حوارات ولقاءات

مأمون حميدة : أنا (رطّب دي ما بعرفها)، لكن في ناس اغتربت وعادت سواء في القطاع العام أو الخاص

في تقديركم.. ما هي الأسباب التي أدت إلى هجرة الأطباء السودانيين إلى الخارج؟
– أنا لم أعمل بحثاً، ولكن إذا سألتهم يمكن أن يقولوا الأسباب، وأنا لم أعمل إحصاءً أو استبياناً ولم اسألهم.
{ وهل أنتم راضون عن أجور الأطباء؟ ونائب الاختصاصي يصرف أقل من (700) جنيه والطبيب العمومي (500) جنيه حسبما يقول الأطباء؟
– والله أولاً يجب التأكد من الأرقام.
{ هم يقولون ذلك؟
– والله يقولون ذلك، وأنا لا أعرف؟.
{ طيب ما هي حقيقة أجور الأطباء؟
– الحقيقة إن الناس دائماً تحسب الراتب ولا تحسب الحوافز، وهذه قضية اتحادية، والنواب تصرف لهم اتحادياً، ونحن نمنح النواب حوافز موحدة وعلاوة موحدة، وعلاوة يأخذونها من المستشفى وحوافز (نبطشية)، والآن أنا لا استحضر الأرقام، لكن أوجه عندما يتحدث الإنسان عن الراتب دائماً اسألوه عن الحافز كم.
{ وهل هي مرضية بالنسبة لكم؟
– لا.. وهل يوجد إنسان أُعطي قال إنه راضٍ؟، والآن أنت في ذمتك (ماهيتك مرضية بالنسبة ليك؟).
{ أنا وجهت لك السؤال أنت؟
– لا إذا أنت مرضية بالنسبة لك للأطباء ستكون مرضية، والأطباء الآن في طور تدريب صعب يحتاج لتضحية لفترة معينة وبعدها يفتح عيادة وكذا.
{ أنت تدعوهم للصبر؟
– نعم وكل الناس مرت بمرحلة التدريب، وفي النهاية إن شاء الله سيصلون إلى ما يريدون، وأنت تعرف أن القطاع الخاص أصبح يأخذ عدد كبير جداً من القطاع العام، حتى العاملين في القطاع العام الآن يعملون في (نبطشيات) في أوقاتهم الخاصة بسعر كويس جداً، ولدي ما يقارب (300) ألف اختصاصي في القطاع الخاص، وهناك موارد دخل أخرى.
{ كنت تحدثت في فترة سابقة عن عدم السماح لموظف الدولة بالعمل في القطاع الخاص والعيادة أثناء الدوام الرسمي؟
– لا هؤلاء الاختصاصيون يعملون فقط في القطاع الخاص، وهؤلاء موجودون في البلد، والذين يقولون إن الناس كلها مشت يجب أن ينظروا للموجودين في القطاع الخاص.
mamoun%20hmada { تريد أن تقول إن هناك من ذهب و(رطّب) وارتاح وعاد؟
– لا أنا (رطّب دي ما بعرفها)، لكن في ناس اغتربت وعادت سواء في القطاع العام أو الخاص، وهم أيضاً موجودون للسودانيين وخير للبلد، نحن الآن لدينا من يعملون في مستشفيات خاصة رقم (1)، لكنهم يمنحون يوماً لمستشفيات عامة مجاناً، ولدينا (4) اختصاصيين كبار جداً يعملون طوعاً في ذلك، انظر لمستشفى (شرق النيل) مثلاً أتى باختصاصيين كبار جداً مثلاً الدكتور “شرف” من أكبر اختصاصيي زراعة المفاصل الآن يعمل في شرق النيل، لماذا لم يتباكى الناس على إنه أتى من (انجلترا)؟، وعندك “أنس البدوي” الآن يعمل في (الزيتونة) وهو من أكبر اختصاصيي القلب وكان في (اسبانيا)، ولدينا اختصاصيون في (رويال كير) كانوا في (السعودية) منهم “عبد الرحمن الشيخ” وهو من أكبر الاختصاصيين الذين عادوا، لماذا لم يكتب الناس عن عودة هؤلاء؟، يجب على الناس أن لا ينظروا إلى الأشياء من جانب واحد.
{ دعنا ننتقل ونسأل عن الدواء.. والإمدادات الطبية..
قاطعني قائلاً: (دي ما عندي شغلة بيها).
{ توفر الأدوية في المستشفيات فيه مشاكل كثيرة جداً..
– قاطعني: “هذه مسؤوليات اتحادية”، واستيراد الدواء وتسجيله لا علاقة لنا به، مش ربنا حلاني من السؤال دا؟. أنت أسألهم هم.
