جرائم وحوادث

تفاصيل حريق مستشفى امبريال وقصص مؤثرة للمرضى

[JUSTIFY]أدى انفجار أنبوبة غاز في مطبخ مستشفى امبريال بالخرطوم إلى دخول المرضى والمرافقين في حالات هلع وخوف وصراخ شديد نسبة لانعدام الرؤية داخل المستشفي نتيجة الانفجار الذي حدث أمس الشيء الذي قاد الموجودين بالمستشفي إلي ان يتدافعوا ناحية منافذ الخروج من موقع الحدث فالمرضي ومرافقوهم إلي تلك اللحظة لم يكونوا علي دراية بما حدث وكان جل تفكيرهم منحصرا في الخروج من مبني المستشفي إلي الشارع العام الأمر الذي احدث (ربكة) شديدة.. فالكثير من المرضى تم اخراجهم بالنقالات واخرون كانوا محمولين على الاكتاف فيما كان الأطفال محمولين علي الأيدي في منظر مؤثر جدا بينما ظل البعض الآخر من المرضي ومرافقيهم عالقين داخل المستشفى التي كان يتصاعد منها الدخان بصورة كبيرة.. ما استدعى الكثيرين من الناس ان يقدموا يد العون للمرضى ومرافقيهم بالاستضافة في المكاتب والمنازل المجاورة للمستشفى الذي ظل في حركة دؤوبة من اجل استجلاء الموقف العصيب وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح.
ومن المشاهد المؤثرة في هذا الحدث ان مرافقي المرضى أو الزوار الذين وصلوا للمستشفى لحظة وقوع الحريق كانوا في حالة قلق وتوتر شديدين على المصير المجهول الذي ينتظر المرضى والمرافقين الذين لم يتمكنوا من الخروج فما كان من إدارة المستشفى إلا ان وزعت لهم (كمامات) تقيهم الدخان الناتج عن الحريق الذي حدث بمطبخ المستشفى الذي صعد فيه البعض إلى الطوابق العليا وظلوا يراقبون الحدث من خلال النوفد المطلة على الشارع العام والبعض منهم عمد للاطلالة من هناك حتى يدخل الطمأنينة في قلوب مرافقيه أو من جاء لزيارته أو الذين كانوا معه في الداخل وتمكنوا من الخروج بعد حدوث الحريق وعلي خلفية ذلك قاموا بفتح النوافذ حتى يخرج عبرها الدخان الذي كاد أن يتسبب في حالات اختناق لولا ان الله سبحانه وتعالى قدر ولطف كما قال بالضبط لاعب الهلال السابق ومقرر دائرة الكرة بالنادي.
ومن المشاهد التي وقفت عندها هي ان بعض مرافقي المرضى والعاملين بالمستشفى بذلوا قصارى جهدهم من اجل اطفاء الحريق وتهدئة المرضى والمرافقين الذين كانوا يبكون فلكل واحد منهم مريض داخل المستشفى تربطه به صلة. ولكن هنالك عاملا أجنبيا بالكافتيريا أصيب في رجله.
وحول الاسباب التي أدت إلى الحريق قال كمال بله المدير الاداري للمستشفى : الأسباب الحريق تكمن في انفجار أنبوبة غاز ومنذ اللحظة التي حدث فيها الحريق اجرينا اتصالانا بشرطة الدفاع المدني ولكنهم لم يأتوا في الوقت المناسب فما كان منا إلا إجراء اللازم.. علماً انه لا توجد خسائر.
وفي رده على سؤال طرحته عليه الصحيفة أين وقع الانفجار الذي أدي لهذا الحريق؟ قال : الأنبوبة انفجرت في المطبخ التابع للمستشفى.
فيما هاجم الإعلام قائلاًً : في الوقت الذي كنا نستخرج فيه المرضى من المستشفى كانت عدسات الكاميرات تلتقط في الصور.. ألم يكن الاجدى بهم مساعدتنا ومن ثم التقاط الصور.
وفي سياق متصل قال شاهد عيان المهندس محمد خلف الله البشرى : كنت داخل المستشفى لمقابلة الدكتور سعد الفاضل من أجل الاستشفاء ترافقني زوجتي فيما كان ينتظر في (الهول) ما يربو عن الـ(150) مريضا وعندما جاء دوري لمقابلة الطبيب دلفت الى داخل عيادته.. وما ان بدأنا في المقابلة الا وانقطع التيار الكهربائي بصورة مفاجئة فسارع الطبيب إلى فتح النافذة لانعدام الرؤية داخل العيادة ومن ثم طلب منا الخروج من هناك وعندما خرجنا إلى (الهول) وكانت المفاجأة المذهلة المتمثلة في الدخان الكثيف لدرجة انعدام الرؤية تماما.
