تحقيقات وتقارير

الثورية وفقدان القدرة على الحركة ..!

[JUSTIFY]ربما تشنّ ما يسمى بالجبهة الثورية هجمات هنا وهناك وربما تحاول إطلاق فرقعة متميزة، ولكن كل ذلك -لسوء الحظ وللأسف الشديد- لم يعد مجدياً فالثورية فى طريقها للفناء.

المعطيات المثالة حالياً تبدو كالتالي: أحد مكونات الثورية وهو فصيل ميناوي تعرّض لعملية تضييق متعمدة بغرض الإذلال وإحكام السيطرة بحيث وصل الأمر ذروته بتحديد إقامة مناوي – لأيام- فى كمبالا. الاستخبارات اليوغندية تلقت أوامراً صارمة بإحكام سيطرتها على مناوي على خلفية مخالفات مالية من المؤكد أنها لا تبلغ درجة اعتقال رئيس الحركة، ولكن الأمر له صلة بمحاولات موسيفيني إحكام سيطرته على مناوي.

الحادثة الأليمة خلّفت حنقاً غير مسبوق لدى قادته الميدانيين، جزء من غضب القادة انصبَّ على مناوي كونه رفض مشورة قياداته الميدانيين فى وقت سابق بالعمل على الالتحاق بالدوحة (فهي أفضل من نار كمبالا) كما قال له أحد القادة الميدانيين بطلاقة أمام قائده مناوي!

أما الجزء الآخر من غضب القادة فقد انصب على الرئيس اليوغندي موسيفيني الذي وصفه احد مرافقي مناوي فى لقاء جمع الاثنين فى أحد قصوره الرئاسية بأنه (متعجرف وغامض ومتقلب المزاج)!

على صعيد العدل والمساواة فإن عدداً منهم اجتذبتهم بشدة مفاوضات الدوحة التى يجريها فصيل معتبر منشق عن الحركة، فقد رأوا كيف أن الأمور فى السلطة الإقليمية تمضي جيدة فى حين أن أوضاعهم فى معسكرات الجنوب ويوغندا أسوأ من السوء نفسه.
أما ثالثة الأثافي كما يقولون فهي على صعيد ما يسمى بقطاع الشمال، فقد أسرَّ قيادي بارز بالقطاع فى كمبالا الى أحد قادة العدل والمساواة الميدانيين (إن جوبا تزمع بيع الجميع) مقابل علاقات خاصة وجيدة مع السودان.

وقال القيادي البارز بالقطاع إن أمين عام الحركة الشعبية باقان أموم أبلغهم (صراحة ودون أي أغلفة دبلوماسية) أن الحركة الشعبية الحاكمة في دولة الجنوب لم تعد كما في السابق، فهي الآن محكومة -بنص تعبير أموم- بمراعاة مصالح شعبها وأن هناك يوماً سيأتي لا محالة تختبر فيه شعبيتهم السياسية، والاتفاق مع السودان رغم كل المرارات هو الطريق الأفضل للسيطرة على الأوضاع فى دولة الجنوب وإدارتها بحكمة.

وقال إن أموم قال لهم بانجليزية فصيحة (we must Thing carefully and fairly) أي يجب أن نفكر باهتمام وبعدالة. وكان مستخلص الحديث أن على الجميع أن (يتدبر أمره) !

ويعتقد العديد من المراقبين إن قطاع الشمال – باعتباره العنصر الأساسي المفعِّل للجبهة الثورية – لن يستطيع الاستمرار فى اللعبة لأن العوائق كثيرة، أقلها أن التحرك داخل المنطقة العازلة وعلى الحدود بات مرصوداً، وحكومة جنوب السودان أعطت تعهداً للولايات المتحدة والمجتمع الدولي (بتنظيف) الجانب الذي يليها فى الحدود والتعامل مع السودان (بيدين نظيفتين).. (clean hands).

وتكشف هذه المعطيات فى مجملها أن الجبهة الثورية فقدت جزء عزيزاً جداً من ميزاتها العسكرية فإذا ما أضفنا إليها ما يمكن أن نطلق عليها (الكارثة السياسية) التى تسبب فيها ميثاقها الشهير المسمى بالفجر الجديد فإن الفاجعة تبدو أكبر، فقد تكفل هذا الميثاق فى هياج الساحة السياسية وفقدان التعاطف مع المعارضة، وأفضى فى النهاية لوقوع انقسام داخل التحالف المعارض خرج بموجبه حزب الأمة بزعامة السيد الصادق من التحالف خروجاً مهيناً من المؤكد انه سيبحث عن وسيلة للثأر مما لحق به.

هكذا هو إذن الحال التى تعيشها الجبهة الثورية، الأمور اختلطت والمسافات تباعدت ودقت ساعة الحقيقة!

سودان سفاري[/JUSTIFY]