{ من متابعتك وتقييمك.. هل هناك مشاورات بينكم؟ أم أنكم توفرون المستشفيات بدون دواء؟ ومعلوم الآن هناك مشاكل كثيرة في الدواء؟
– لا نحن الآن لدينا شيء اسمه الدواء الدائري، نوفر من خلاله الدواء لكل المراكز الصحية ومستشفياتنا، صحيح أنا أقول لك إن هناك مشاكل في الدواء بعد تغيير الدولار، وهناك مشاكل في توفير العملة الصعبة وجزء منه مقدور عليه، والجزء الآخر الناس تعمل على معالجته، وهناك مشاكل بين الشركات في التسعيرة وفي تسجيل الدواء، وأنت إذا جلست مع ناس الصيدلة والسموم سيعطونك حديثاً أكثر وأفيد مما أقوله لك.
{ قصة مشكلة “الزينة” التي عملت ضجة كبيرة في مستشفى مملوك لك.. كيف تابعت تلك القضية؟
– المستشفى فيه إدارة، حقيقة أنا سمعت بها وتابعتها في الجرائد، وتابعت مع المدير والكلام الذي قيل سيخضع لإحصاء من المجلس الطبي، وننتظر ما سيقوله المجلس الطبي، والأشياء المملوكة للإنسان ليس بالضرورة إذا هي مخطئة خلاص يعني، في النهاية هي مستشفى عندها شخصية اعتبارية لديها إدارة ومجلس إدارة وأنا حتى لا أتابعها، وإذا ثبت وجود خطأ من الطبيب أو من المستشفى، فهذا يخضع للقوانين التي تحكم البلد، وإذا هي أخطأت تحاسب، وإذا الدكتور اخطأ يحاسب، ونحن ما عندنا شيء غير يأخذ كل إنسان حقه.
{ ألا تخشى من أن تؤثر هذه المشكلة على سمعة المستشفى؟
– العجيبة أنا كنت (أتونس) مع المدير وقال لي إن أكثر فترة اشتغلت فيها (الزيتونة) وامتلأت لدرجة أن أسرتها امتلأت كاملة في فترة هذه القضية، يعني الناس أقبلوا إقبالاً رهيباً على (الزيتونة)، وقال لي إنهم لم يستطيعوا إحصاء عدد الناس، ولا يعرفون حركة العمل كيف، لكن المستشفى لم يتضرر حسب كلامه لي.
{ دكتور “كمال أبو سن” تحدث وكأنما هو راح ضحية ما حدث؟
– قال ذلك.
{ لم يقله صراحة.. لكنه أشار إليه ضمناً فيما قال وذكر أرقام العمليات وعدد انجازاته التي حققها وكأنه يريد أن يقول إنه ضحية فيما تم؟
– أنا لا أعرف ذلك الحديث، لكن هل تحدثت معه أنت؟
{ لا هو قال ذلك في مؤتمر صحفي عقده في صحيفة (الوطن) قبل فترة من الزمن؟
– وقال كلاماً كثيراً ولا شنو؟
{ قال كلاماً كثيراً ونشرته الصحف.. ألم تقرأه؟
– والله يمكن أكون لمحته وعلمت بجزء منه، أنا قابلته بعد فترة من الحادثة، لكن لا أعرف ما صرح به.
{ ألم يدر بينكما نقاش حول الحادثة؟
– لا أبداً.. علمت أنه عقد مؤتمرات صحفية والتقى بناس لكنه لم يتحدث، وقابلته في مؤتمر الأخطاء الطبية، لكن لم أجد فرصة أتحدث معه وجهاً لوجه.. هل قابلته أنت؟.
{ لا أنا لم أقابله نهائياً.
– يعني لا يوجد شئ خاص كدا وقابلته؟
{ لا نهائي.
{ النظام الطبي بين الأمس واليوم.. أنت أعلنت عن سياسة واضحة تعمل فيها رغم وجود الأصوات حولك.. كيف تقيِّم ذلك؟
– أنا أريد أن أقول إن (80%) من الذين يعيشون في ولاية الخرطوم هم عضد لهذه السياسة، والأصوات التي تسمع ما هي إلا أصوات قلة، نحن بنينا مراكز صحية في الأرياف وفي الأطراف وهؤلاء استقبلوا هذه السياسة بترحاب رهيب، وإذا عملت جس نبض ستجد أكثر من (85%) هم مؤيدون لهذه السياسة، لأني أقول للشخص إنك بدلاً عن حضورك للمركز سنصلك نحن هناك، وهذا لن يقول لا، ونحن وصلنا أم بدة وكرري والسلام والعقيرباب.
{ هل وصلتموهم فعلاً؟
– نعم وصلناهم، وأنا في العقيرباب عملت مركزاً صحياً، وأنت الآن صحفي قول لي أين العقيرباب؟، هي تقع على بعد (60) كيلو ريفي بحري.