ووصف حالة المرضى والمرافقين داخل المستشفى قائلاً : الناس بصورة عامة كانت في حالة رعب وخوف وهلع شديد قاد الكثير منهم إلى اخراج مرضاهم بالنقالات والحمل على الاكتاف والايدي.. والبعض الآخر من المرافقين والزوار حاولوا الدخول إلى المستشفى لإنقاذ مرضاهم الذين ظلوا عالقين في الداخل ولم يتمكنوا من الخروج فالبعض منهم مقيد بعمليات جراحية اجريت له في غضون الايام الماضية وبالتالي لا يستطيعون الحركة الا بمساعدة اخرين.
واشار الى انه عندما كان داخل عيادة الدكتور المشار إليه مسبقا لم يتم اخطارنا من ادارة المستشفى بأن هنالك حريقا حدث بها.. فقط انقطع التيار الكهربائي وحينما خرجنا الى الشارع العام كانت الناس متجمهرة بعددية كبيرة وهي تساعد في من خرجوا من داخل المستشفى وعبركم لابد من صوت شكر لادارة صحيفة المشاهد التي وقفت مع المرضى وفتحت لهم ابوابها بقيادة الاخ امين واسامة فرفور.
وتأسف لعدم وجود مخارج متعددة في مستشفى كبير كهذا.. بدليل ان الناس جميعا تدافعوا نحو مخرج واحد بما في ذلك المرضى.. علما بأنه وفي تلك الاثناء كانت تجري بعض العمليات الجراحية وقد سمعت بأذني من قال ان والده تم تخديره.. عموما اظلمت الدنيا في عيون الجميع.. وبدأ الدخان في التصاعد بشكل مخيف جدا.. ورغما عن خروجي من المنطقة الا انني مازلت في حالة من القلق والتوتر الشديد وقد تكون لاحظت بنفسك هذا الشئ الذي يبدو ظاهرا.
وواصلت تقصي الحقيقة من مصادرها وشهود عيانها حيث وقفت عند حالة المريض الذي اجريت له عملية جراحية امس الاول (السبت) وتم اخراجه من المستشفى على خلفية الانفجار الذي حدث امس.
وفي ذات الاطار قال بدر الدين سليمان نجل المريض : كنت مرافقا لوالدي الذي اجريت له عملية جراحية لأنه مضروب في رأسه ومصاب بكسر في الفخذ.. واجريت له العملية امس الاول وكانت ناجحة الا ان انفجار انبوبة الغاز لم يدعه يستكمل العلاج المقرر من الاطباء.
واضاف : عندما وقع الحادث تفاجأنا بدخان كثيف يحجب عنا الرؤية ولكن رغما عن ذلك قمنا بحمل الوالد على الاكتاف وخرجنا به من (مسرح الحادث) على جناح السرعة.. خاصة وان المكان حدثت فيه فوضى شديدة.. فالناس كانت تصرخ بشكل هيستيري.. فيما نجد ان عربة اطفاء الحرائق جاءت الى الموقع متأخرة مما ادخل المزيد من الخوف والهلع في نفوس المرضى ومرافقيهم.
ومضى : وفي خارج المستشفى كان الناس يقفون وهم مذهولون مما يحدث امامهم.. فما كان منا الا ان حملنا الوالد من هنالك الى المنزل مباشرة.. وبالمقابل سوف يستكمل علاجه به علما انه في حالة غيبوبة بدأ يفيق منها تدريجيا بعض الشئ.. الا انني عاتب على ادارة المستشفى لعدم وجود الادوات الكافية لاطفاء الحرائق في حال حدوثها كالذي حدث امس بالمستشفى.
فيما قال محمد ابو شامة لاعب الهلال السابق ومقرر دائرة الكرة بالنادي : وجودي في هذا المكان يعود الى ان خالة زوجتي طريحة الفراش بهذا المستشفى بالعناية المكثفة بعد ان اجريت لها عملية جراحية.. ولكن من المؤسف جدا ان البعض من الذين يفترض فيهم انقاذ المرضى هربوا في منظر مخزي جدا لهم وللوظيفة التي وقع اختيارهم عليها.. ولم نشاهدهم الا بعد ان تم اطفاء الحريق الذي احدثه انفجار انبوبة.
