هنادي محمد عبد المجيد
مصباح الهدى وسفينة النجاة ٢
ما انفك يرشف ثغره مستنشقا / طيب الجنان بطيب مرشفه الشذى
لا غرو إن شفعت بشاشته لمن / بسوى انتشاق شذاه لم يتلذذ
الأم فاطم والأب الكرار لا / أب في الأنام كذا ولا أم كذي
ومن خصائص الحسين عليه السلام أنه لم يرضع من السيدة فاطمة ولا من أنثى ، كان النبي يأتيه ويضع إبهامه في فيه ، ويجعل الحسين يمص منها ما يكفيه اليومين والثلاث ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم :{أيها يا حسين أيها ياحسين أبى الله إلا ما يريد هي فيك وفي ولدك} يقصد بذلك الإمامة .
لله مرتضع لم يرتضع أبدا / من ثدي أنثى ومن طه مراضعه
يعطيه ابهامه آنا فآونة / لسانه فاستوت منه طبايعه
سر به خصه باريه إذ جمعت / وأودعت فيه عن أمر ودائعه
غرس سقاه رسول الله نبعته / وطاب من بعد طيب الأصل فارعه
وتقول السيدة صفية رضي الله عنها :”فقبل النبي صلى الله عليه وسلم بين عينيه ثم دفعه إلي وهو يبكي وقول:{ لعن الله قوما هم قاتلوك يا بني} قالها ثلاثا ، فقلت: فداك أبي وأمي ومن يقتله؟ قال:{ تقتله فئة باغية من أمية} لم يسمع بأن ينعي أحد قبل موته ، وفي يوم ولادته قبل الحسين !وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه أنه قال:” أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهو مشتمل على شيء ما أدري ماهو فلما فرغت من حاجتي قلت ماهذا الذي أنت مشتمل عليه ؟ فكشف ،فإذا هو الحسن والحسين على وركيه فقال:{ هذان إبناي وابنا ابنتي اللهم إني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما ألا فمن أحبهما كان معي} “، وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال:”دخلت يوما على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليها فقالت:” يا أبا عبد الله هذان الحسن والحسين جائعان يبكيان فخذ بأيديهما فاخرج بهما إلى جدهما” قال: فأخذت بأيديهما وحملتهما حتى أتيت بهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:{ مالكما يا حسني؟} قالا :نشتهي طعاما يا رسول الله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:{ اللهم أطعمهما }ثلاثا ،قال سلمان فنظرت فإذا سفرجلة في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم شبيهة بقلة من قلال هجر أشد بياضا من الثلج وأحلى من العسل وألين من الزبد ، ففركها بإبهامه فصيرها نصفين ثم دفع إلى الحسن نصفها ، فجعلت أنظر إلى النصفين في أيديهما وأنا أشتهيهما فقال صلى الله عليه وسلم:{ يا سلمان لعلك تشتهيها ؟} قلت: نعم، قال:{ ياسلمان هذا طعام من الجنة لا يأكله أحد حتى ينجو من الحساب ،} هذا يوم أشبعهما وآخر سقاهما- ولا يزال الحديث لسلمان – كما روى عن خبر العطش ، حين عطش المسلون عطشا شديدا ، فجاءت فاطمة بالحسن والحسين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت:” يا أبتاه إنهما صغيران لا يتحملان العطش فدعا النبي الحسن فأعطاه لسانه فمصه حتى ارتوى ثم دعا الحسين فأعطاه لسانه فمصه حتى ارتوى “،،و وللحديث بقية غدا بإذن الله.
هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]