رأي ومقالات
عبير زين : بين المُجاملة والنِفاق شعرة!
لا أظن أن أحداً منا ينجو من قليل مُجاملة أو كثيرها وكأننا نبرُ بقسم لنا معها فنشعرُ بإرتياحٍ عميق كُلما كانت عِباراتنا مسجوعةً منظومةً في توافقٍ حميم مُستهلكين كُل مُفردات الإطراءِ فى قاموسِ اللغة التى نعرفها بل ونستحدثُ منها المزيد حتى (نكسر التلج على اصولو)، و بهذهِ الطريقةِ نُذللُ الكثيرَ من العوائقَ والمطباتِ التى قد تعترضُ طريقَ تحقيقنا لما أردناهُ، بل إنَّ المُجاملاتَ ذاتُ العيارِ الثقيلِ قد تُجبر أحياناً صاحبُ حقٍ أنْ يتنازلَ عن حقِه و يخرُجَ مزهواً بما نالهُ من تقريعِ اللسانِ الذى يقطُرُ شهداً.
قدْ تتعدى المُجاملةُ إطارَ الحديثِ الناعمِ الى مستوى الحدثْ الفِعلي كإغداقِ الهدايا وتسييرِ المنافعِ المُشتركةُ إمعاناً فى شدِ أواصرِ الثقةِ و تقويةِ العلاقةِ (النفعية) بلْ وأحياناً تتطور الى مرحلةِ التهاون والتفريطْ فى المبادئ والقناعات بل وتقديمِ تنازلاتٍ لرسم مُجاملة لطيفة على مُحيا التعامل بُغية الوصول الى هدفٍ ما ومصلحةٍ معينة.
لا شك فى أنّ للمُجاملة فِعل السحر فى إشاعةِ المحبةِ بين الناس ولكن كل شئ اذا زاد عند حده إنقلب للضد تماماً، فمع كثرتها يُصبح حُبنا زائفاً و يُتوج النفاق بطلاً لكل المواقف الإجتماعية والمهنية ويختلطُ الحابل بالنابل فلا يعُد بوسعنا التمييز بين المشاعر الحقيقية وتلك الزائفة التى تأتى مُختالةً فى ثوب النفاق الزاهي الخدّاع.
تلك الظاهرة المُقيته أصبحت طقساً من طقوس حياتنا، أن نتوغل في مدح الآخرين (والتطبيل لهم) ثم لا نلبث أن نتسلل سارقين منهم مصلحةً ما، فكثيراً ما تجد بعضهم يقفون على مشارف حياتك دون مللٍ أو كلل حاملين من التملق أطناناً وقد تحسبهم موسى عليه السلام وما هُم إلا (فرعوناً) بهامانه وتجبره! فقد أضحت الأسواق الإجتماعية تعُجُ بكافة ألوان الأقنعة وأشكالها وكلُ يتناسب مع غاية مُختلفة فليس من الصعب أبداً أن ترتدى رداء الإبتسامة الزائفة أو عٍمامة الكلمات الرنانة حتى تصل لهدفك فقط إختر اللون والشكل المُناسب للمُجاملة وكُن مُنافقاً!
همسات – عبير زين
انا من أشد المعجبين بكتاباتك- ليس نفاقاً فمقالتك اليوم هي اساس دعائم المجتمع اذاء كانت النية مخلصة لله وليس لمنفعة لحظية مادية كانت ام حسية، مثل تهادو تحابو ولكن بالضوابط الشرعية وليس لذو السلطان او المنصب ،التبسم في وجه اخيك، المعاملة الحسنة،كل شيء جميل في البيع والشراء والتقاضي، الشفافية،الصدق في المشاعر والكلام والاحاسيس،الكلام الجميل ،واخيراًكن جميلاًتري الوجود جميلاً بالرغم من الغبار الذي يزكم الانوف