رأي ومقالات

أزياء الرؤساء .. الرسائل الصامتة !!

يحمل الزي وتفاصيله في كثير من الأحيان رسائل دبلوماسيّة ” صامتة ” لبعض من الرؤساء وكبار المسؤولين على نطاقنا الاقليمي والعالمي .
فالرئيس الإيراني والمسؤولين بإيران كمثال لا يرتدون ( ربطة العنق ) لأنها ترمز (للصليب ) حسب إعتقادهم ، وقد ظهر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في إحدى زياراته لإيران وقد تخلى عن ربطة العنق على غير ( عادته ) مما يوحي بتوجيه رسالة للإيرانين بقربه منهم وإحترامه ( لذوقهم ) .
وقد بقي الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بثياب الميدان طيلة حياته السياسية. لم نره يلبس كرافات ، ولا سموكنغ ، ولا بدلة ، ولا قميصاً منشّى . كان دائماً مايظهر بالكوفية وبالزي العسكري.

والزي الذي اعتاده عرفات بسيط جداً. فإنه لا يحمل من مواصفات الزي العسكري سوى الشكل. من غير نياشين .فلم نشاهد ولا مرة أي نيشان معلقاً على صدره أو على سترته ، فكان يرسل من خلال ( زيّه ) رسالة قوية عن إصراره على مواصلة النضال والمقاومة من أجل القضية الفلسطينية .
ومن الأمور المثيرة في هذا المجال، أن الرئيس الأفغاني “حامد قرضاي” حصل على لقب “أكثر رجال العالم أناقة على هذا الكوكب” من مجموعة جوتشي العالمية،. لكن قرضاي لم يسلم من النقد الذي وجهته إليه جماعة ( الناس من أجل الحيوانات ) الهندية بسبب قبعته الشهيرة المصنوعة من فرو الخراف والمعروفة باسم “القركول”، حيث ذكرت الجمعية أن الطريقة التقليدية التي يصنع بها الصوف المستخدم في صنع القبعة طريقة بربرية، حيث يصنع صوف القركول عن طريق ضرب نعجة حامل حتى يتم إجهاضها، وعندما تجهض النعجة يتم إخراج الخروف الجنين الذي يكون لديه فرو طريّ و قوي، ويظل فرو الخروف على هذه الحالة لأول 24 ساعة من حياته، ثم يتم نزع الفرو والخروف على قيد الحياة ليتم بعد ذلك تصنيع القبعة، بينما تموت الأم التي تجبر على الإجهاض !!
ويحرص الرئيس سلفاكير على وضع قبعة “الكاو بوي” أو ما يعرف بقبعة ( رعاة البقر ) على رأسه ، وقد إختلف كثير من ( المحللين ) في تفسيرها وذهب البعض إلى أن دلالة القبعة ( النفسية ) هي اخفاء جزء من ملامح الوجه لدى أشخاص امثال الفريق سلفا كير ضابط المخابرات وغالباً ما يتأثر المرء بمهنته وينقل كثيراً من عادات المهنة لشخصيته، وسلفا كير الذي عمل في الجيش في الاستخبارات شأنه شأن رجال العمل الاستخباراتي والمخابراتي الذين يعمدون على اخفاء ملامحهم بارتداء القبعات والنظارات السوداء والملافح وقد تستمر معهم هذه الوضعية
حتى بعد احالتهم للمعاش .

ولسلفاكير ( رسائل ) أخرى يعلمها وحده يخفيها تحت ( قبعته ) التي استبدلها بقبعة أخرى أهديت إليه من قبل الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش .
وما أثار ( الإنتباه ) قبعة رياك مشار خلال الزيارة الأخيرة للرئيس البشير إلى جوبا ، فقد بدأ نائب سلفا ، رياك مشار وهو يضع على رأسة قبعة شبيهة بقبعة سلفاكير في حالة ( نادرة ) للرجل ، فقد تعود رياك مشار أن يظهر حاسر الرأس إلا يوم إحتفاله بالحصول على (عصا الكجور ) بعد إعادتها من بريطانيا ، وزيارة البشير الاسبوع الماضي لجوبا ، في إشارة شدّت إنتباه كثير من المراقبين ذهبوا إلى أن الرجل أراد أن يظهر وكأنه القائد القـــادم للحركة الشعبية بعد إعلان منافسته للرئيس الحالي والإفصاح عن برنامجه السياسي مما دفع الأخير إلى الحدّ من صلاحياته . مشار أراد أن يرسل رسالة ( بقبعته ) لضيوفه من المسؤولين بأنه القائد المحتمل وقد ( تلاحقت ) الكتوف مع القائد سلفا ، ويبدو أن الرسالة قد وصلت سلفا عـــــــاجلة ، فاستخدم ( الفرامل ) ليكبح جماح السرعة !
ومن رسائل الزي ( المبهمة ) كانت للسيد الصادق المهدي خلال إحدى زياراته الخارجية إبان توليه لمنصب رئيس الوزراء في العقود الماضية ، وقد ظهر ببدلة رسميّة كاملة وهو يضع على رأسه طاقية ( حمراء ) اللون ، في خلط واضح بين ( اللبن والتمرهندي ) حتى أصبحت هذه الصورة ( الشهيّرة ) غلافاً لكتاب يتحدث عن تناقضات المهدي !!
تبقى أزياء المسؤولين الخارجة عن ماهو مألوفــــاً في البروتكول تحمل في طياتها كثير من الرسائل المبطنة والذكية والناعمة التي لاتخفى على المرسل إليه .

بقلم : محمد الطاهر العيسـابـي
[email]motahir222@hotmail.com[/email]