رأي ومقالات

د. عبد الماجد عبد القادر : يا جماعة الفقرا اتقسموا النبقة ..!!

[JUSTIFY]زملينا فايز رسام الكاريكاتير بهذه الصحيفة أتحفنا أمس برسم جميل وفكرة عميقة.. والكاريكاتير يمثل مجموعة ضخمة من المايكروفونات تمتلئ بها «طربيزة» أو صندوق كُتب عليه قوى الإجماع الوطني.. والمايكروفونات عددها ضخم جداً يقدر بالمئات بعضها يرسل إشارات متقطعة وبعضها حروفاً مكسرة وبعضها يرسل أنغاماً.. وبعضها يكورك براهو في الفاضي..

وبالطبع كل هذه المكرفونات و«الكلام الكتير» سببه أن الحكومة «قصداً» أو «سهواً» أطلقت دعوة للحوار مع المعارضة.. ولم يصدق ناس «الإجماع الوطني» أنفسهم عندما سمعوا الأحرف الأولى من الدعوة.. بعضهم كان نائماً فصحا مذعوراً وبعضهم كان يتثاءب في رقاده فهبَّ واقفاً.. والبعض ربما كان يقضي بعض حوائجه فتركها وقام جاري.. وبعضهن قمن «جاريات» حافيات للسؤال عن «يا جماعة الحاصل شنو؟!» فقالوا لهم إن الرئيس قال ليكم تعالوا نتفاهم.. وبالطبع نسي أهل الفجر الكاذب وأهل التجمع الوطني أو الإجماع الوطني وأصدقاء قرنق والحركة الشعبية وحلفاء التمرد أنهم كانوا القشة التي قصمت ظهر البعير وأنهم السوسة التي كانت تنخر في ظهر الوطن وأنهم كانوا الساحق والماحق والبلا المتلاحق على البلاد وبرامج التنمية ونسوا أنهم كانوا عملاء المستعمر ودعاة الحرب والثبور وعظائم الأمور وليس لديهم برنامج غير أن يعارضوا الحكومة ونسوا أنهم كانوا ينتظرون جيوش الفرنجة وهي تعتلي ظهور طائرات «الأباتشي» لتضرب البلاد وتجعل أعزة أهلها أذلة وتجعلهم هو الوراثون.

والآن بالطبع فتحت لهم الحكومة «طاقة» ليمدوا منها الرؤوس ويبرزوا أعناقهم طويلة وليقدموا مطالبهم.. وهي مطالب ليس فيها بُعد قومي لأنها تنحصر في الحصول على «وزارة» أو الحصول على «نظارة» أو الحصول على «استشارة» أو على وظيفة كبيرة أو حتى صغيرة.. وستبدأ مذكراتهم بأنواعها و«بتوضيحاتها» وتأتي على رأس كل ساعة وكل يوم وكل ليلة وكل أسبوع وكل جمعة وكل شهر.. وعلى الحكومة أن تكون جاهزة لفتح اعتمادات لاستيراد الورق والأقلام والأدوات الخاصة بالندوات والمعدات الكتابية وأن تفتح مكتباً لاستقبال المبادرات والمذكرات فهؤلاء الناس بتاعين التجمع أو الإجماع ومعهم ناس الفجر الكاذب ومن ورائهم ناس عرمان وباقان سوف يكتبون للحكومة آلافاً من المخطوطات والدواوين وسيقولون شعراً أكثر مما قاله طرفة بن العبد البكري وعنترة العبسي وتأبط شراً والشنفرى.. وسوف يحدث بسبب المذكرات المتتالية نقصٌ في الأوراق والأقلام حتى ترتفع أسعارها وتدخل السوق الأسود.. وسوف تقوم أحزاب «الطرور» بإقامة الندوات والليالي السياسية لتعلن عن مطالبها وسقوفها والتي ستبدأ في أول الأمر بالمطالبة بإقالة النظام وإقالة الرئيس نفسه وتكوين حكومة انتقالية بالتضامن مع الحركة الشعبية وحكومة الجنوب وباستقطاب الخلايا النائمة وتصحية الخلايا «النعسانة» ولكنها تنتهي بوزارة هامشية في ولاية طرفية أو على الأقل «يا جماعة دخلوا لي زول من ناسنا معاكم.. ويا جماعة الياكل براهو بيخنق.. ويا جماعة النفوس إن اطايبت العنقريب يشيل عشرة.. ويا جماعة الفقرا اتقسموا النبقة».. وبهذه المناسبة من هو ذلك الذي يقنعني بأن النبقة يمكن أن تقسم لاثنين ناهيك عن عشرة..

