تحقيقات وتقارير
ولايات الشرق .. رحلة البحث عن الحقيقة
الحكومة هي السبب غير أن اللافت أن معظم هذه المؤسسات لم يتم تفعيلها كما يجب لأسباب يبررها مدير الصندوق أبو عبيدة دج بأن الصندوق لا يشيد مدرسة كاملة بل فصلين ومكتب للتعرف بها على جدية المجتمع، ومن ثم يتم اكمال المدرسة اذا وجدنا هناك اهتماماً وجدية، واكد ان التشغيل ليس من مسؤولية الصندوق بل حكومات الولايات، وعندما رأينا أن بعض المرافق لم يستفد منها بسبب عدم قيام حكومات الولايات بدورها التشغيلي التزم الصندوق بالإجلاس وتدريب المعلمين، وكذا الحال للمراكز الصحية فقد التزموا فيها بتدريب الكوادر والتأسيس، أما الرواتب فهي مسؤولية الحكومات. تلكوك واقع مرير لم يكن من السهل الوصول الى مناطق تلكوك، تهداي، قرقر شرقي كسلا، ونحن في طريقنا إلى مناطق تأثرت بالحرب على الحدود مع دولة إريتريا بجهد بالغ وصلنا إلى منطقة تهداي، وعند الوصول بدأت حكايات أناس يعيشون الحياة في معناها الأقل. وحياتهم تفسرها الطبيعة القاسية التي يتمددون على ظهرها، فهم لا يعرفون ما هي الصحة أو التعليم أو المرافق الخدمية، وتربطهم بدويتهم بواقع مرير. وفي «قرقر» تبدو معالم مدرستها التي خرجت قياديين ضمنهم وزير الداخلية، وبعض قادة تنظيم جبهة الشرق قد عادوا لسابق عهدهم، وقد افلحت ادارة الصندوق في ذلك عندما كانت مسرحاً للعمليات العسكرية، وكيف ذاق الأهالي مرارات الحرب. يقول حامد: «كنا في السابق نسمع أصوات مدافع كثيفة ولا نستطيع جراء ذلك أن نفعل شيئاً، والآن ننعم بالسلام لكن لا احد يزورنا من الحكومة، فقط هناك وجود لصندوق إعمار الشرق. البحث عن قطرة ماء تمثل «الكرجاكة» المصدر الوحيد للمياه، في قرى الجبرت، تميكيت تجلياي، مسويت وكلها تقع على بعد كلم واحد عن دولة إريتريا. ويقول أونور سكرتير اللجنة الشعبية إن ثلاثة أساتذة فقط هم الذين يقومون على أمر «530» طالباً وطالبة، فيؤدون واجب التدريس في فصول محدودة تصل إلى الفصل الرابع فقط. غير أنه انتقد بشدة عدم وجود مرافق خدمية في مناطق متفرقة لتحد من معاناتهم. وقال إن صندوق إعادة بناء وتعمير الشرق شيد بعض مباني الوحدات الصحية والمدارس. الكلازار في باسندة عضو الدائرة «29» باسندة بالمجلس التشريعي بولاية القضارف ابو القاسم ادم محمد، قال إن مرض الكلازار أصبح مهدداً خطيراً لصحة المواطنين بولاية القضارف وخاصة مواطني محلية باسندة، ومن داخل مستشفى «أم خراييت» لاحظنا انه ظل يستقبل حالات مرضى حتى قبيل المغيب، وقال إن المرض اصاب اكثر من «50» مواطناً وراح ضحيته أكثر ثلاثة من مواطنين، وكشف أنه نقل بلاغ هذه الإصابات الى وزير الصحة بولاية القضارف في اجتماع مجلس الولاية قبل 20 يوماً من الآن، إلا أن الدعم لا يوازي حجم المشكلة التي قال انها تتطلب جهداً قومياً لمحاربة المرض، وتحدث المدير الطبي لمستشفى أم خراييت الريفي بمحلية باسندة دكتور وليد يحيى علي محمد، وقال إن هذا المستشفى قام على نفقة صندوق إعادة وبناء وتنمية الشرق في انتظار سد النقص من قبل حكومة الولاية.