{ هل هناك توازن في توزيع الخدمة؟
– الآن سأمنحك الخريطة وانظر للتوازن والتوزيع العادل لكل المواطنين، ولأول مرة ناس تصلهم مراكز صحية وخدمات أطباء ورسم قلب وأشعة في حياتهم لم يروها، هل هذا يجد قبولاً أم يستمع للأصوات القلة التي تصيح هنا وهناك؟.
{ هل تعتقد أن الحسد هو الذي يحرك تلك الأصوات؟
– والله هناك من لم يجدوا فرصة للنظر في هذه السياسة بإمعان، وافتكر أن الصحافة لها دور كبير جداً في إيضاح هذا الأمر، نحن نرجو من الإخوة الصحفيين التحقق من الحقائق والأرقام، نحن نعاني من نقل الخبر على غير ما قيل، ونعاني من نقل الأرقام في غير ما هي عليه، الآن عندي رسالة عن الأخطاء التي ظهرت في الصحافة وأضرت بالسودان، يُقال لك مثلاً (80) أو (70%) وفيات الأمهات نقلاً عن اختصاصي، وحينما اسأله يقول إنه لم يقل ذلك، وطبعاً هذه الصحف مقروءة.
{ من يخطئ من الصحف يُقاضى؟
– والله إلا يكون قضاة السودان كلهم يعملون ضد الصحافة.
{ هل هذا يعني أن الصحف كلها مخطئة؟
– لن أقول مخطئة، لكن أخطاء عديدة وأنا في مؤتمر لرؤساء الصحف مع الوالي ذكرت وأحضرت عدداً من هذه الأمثلة، واحترم الإخوان الصحفيين وفيهم ناس ممتازين ولازم تجيب الكلام دا، أنا أحترمهم لكن يحتاجون لضبط جودة، والصحفيون لابد أن يكون عندهم عدل في تقييم الآخرين، عندما يخطئ الصحفي لماذا لا يقول إنه اخطأ؟ ونحن عندنا الخطأ الطبي وحتى في الاعلام المسموع ذكرت فضائية إن هناك (30%) أخطاء طبية ونقلتها قناة أخرى ونحن ذكرنا لهم الخطأ.
{ طيب أنت الآن جزء من مجتمع الصحافة هذا و..
– كيف أنا جزء منه؟
{ ما عندك برنامج تلفزيوني تقدمه؟
– صحيح، لكن في النهاية هناك شخص يكره “مأمون حميدة”، وكل يوم صباح ومساء يكتب (مأمون حميدة.. مأمون حميدة.. مأمون حميدة) ولا دخل له بما يجري، وكثيراً ما يشغل الكاتب الحيز الممنوح له ليكيل المدح لمسؤول ويرجو منه خيراً، أو يهجو شخصاً يرجو فيه تشفياً، بينما إعلام الخبر يتطلب إعداداً دقيقاً وحضوراً شخصياً قد يؤدي إلى التضحية بالحياة نفسها.
{ هل أنت تشعر بأن ما تتناوله الصحافة والإعلام فيه تشفٍ وكراهية لـ”مأمون حميدة” وحسد.. أرجو أن تجيب بصراحة؟
– أنا أتساءل لماذا لا يوجد وزير آخر ينال من الاهتمام في الصحافة أكثر مما ناله “مأمون حميدة”؟.
{ يمكن نجومية “مأمون حميدة” في مجال الاستثمار.. والآن مقعد الوزارة يجعل الاهتمام به كبيراً حتى بالنقد؟
– بالنقد لكن؟، ما دي صحافة الرأي نفسها، والنجومية هي نفسها عندها مبادئ.
{ ألا تحس بأن نجومية “مأمون حميدة” هي السبب في ذلك الاهتمام؟
– أنا لا أفتكر أن لديّ نجومية، بعدين أنا مفتكرهم مهتمين بالصحة، وهم أتاريهم مهتمين بنجومية “مأمون حميدة”؟.
{ ويمكن الرابط هو الكرسيين.. كرسي المستثمر الناجح والوزير.. والاستثمار في نفس المجال وليس بعيداً عن كرسي الوزارة؟
– والله إن شاء الله، كان ربنا سهلها، وكنت أفتكر أن الصحة مهمة، ولكن اتضح أن “مأمون حميدة” هو المهم.
{ الصحة مهمة فعلاً و”مأمون حميدة” مهم؟
– خلاص التقى جيل البطولات بجيل التضحيات.
{ يمكن الرابط بين استثماراتك في مجالات الصحة والتعليم الصحي وتقلدك لمنصب وزير الصحة هي التي رفعت (اسكورك)؟
– (والمشكلة شنو؟، الوزير ما شال أكل، ولما يأكل الناس تكتب، ولا شنو؟).