على كل حال ستكون الأيام القادمة هي أيام هرج ومرج وكواريك وسوف يهيِّص ناس المعارضة كلهم وسوف يدقون الدفوف ويطلعوا الفي الرفوف ويخلُّوا الماشاف يشوف.. وسوف يختلفون ويتنازعون ويتشاكسون لأن أعدادهم كبيرة ولكي يهدأوا ولكي تتمكن الحكومة من قسمة «النبقة» على ناس الإجماع والتجمع والفجر الجديد والحركة الشعبية وقطاع الشمال والخلايا النائمة والخلايا القائمة فهي تحتاج إلى أكثر من ثمانية آلاف وتسعمائة خمس وثمانين وظيفة وزير اتحادي وتحتاج إلى أربعة عشر ألف وثلاثمائة وست وأربعين وظيفة وزير دولة.. وتحتاج إلى سبعة وثلاثين ألفاً ومائتين وخمس وثلاثين وظيفة مستشار رئاسي ولكي يتم اقتسام هذه «البتاعات» بعدالة وشفافية على السادة زعماء الأحزاب والهيئات وناس المجتمع المدني ونسوان المنظمات وعملاء الخواجات والفرنجة وبني الأصفر فلا بد من تكوين لجنة قومية لتوصيف وظائف الإجماع ولا بد من تكوين لجنة وطنية لإسكان وزراء الدولة بقطاع الشمال وقطاع الفجر الكاذب وإنشاء اللجان الفرعية والمنبثقة عن اللجان الأصلية وبالطبع لا بد من وجود لجنة للتنسيق بين اللجان.. ونأمل إن شاء الله أن يتمكن السادة ممثلو الإجماع الوطني والتجمع الوطني وناس كمبالا «رجال ونسوان» وناس الحركة الشعبية وناس قطاع الشمال من الفراغ من أعمال التفاوض خلال أربعة وعشرين شهراً من الآن بعد أن يتشاوروا مع ذويهم ومنسوبيهم من الخواجات والأجانب وأولاد البلد والآخرين.. هذا علماً بأن أحد الزعماء أطلق مبادرة «سمبهار» وقال إنها تحتاج للدراسة والتطبيق بعد أربعة أشهر.. وإذا كانت كل مبادرة تحتاج إلى أربعة أشهر وتم تقديم عشرين مبادرة فنحتاج إلى ثمانين شهراً للدراسة والتجهيز.. وإلى ذلك الحين طبعاً «ربنا يحيينا» ويكون الإسلاميون قد اكتملت صفوفهم وتمت مصالحتهم ولا يزال أهلكم ناس المعارضة يتغالطون إن كانت الدجاجة من البيضة أم البيضة من الدجاجة..

ويلاَّ هيِّصوا كلكم.. وبخت ناس القنوات الفضائية وبخت ناس الصيوانات وبخت ناس منظمي الحفلات.. واللهم اشغل أعدائي بأنفسهم.. وأكثر من مكرفوناتهم واجعل الكلام أكبر همهم ومبلغ علمهم لكي يتمكن «المجاهدون» من العمل في مجال التنمية.. اللهم آمين.[/JUSTIFY]

صحيفة الإنتباهة