تحقيقات وتقارير

سلفاكير.. للهجوم علي دعاة الحرب أكثر من هدف

[JUSTIFY]لا أحد يدري لماذا بدا وفدي التفاوض من الخرطوم وجوبا أكثر تفاؤلاً من أي جولة سابقة بإمكانية تجاوز الملفات العالقة وتنفيذ الاتفاق الأخير الذي تضمن مصفوفة تبدأ بفتح آبار النفط وإطلاق الخط النقل للنفط عبر الشمال بعد توقف لأكثر من عام وترتيبات عسكرية للمنطقة المنزوعة السلاح بين الدولتين .

إدريس محمد عبد القادر رئيس وفد الحكومة المفاوض أدلي بتصريحات مقتضبة حملت لأول مرة نبرة تأكيد علي ان دولة الجنوب ستنفذ ما اتفق عليه في أديس في مقابل تفاؤل الحكومة اتجهت جوبا خطوات أكثر تقدماً وأصدرت قرارات لإعادة تصدير النفط فوراً عبر أراضي الشمال وفي الأثناء تواصلت اجتماعات اللجنة الأمنية في العاصمة الأثيوبية أديس لبحث ملف الترتيبات الأمنية والحدود وحسب مراقبون فإن لا شئ يسند حالة التفاؤل الراهنة ولغة الخطاب المهادن الذي يعول علي تبادل المنافع بين البلدين في ظل وجود خلافات جدية علي ملفات أخري كملف أبيي سوي ضغط الأوضاع الاقتصادية الذي يعيشه مواطني الدولتين منذ انهيار الجولات السابقة وقطع إمدادات النفط عن الشمال الذي أصاب ميزانية الحكومة في مقتل في المقابل إدخال اقتصاد جنوب السودان في حالة الشلل والعجز التام عن تحريك دولاب العمال في الدولة الوليدة غير ان جهود الوساطة برئاسة امبيكي وضغط القوي القوي الغربية علي الطرفين مثل اهم الدوافع التي قادت لتواضع الدولتين علي اتفاق المصفوفة والمنطقة المنزوعة السلاح .

رئيس دولة جنوب السودان بدا أكثر حزماً وهو يوجه انتقادات لاذعة لمن وصفهم بدعاة الحرب في الجنوب وقال سلفاكير ان دعاة الحرب لن يخسرون شيئاً في حالة عودة الحرب بين البلدين لان أسرهم تقييم في استراليا وأمريكا ولن يتأثر بالأوضاع الكارثية التي ستسببها عودة الحرب والنزاع بين البلدين.

في سياق انتقادات سلاف العنيفة ولأول مرة علي الأطراف الأكثر تشدداً في حكومته ضد الخرطوم دعا سلفاكير حكام المقاطعات الحدودية مع الشمال للناي عن خلافات الحدود والمناطق المتنازع عليها مع الخرطوم لأنها تخص الحكومة في جوبا .

قطع سلفاكير اذن الطريق علي الضاربين علي طبول الحرب المشككين في جدوي الاتفاق والتوقيع علي المصفوفة مع الخرطوم ربما قصد سلفا ضرب التيار المتشدد في الحركة الشعبية من المتنفذين في الحكومة بالتصريح علناً بأن عودة الحرب إذا كانت هدفاً لهؤلاء فإنها لم تعد تهم قطاعات كبيرة من الجنوبيين الذين خاطبهم سلفا قائلاً اتم من تدفعون ثمن التداعيات الكارثية لعودة الحرب وليس هم .
سلفا أراد مخاطبة المجتمع الدولي أيضاً بحديث مختلف عن مدي التزام حكومته بتنفيذ المصفوفة بالتالي إقناع شركاء منبر أديس بأن الأطراف التي لا تريد السلام هي جهات أخري وليست حكومته.

علي حدود دولتي السودان الان تحركات عسكرية ولكن ليست حشوداً للحرب أو للتلويح بالحرب.
انسحاب أكثر من 3000 ألف جندي من الجيش الشعبي الي داخل حدود الجنوب يتزامن مع انسحاب مماثل للقوات المسلحة علي الحدود الدولية وفق اتفاق المصفوفة ويري مراقبون ان دولتي السودان علي مشارف اتفاق أخري علي القضايا العالقة سواء بإرادة ذاتية أم بضغوط من المجتمع الدولي.

رسائل سلفاكير التي استهدفت كشف دعاة الحرب في معسكر الحركة الشعبية ووضع المجتمع الدولي علي حقيقة نوايا حكومته تجاه السلام مع دولة الشمال ربما دفعت باتجاه تعزيز فرص العملية التفاوضية مع السودان ولكن ما مدي قدرة سلفا علي إدارة دفة حكومته نحو سلام دائم وعلاقات جوار كسبية وقائمة علي تبادل المصالح وليس التهديد بالحرب مع الخرطوم.

صحيفة الوفاق
كمال أمين[/JUSTIFY]