{ وهل وقفت في الشباك لتصرف راتبك من الوزارة؟
– أنا مرتبي متبرع به لجهات خيرية هنا وهناك.
{ وكم يبلغ راتبك؟
– والله “مزمل” دا بكون عارفو.
{ يعني أنك لا تعرف قيمته؟
– والله أنا ما متأكد منه، وما عندي عربة حكومية ولا بيت ولا حرس، والعمل عام رأيت أن أدفعها ولا أرى أنها مهمة.
{ ألا تنظر إلى وجود من يستحقون منك الاعتذار بسبب العمل العام.. أولادك وناس البيت والأسرة الممتدة؟
– والله منذ أن كنت في الجامعة ما كان عندي الكثير من الوقت فاضي.
{ يعني (عايرة وأدوها سوط)؟
– لا ما (عايرة وأدوها سوط) أنا زول منظم، فقط حولت مشغولية الجامعة والمستشفى إلى الوزارة.
{ يعني لا يوجد من تحتاج الاعتذار له؟
– نعم خالص والحمد لله، وهناك من يفتكر إني فاضي وأقرأ كل ما يكتبونه وقايلين ما عندي شيء غير أن اقرأ ما يكتبونه وانشغل وأسهر به، وهذا مفهوم غير صحيح، أنا أفتكر أن الشخص إذا كان ضدي فأنا ( Very amusing)، إذا قدرت تترجمها بالعربي، أنا آخذها هكذا وخلاص هو كتب عنك بطال وهي تجعلني أزعل منه وأهيج، والحمد لله أنا ضغط الدم عندي لا يرتفع بسبب الكتابات.
{ وما الذي يرفع ضغط الدم عند الوزير؟
– والله يا أخي اسأل الوزراء الآخرين.
{ وأنت ما الذي يرفع ضغط دمك؟
– أنا الحمد لله ما في شيء يرفع ضغطي، وضغطي الاعتيادي 120 على 80، وأحمد الله سبحانه وتعالى، لا يرتفع في كثير من الحالات.
{ لكن ممكن يرتفع؟
– مية المية سيرتفع في يوم من الأيام.
{ ربنا يديك الصحة والعافية
– أنا مهتم بالإعلام، وأهتم أن يرتفع لأعلى مستوى، لكن هذا الارتفاع لابد أن يُبنى على علم، ولا توجد مهنة تقوم بغير العلم، ونحن أخذنا (30) بعثة لتدريب الصحفيين لمنحهم دبلوماً وأنا ما عندي شيء ضد الإعلاميين، وأعتقد أن العلم يرفع المهنة، ومع وجود الحساب والعقاب أي مهنة ستتحسن، وأفتكر كلنا نعمل مع بعض ونرتفع بالإعلام، وأن يكون هناك مجلس للصحافة والإعلام قادر، والآن مجلس الصحافة والمطبوعات لا صلاحية له، وهو مجلس أجاويد، والناحية الثانية ولكم في القصاص حياة، إذا أنت لا تحاسب على ما تفعل يمكن أن تبحر في هلاك الناس، وأعتقد مهم جداً أن يحاسب الإنسان والصحفيون يقولون كل الأخطاء الطبية يجب أن تحاسب وكذا، وأفلحوا في اشانة سمعة الأطباء.
{ كأنك تريد أن تقول إن الصحافة نقلت الكرة من ملعبها؟
– نعم، لكن عندما تحدثت معهم عن الأخطاء الصحفية في اليوم الثاني شنوا عليّ حملة وقالوا إني متغطرس ومرتفع وبطال، وهاجمنا، وأنا قلت لهم تحققوا، و”عادل الباز” قال لهم فعلاً نحن عندنا من يكتب خطأً لماذا لا نعترف، هناك مهن تحكمها القوانين ومهن تحكمها الأخلاقيات، مثل الصحافة والطب والتعليم هذه مهن تحكمها أخلاقيات المهنة، وهناك من يبحر في استثمار طيبة وعفو الناس، لذلك نحن ندعو لأن تكون الصحافة ذات ضوابط.
{ هل ترى أن هناك قضية مهمة تريد التطرق لها أو رسالة تريد أن توصلها؟
– والله الرسالة الأساسية هي مهنة الطب، يجب أن لا نتحدث عنها إلا بالأرقام، ولا نتحدث عن الأشياء إلا بما نعرف، ويجب أن ننتقل من صحافة الرأي إلى صحافة الخبر.
الجزء الأول من الحوار : وزير الصحة بولاية الخرطوم مامون حميدة : الاتهمات الموجهة لي “ونسة مسطبات”
حوار – أحمد دقش
صحيفة المجهر السياسي

تعليق واحد

  1. د/ حميدة لا تلتفت إليهم ….الشعب السوداني لا بعجبه العجب ودااااائما متذمر