منى سلمان
دُقشة ود الافيال
فقد حاولت أن استعرض في ذاكرتني جميع معارفي .. شيبا وشبابا وولدانا صغار .. فلم تسعفني الذاكرة بمن يمتلك حجما يضاهي تلك الاحجام .. أي نعم هناك الكثيرين بيننا كسودانيين من أصحاب الاوزان التقيلة والتي تدخلهم ضمن زمرة الناس السمان، إلا أنهم ليسوا ممن يتمتعون بتلك الاحجام الجمّيزية أو بالسوداني (التبلدية) .. غايتو .. خرجت من ذلك الاسترجاع والمراجعة مرتاحة النفس بأننا والحمد لله .. نبرأ من جنس ده !!
لا ادري ما هو السبب في عدم وجود ظاهرة السمنة المفرطة أو المرضية – التي يعاني من ويلاتها اهل الغرب والشرق – بصورة واضحة بيننا كسودانيين .. هل هو الجوع الكافر وقلة الاكل؟ أم هي قلة السكّريات والحلويات في وجباتنا؟ أم هي السخانة وحِرة الشمس التي تذيب شحوم الشحمانين وتحيلها إلى (ربِيت)؟!! .. فرغم ما اشتهر عنا من كسل وقلة الحركة وكراهية ممارسة الرياضة، إلا رياضة الجري اثناء (سك) الحافلات وحرامية الموبايلات في مواقف المواصلات، ورغم عزوف أولي الأمر عن تشجيع المواطنيين على ممارسة الرياضة، بدليل حرمانهم حتى من ممارسة لعب (الدافوري) في ميادين الاحياء التي تحولت بقدرة قادر لـ مدارس خاصة ومجمعات تجارية …
رغم كل ذلك إلا أننا والحمد لله لسنا من ضمن الشعوب المهددة بالانقراض بسبب (السكتة) و(النقطة) و(تصلب الشرايين) وكل البلاوي التي تجلبها السمنة والبقبقة .. قد يسألني البعض عن (النقطة) دي شنو كمان؟!!!
طبعا (النقطة) هي (موت الفجاءة) ويستعملها أهلي المصريين للتعبير عن وفاة الشخص فجأة فيقولوا:
جاتلو نقطة يا حبة عيني .. طب وقع ما حطّش منطق ..!!
لاحظت كذلك أن اغلب المشاركات في البرنامج من الجنس الناعم كانن انسات صغيرات في السن، فقارنت بين (امات لغود) وبين بناتنا (النعيفات) – دي من (النعافة) وهي درجة اشد وطأة من النحافة – الباحثات عن الشحم ولو بالنفخ في طلمبات البنزين .. الغريبة ان بعض الحبوبات يعتبرن النحافة التي صارت سمة للاجيال الشابة من ضمن (قلة البركة) المبتلى بها هذا الزمان .. ففي صغرنا كنا نسمع الكثير من الطرائف التي تحكى عن نسوان زمان السمان، كقصة المرأة السمينة التي كان اهلها يستعينوا بثلاث خادمات وخرطوش في مساعدتها على الاستحمام مرة في الاسبوع، وقد قيل أنها كانت في ذات مرة تأكل من صحن (أم فتفت) فسقطت قطعة من الصحن على تلافيف بطنها عبر فتحة القميص، وظلت هناك حتى جاء يوم الحمام فاخرجتها الخادمات بعد أن غشاها (الدود) !!
كذلك حكت لنا واحدة من معارفنا بأن لها جارة شديدة السمنة شديدة الطول كما لو انها من سلالة العماليق، وكانت تلك الجارة خفيفة الظل ولا تتحرج من أن تجعل من سمنتها المفرطة مادة للسخرية عندما تجمعها (جبنة الظحوية) مع نسوة الحي .. حكت لهم بأن مرض السمنة وراثي في عائلتها، وبأنها في صغرها كانت تحتاج لان تضع يدها على عينها اتقاء الشمس عندما (تصنقع) براسها لتتحدث مع أحد والديها، ولكنها سرعان ما كبرت وبذّتهما حجما وطولا فصارت تنحني لتراهما عندما تريد التحدث معهم !!
ما زلنا نذكر لشقيقي الصغير طرفة حدثت معه فقد كان أحد رفقائه في الفصل من فصيلة السمان حتى انه اشتهر بين التلاميذ بلقب (دُقشة) من فرط سمنته، وقد لاحظ اخي ان جميع افراد اسرته الذين يحضر معهم بالعربة في الصباح للمدرسة من نفس فصيلة الحجم العائلي، ولذلك عندما عاد ذات يوم يبكي من المدرسة سألنه أن (مالك؟) فقال باكيا:
دقّاني دُقشة ود الافيال !!
[/ALIGN]لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com
استاذ منى لكي مني كل الود والاحترام – صراحة الواحد اقرا مقالك بحسن بفرفشة وراحة بال وطبعا الواحد كان بيقرا فقط لكي ولكن مشكورة قناة النيل الازرق التي اتاحت لنا مشاهدتك في برنامج مساء جديد فلكي مني كل السلام …….. سلام كلكول;(
:lool: الغالية مني سلمان اسلوبك الراقي وكلامك العزب يشد الانسان لقراءة
مقالاتك عودتينا دائما علي شهد الكلام ولان النحل لا يصنع الا شهداً
بجد اسلوبك راقي وقلمك حنون لك منا التحية والتقدير
بس بقوليك ما لك تركتي قضايا المغتربين
سرد جميل وكلام جميل ……………….
نكته قالوا واحد مغترب زار السودان ورجع وما إظن الإجازه كانت موفقه قالوا ليهو بالله البلد كيف قال ليهم جووووووع والله الكلب كان داير ينبح إلا يتكل في الحيطه .
الله يكفينا شر الجوع ونحن أصلا عودنا رقيق .