وعن حالتها بعد الانفجار الذي شهده المستشفى قال : لقد اطمأنيت عليها بعد ان تم اطفاء الحريق وزالت الضبابية الناجمة عن الدخان الكثيف الذي كان في تصاعد مضطرد جدا.
وباقتضاب شديد واصل ابو شامة حديثه قائلا : لم نستطع استخراجها كسائر المرضى الذين تم لهم ذلك من خلال النقالات والحمل على الاكتاف والايدي.. لأنها كانت في العناية المكثفة الى جانب بعض المرضى الاخرين الذين انقذتهم العناية الالهية من الحريق والدخان الذي حجب الرؤية تماما.
وانتقلت الى المريض حسن سليمان حميدة الذي قال : دخلت مستشفى امبريال لاجراء عملية جراحية بواسطة احد الاطباء الذي ارسل لي احد الممرضين من اجل ان يستخرج (اسلاك) العملية الجراحية.. واثناء ما كنت طريح الفراش على النقالة في الانتظار شب الحريق الذي قيل انه ناتج عن انفجار انبوبة غاز في المطبخ التابع للمستشفى.. وكان ان شاهدت الدخان بصورة مرعبة جدا لدرجة انعدمت الرؤية.. ولكن رغما عن ذلك سارع مرافقي الى استخراجي من هناك بالنقالة التي مازلت راقدا عليها داخل صحيفة المشاهد التي فتح لنا فيها مديرها مكتبه.
واردف الاستاذ خليل محمد الزائر للمريض حسن سليمان حميدة قائلا : كنت اقف امام مستشفى امبريال من اجل معاودة قريبي.. الا انني تفاجأت بسيل من البشر يتدافع من داخل المستشفى للدرجة التي جرفوني بها بعيدا وعندما استوعبت ما يدور من حولي وجهت لهم سؤالا ماذا هناك؟ فقالوا : حريق .. حريق .. هذه الاجابة ادخلتني في حالة قلق شديد على مريضنا ومرافقيه الى ان شاهدته محمولا على نقالات مع عدد كبير من المرضى.. ولكن مصدر قلقي على (حسن) نابع من انه لا يستطيع ان يمشي على رجليه جراء العملية التي اجريت له في الايام الفائتة.
اما الزائر فارس عوض السيد الذي شارك في عملية الاطفاء فقال : اتيت الى هذا المستشفى لزيارة مريض اجريت له عملية جراحية.. واثناء ما نحن داخل المستشفى شاهدت الناس تهرول ناحية المدخل ناشدة الخروج من مسرح الحادث.. الذي على ضوئه طلبت مني شقيقتي الابتعاد من مكانه الا انني قلت لها ابدا لن اغادر بل سوف اعمل على مساعدة الناس في اخراج المرضى وبالفعل قمنا باخراج البعض منهم.. ومن ثم نزلت عبر السلم الخلفي للمستشفى حاملا في يدي طفاية توجهت بها ناحية انبوبة الغااز التي تسببت في هذا الحدث وبدأت في اطفاء النار التي كانت مشتعلة فيها في تلك الاثناء.
ومن داخل مقر صحيفة المشاهد التقت الصحيفة ببعض المرضى الذين استقبلهم مكتب المدير العام امين والمدير الاداري اسامة فرفور الذي قال : خرجت من مقر الصحيفة واستقليت سيارتي وما ان بدأت في ادارة محرك الماكينة الا وشاهدت هرجا ومرجا مصدره مستشفى امبريال الذي خرج منه الناس بصورة تدعو الى الوقوف عندها.. فالمرافقون للمرضى يجرون مرضاهم بالنقالات واخرين يحملونهم على الاكتاف اما الاطفال فكانوا يحملونهم على الأيدي.. فترجلت من السيارة وبدأت اوجه في المرضى ومرافقيهم للدخول الى مكاتب صحيفة (المشاهد).. ومن ثم استفسرت عن اسباب الحريق فقالوا ان انبوبة غاز انفجرت في المطبخ.. ولكن من الملاحظ ان المستشفى لا يوجد به مخرج طوارئ.
[/JUSTIFY]

الخرطوم : سراج النعيم – النيلين