رأي ومقالات

معاوية أبو قرون: المعارضة في الفضاء العريض

[JUSTIFY]ركل النائب الأول لرئيس الجمهورية ظهر الثلاثاء الماضي الكرة في ملعب المعارضة السودانية بشقيها السلمي المدني والمسلح المتمرد، حيث دعا – في ثنايا حديثه – إلى ضرورة قيام حوار دستوري ليكون مدخلاً لحل كل القضايا الوطنية.

وحسناً فعلت قوى المعارضة الوطنية السلمية المدنية وترحيبها بحديث الأستاذ علي عثمان محمد طه، الذي اعتبرته خطوة مهمة في انجاز إيجاد الحلول لمشكلات السودان ذات الطابع المتطاول ومع بعضها اشترط اشتراطات على واجهيتها، إلا أنها سابقة للأوان.

نتطلع أن تبادر الحركات المعارضة القائمة على وسائل الاحتجاج المسلح في دارفور وجبال النوبة وتلال الأنقسنا للترحيب بذات النهج الذي اتخذته رصيفتها بالداخل باعتبار أن البندقية لم تكن يوماً من الأيام توصل إلى نهايات سعيدة، وطال الزمن أو قصر لابد من الجلوس لطاولة المفاوضات وسبر غور كل القضايا الشائكة التي جعلتهم يحملون السلاح.

هنا معارضة أخرى بشكل جديد وتقودها أجيال جديدة لم تعرف نوعي المعارضة المدنية السلمية المدنية ولا المعارضة المسلحة المتمردة، وهذه المعارضة تتخذ من الفضاء مسرحاً لممارسة أهدافها وأجندتها الخاصة وربما تكون غير سياسية، معارضة ما شاكلة “نحن لا مع ديل ولا مع ديل”..
وهذه المعارضة تتخذ من منظومة التواصل الاجتماعي عبر الـ”فيس بوك” والـ”تويتر” وسيلة لإيصال صوتها.

ومن خلال متابعتي المستمرة ألاحظ من المنتديات والحوارات المقامة في منظومة التواصل الاجتماعي أن الكثير من المعلومات خافية على هؤلاء الشباب الذين صنفوا خلال انتخابات العام 2010م بتصنيف “ناخبون لأول مرة”، فهم لا يعرفون الكثير عن المشاكل المحدقة بالبلاد، ولا يعرفون الأحزاب المكونة للحكومة، ولا يعرفون الأحزاب المكونة للمعارضة السلمية، ولا يعرفون حتى الحركات المسلحة التي ترفع راية الاحتجاج المتمرد.

خطورة هذه المعارضة أنها تبادر بطرح أطروحاتها ولا تجد من يحاورها حول ما تطرح من قضايا، فتقوم الغالبية العظمة باعتبار ما يطرح من المسلمات التي لا تقبل النقاش.

في ظني أن المطلوب من الحكومة وفي ظل دعوتها للمعارضة للحوار أن تستصحب معها المعارضة في الفضاء العريض؛ لأن بعضها مقيم في المهاجر البعيدة وفي دول الاغتراب القريبة وبعضها مقيم في داخل البلاد.. ذلك لأن هذه المعارضة الأقوى تأثيراً والأكثر انتشاراً وبالحوار معها يمكن أن تصل للنهايات التي أراد لها السيد النائب الأول من خلال دعوته للحوار مع الجميع وبلا استثناء.

صحيفة المشهد الآن [/JUSTIFY]