مشروع طوكر قصة الإهمال عند نهاية طريق الاسفلت المتجه الى طوكر وفي قلب صحراء قاحلة، انتصبت مبانٍ شاهقة طليت بألوان جاذبة، ومع اقترابنا منها لم نجد سوى خفير اكد لنا انها مستشفى طوكر الجديدة، وتركناها قاصدين جنوب طوكر والسيارة رباعية الدفع تعلو وتنخفض واطاراتها تقاوم تربة الدلتا، واشجار المسكيت لم تترك شبرا الا واعتدت عليه، والصورة تشير الى انهيار كامل لمشروع طوكر، وتبلغ مساحته «406» آلاف فدان يغطي المسكيت منها «140» ألف فدان، وذلك بفعل عوامل متعددة، حيث أن تأهيل مشروع دلتا طوكر الزراعي يحتاج في المقام الأول لإرادة وعزيمة قوية، وتوفير التمويل اللازم لتكاليف التطوير المطروحة، بالإضافة إلى مساهمة المزارعين وأصحاب الأراضي الزراعية في تأهيل المشروعات الزراعية ضمن خطط، وهي حلفا الزراعي، القاش، طوكر، والزراعة الآلية بالقضارف، والمشروعات البستانية بالولايات الثلاث، والبداية ستكون بحلفا ثم طوكر والقاش والقضارف، وقد وافق البنك الاسلامي في جدة على تأهيلها، والاجراءات تمضي بصورة جيدة، وتبلغ التكلفة «250» مليون دولار، وحتى الدراسات اكتملت تماماً، بل وضعنا دراسات تهدف لإحداث تنمية اجتماعية في هذه المشروعات. ويقول خبراء زراعيون إن مشروع دلتا طوكر الزراعي يعد من أفضل المشروعات الزراعية بالسودان، ويمكن أن تصدر منتجاته الخالية من الأسمدة لدول الخليج العربي ودول الإقليم، بل وكل دول العالم، الأمر الذي يتطلب من الحكومة الولائية والاتحادية مضاعفة الجهود الرامية لانتشال المشروع من وهدته، وأضافوا أن المشروع يمكن أن يساهم بشكل فعال وقوي في توفير الأمن الغذائي للولاية والإقليم بل والسودان قاطبة، كما يساهم تأهيل المشروع في محاربة الفقر، واعتبر عدد من المراقبين أن الخطوات التي اتخذت في المشروع أخيراً قوية ومسؤولة، ولكن لا بد من مواصلة العمل وتوفير التمويل من الحكومة الاتحادية للمشروعات المطروحة لصيانة الدلتا، لأنها تعد الضامن الوحيد لعودة المشروع لسيرته الأولى. الصرف الصحي رغم سهام النقد التى وجهت لإدارة الصندوق إلا أنه يمكن القول إن هناك انجازات على ارض الواقع ومع هذي وتلك يبقى أن الامر يحتاج لوقفة الجميع. ويشير المهندس أبو عبيدة محمد دج المدير التنفيذي لصندوق إعادة بناء وتنمية الشرق إلى أن المشروعات التي قام بتنفيذها الصندوق خلال الاعوام الماضية والتي يجري تنفيذها الآن تمثل حجة وبينة قوية لأية جهة داعمة للسلام والاستقرار، وللجهات الاخرى التي ترغب في الدعم. وعبّر عن ثقته في إمكانية توفر دعم جديد لإنجاز مشروعات تنموية أخرى في الشرق بناءً على ما أنجز من مشروعات، وأن ما تم إنجازه مشاهد وواقعي يشعر به المواطن في ولايات الشرق الثلاث القضارف وكسلا والبحر الاحمر، وهي مشروعات إنعاش يتم تنفيذها حسب الاولويات من مياه وصحة وتعليم وتدريب، وتساهم بشكل كبير في إعادة التوطين، وقال إن مشروع خزان ستيت هو المشروع الاستراتيجي بالنسبة للصندوق، بل نعتبره مفخرة للصندوق وقمنا بدعمه بمائة مليون دولار. وكشف ان الخزان يوفر مياهاً لسقاية مليون فدان، كما أوضح ان هناك كباري على نهر عطبرة سيتم تنفيذها، بجانب الإصلاحات التي ستتم في خور بركة في منطقة طوكر بولاية البحر الاحمر، إضافة الى تنفيذ بعض الطرق في ولاية كسلا مثل طريق كسلا ــ تلكوك ومامان، وقال إن الأخيرة تعتبر أكبر مخزون لانتاج الجبص والاسمنت، وقال إن البنك الاسلامي بجدة تبرع بإعادة تأهيل المشروعات الزراعية في الشرق، وقد بدأ الآن العمل في مشروع حلفا بصيانة وتأهيل الترع والقنوات، كما سيتم بناء «40» مدرسة و «30» مستوصفاً، إضافة الى اصلاح المحالج، وقال إننا قدمنا مشروع طوكر للدراسة، كما ان الدراسة انتهت في الزراعة الآلية بالقضارف، وقال ان الولايات الثلاث ستشهد قيام مشروع الصرف الصحي بنهاية العمل في مشروعات التنمية والصحة والتعليم، وهنا أشير الى أن ضرورة تنفيذ الصرف الصحي تنبع من واقع ان هناك نهضة في معظم الولايات، واذا اخذنا مدينة كسلا مثالاً فإننا نجد ان هناك نهضة عمرانية، والجميع بدأ الاتجاه لحفر آبار السايفون، وهذا الامر اذا استمر بصورته الراهنة من شأنه تلويث «300» مليار متر مكعب في باطن الارض من المياه، وسيؤثر ذلك على الزراعة ومياه الشرب، والمبلغ الذي تم تحديده لا يكفي، ونحن سنقوم بإنشاء المحطات على أن تكمل حكومات الولايات باقي المشروع. التنمية بالطرق وقال دج: كثيراً ما يعاني إنسان الشرق من صعوبة التحرك لوعورة الطرق وتباعد المناطق، ويبدو أن هذه الإشكالية في طريقها للحل، حيث أكد الأستاذ نافع إبراهيم نائب مدير الصندوق أنه سيتم خلال هذا العام البدء في تنفيذ ثلاثة طرق هي طوكر ــ قرورة «180» كيلومتراً، كسلا ــ تواييت، تلكوك ــ ممامة، وكوبري جديد على نهر القاش، وفي القضارف طريق القضارف ــ سمسم ــ باندغيو، وعن الطرق فقد تم تحديد الاستشاريين والشركات المنفذة الثلاث، وسندفع المقدم للشركة خلال الفترة المقبلة، وكل المشرعات قطعنا فيها مراحل جيدة تكتمل خلال ثلاث سنوات.
صحيفة الإنتباهة
محمد أحمد الكباشي
انت يا الكباشى (( حلفا الجديدة )) دى ماتابعة للشرق ولا شنو ؟؟؟؟؟؟