نادية عثمان مختار

الرئيسان البشير وسلفاكير و( عشاء) ليس بالأخير !!

الرئيسان البشير وسلفاكير و( عشاء) ليس بالأخير !!
ظللنا؛ وسنظل ندعو لإقامة علاقات طيبة بين السودان والدولة الجديدة (الجارة) في جنوب البلاد ، ليس بحسابات العاطفة فحسب، ولكن بحسابات المصالح التي تحكم الدول وتتحكم في مصائر الشعوب !!
الزيارة الحالية للوفد الجنوبي رفيع المستوى من دولة جنوب السودان بقيادة الرئيس سلفاكير ميارديت تأتي في وقت تعاني فيه الدولتان مرير المعاناة من أوضاع سياسية متذبذبة وعسكرية غير مطمئنة واقتصادية متردية غاية التردي، في ظل دخول الشمال خاصة في (متاهة) الغلاء الطاحنة التي يعاني منها الشعب حد الجوع !!
إن الزيارات الودية لرؤساء الدول التي يعقبها (العشاء الفاخر) على ضوء الشموع وخلفية الموسيقى الهادئة ثم انفضاض مجلس (السمار) دون ان يستشعر الشعب شيئا ملموسا من نتائج الزيارة سوى التصريحات الصحفية وعبارات الاستهلاك الإعلامي من الممكن أن تكون (مبلوعة) اذا كانت الدولة الجارة بعيدة جغرافيا وتاريخيا وإنسانيا من بلادنا، ولكن عندما يكون الضيف الزائر هو الرئيس سلفاكير ووفده من دولة جنوب السودان؛ فإن الامر يستحق وقفة تأمل عميقة ولقاءات مختلفة، و خروج من بعد اللقاءات الرئاسية والوزارية بقرارات تثلج صدور الشعبين في البلدين، لأن القضايا المصيرية العالقة التي ظلت تتأرجح في هواء التأجيل والمماطلة من الجانبين آن أوان حسمها، خاصة وأن المشاهد قد تغيرت الآن واستفحلت الأزمات بعد الحرب الدائرة في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، وبعد حديث مدير جهاز الأمن الفريق عطا عن (توقعات) مرتقبة لتصعيد عسكري في دارفور، حيث انه اتضح أن الهدوء الذي يسود المنطقة ( مرصود) وماهو إلا نسمة زائفة ستعقبها (كتاحة) وريح صلصل عاتية !!
نعم..لابد للرئيس البشير والرئيس سلفاكير من اتخاذ قرارات قوية في شأن مسائل ترسيم الحدود ومشاكل النفط والمرور التجاري بين البلدين وغيرها من القضايا الحيوية المهمة ؛ لابد لهما من عدم تمرير فرصة اللقاء دون اتخاذ حزمة من الإجراءات التي تسهل مسارات التعاون الاستراتيجي بين البلدين في كافة أوجه التعاون مع الوضع في الحسبان أن الشمال والجنوب مهما وصلا من حدود الفجور في الخصام؛ فليس لهما غير التوافق على طرائق تعاملات تضمن التعايش السلمي بين الدولتين وتضمن كذلك تبادل المصالح بشكل سلس ودون اي عرقلات من الطرفين مع البعد عن المكايدات السياسية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تورد البلدين موردا سوى الهلاك ولو بعد حين !!
نتمنى أن لا يكون اللقاء بين الرئيسين مجرد (مجاملة) وعلاقات عامة وبعض عتاب، فالوقت ليس في الصالح، والبلدين أحوج مايكونا لاتخاذ قرارات قوية وواضحة لوضع حد للملفات التي مللنا (تعليقها) وملت التسويف و(الجرجرة) دون حسم ولا طي لأوراقها المهترئة من كثرة التقليب دون حلول !!
نتمنى للسيد الرئيس سلفاكير ميارديت عشاء شهيا في القصر الرئاسي مع نظيره البشير، ولكن نرجو عدم خذلاننا في نتائج اللقاء الذي نترقب قراراته المهمة، بينما تلهج ألسنتنا بالدعوات لأن يصلح الله الحال !!
و
سودان وييييييي !!
نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/10/9
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]