الحركة الشعبية أن يدعوا صاحبهم الحلو بالشهيد كما يدعوا قائدهم جون قرنق الذي قُتل على يد صديقه العزيز موسفيني بطريقة أو أخرى؟!. نعم مات من قبل يوسف كوة بمرض عضال لكن رغم ضلوعه في نسف الأمن والاستقرار بجنوب كردفان وهو واحد من قادة الجيش الشعبي إلا أن التاريخ لم يسجل له الفظائع التي ارتكبها الحلو مع عقار ضد المواطنين ومصالحم المهمة جداً. ليس فخراً أن يستهدف المتمردون كل ما يوفر الحياة الكريمة للمواطن على شحه ونحن في بلد فقير جداً من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه (الجديد طبعاً) ومن أقصى شرقه إلى أقصى غربه. والحلو سواء مات أم لم يمت فإن الذكرى التي رفعها لنفسه بالطبع ليست مشرِّفة، لا للوطن ولا لأبناء النوبة الذي ينتمي إليهم من ناحية أمِّه. والشاعر أحمد شوقي يقول:
دقات قلب المرء قائلة له
إن الحياة دقائق وثوان
فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها
فالذكر للإنسان عمر ثان
{ وهناك نقول إن الذكر الذي رفعه الحلو لنفسه سواء مات الآن أو غداً هو قتل الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير مرافق المواطنين لذا نرجو ألا نسمع ونقرأ بعد وصول الحكومة إلى اتفاق مع قطاع الشمال عبارة (الشهيد الحلو). فالشهيد لا يقتل هؤلاء والرائد لا يكذب أهله.
{ التجار (الجنوبيون) ظالمون .

نقرأ ونسمع عن (التجار الشماليين) إنهم مظلومون ومعتدى على حقوقهم في جنوب السودان بعد أن أصبح دولة (استثنائية) تتنفس بالأجندة الأجنبية الغربية والصهيونية بدلاً من المؤسسات المختلفة مثلها مثل أي دولة. لكن هناك في يوغندا تجار من جنوب السودان يطلق عليهم (التجار الجنوبيون). وهم عكس هؤلاء (الشماليين) فأولئك ظالمون. لكن ماذا فعلوا ومن ظلموا. الخبر متوفر نشرته أمس هذه الصحيفة يقول إن رجل أعمال سوداني (شمالي) اسمه صلاح الدين هرون خاطر قد اختطفه خمسة رجال مسلحين يحملون مسدَّسات انتحلوا شخصيات رجال الانتربول (الشرطة الدولية) في العاصمة اليوغندية كمبالا. وقاموا بتهريبه إلى جنوب السودان، وكشف أحد أقرباء رجل الأعمال السوداني للصحافة اليوغندية عن أن له نزاعات مع رجال أعمال جنوبيين من دولة جنوب السودان حول مبلغ قدره 347 ألف دولار. ويبدو أن (الجنوبيين) وهم في أي مستوى لن يتركوا معاداتهم للشماليين حتى بعد الانفصال فالعدوان الاجتماعي الذي كان مسرحه شمال السودان وجنوبه قبل الانفصال أصبح الآن مسرحه في بعض العواصم الإفريقية المعادية للسودان مثل جوبا. فما تم في كمبالا ضد رجل الأعمال السوداني هل نفسره بأن الأمن اليوغندي ضعيف أم أن العدوان اليوغندي للسودان لا يستثني حتى رجال الأعمال السودانيين الأبرياء ؟!.

صحيفة الإنتباهة[/JUSTIFY]