فدوى موسى

مع مطر الألوان

مع مطر الألوان
منذ مدة طويلة لم استطع متابعة سهرة كاملة ولا أدري ما السبب هل العلة فيّ أم في البرامج المعروضة؟ ولكني في ذاك المساء وجدت نفسي مدفوعة بنبض داخلي لمتابعة سهرة (مطر الألوان) التي استضاف فيها الأستاذ حسين خوجلي رمزين من رموز الطيران (شيخ الدين والكردفاني)، وخص الجلسة بالفنان ذي الصوت المترع حنية وشجناً الذي يمكنه بلا مداهنة إطلاق لقب فنان الحنية عليه مجذوب أونسة، الذي يطرب الدواخل بمسه لوتر حساس لا يفطن إليه الكثيرون من أصحاب الأصوات الجميلة، ولعل الأسئلة التي لم تسعف دقائق البرنامج بسؤالها تظل خاطراً يؤرق كل الشعب السوداني الذي يتمنى أن يرى ناقلاً وطنياً واحداً ناجحاً، فقد ذابت نواقلنا الوطنية وانحسرت على مشارف استجداء التفاوضات والمنازعات وتركت نقل البلاد والعباد لسوق الله أكبر، فهل عادت (سودانير) مثلها مثل الطيران العالمي اللوفتهانزا والإماراتية و… وغيرها من نواقل العالم.. أتمنى أن لا يكون شعار سودانير التأخير والتأجيل اللذين ارتبطا بها كثيراً في زمان سابق، حتى أن البعض كان لا يرى أن هناك فارقاً في السفر بخطوطها والسفر باللواري السفنجة مع الاعتذار والاحترام للأخيرة والأولى مع الفوارق، ولكن باب المبالغة مدخله التضخيم للإشعار بأهمية ذلك، ورغم أننا من جيل نعم بسماع (معكم كابتن شيخ الدين) العبارة التي كانت تضع قلب المسافر في (التراك) الصحيح فيطمئن أنه في معية قائد أسطول متمكن وواعي، فينعم بالصعود والهبوط ويتجاوز النظر للعجلات نزلت أم لم تنزل أو لا يحفل بالمطبات الهوائية، ولأن الأسئلة التي أعدها الأستاذ حسين خوجلي لم تسأل كلها نتمنى أن يتيح فرصاً أخرى للقاء بذات المجموعة للمواصلة مع استمرار فنان الحنية لسلامه وكلامه وآخر جوابه، تلك الكلمات التي أطربنا بها أيما طرب، طرباً متعمقاً لا يمس حرمة الشهر التي تجعلنا نبحث عن رقي وسمو الوجدان السوداني الذي بات مهدداً بفقدان بعض هويته المحترمة عندما صار الغناء من شاكلة (اشتريتك وبعتك كملت الفيك كلو وفي الآخر جدعتك عشان تعرف رخصتك بعتك بيعة رخيصة.. بيعة بدون نقيصة)، حمانا الله وحماك من مثل هذا البيع الذي لم يسلم منه حتى ناقلنا الوطني في فترة ما، واليوم والاستبشار بعودة سودانير يأخذنا للأمل بعودة بعض السيادة السودانية أن نرى شعارنا في مطارات دول العالم أجمع (وحانفوق العالم أجمع) حسب الحلم القديم الذي بات يؤرق الآن.

آخر الكلام:

سيادتنا في بعض حراكنا وبعض هيبتنا التي يجب أن تبسط في كل مراسي ومطارات العالم بأن هنا السودان، وهذا ناقلنا الوطني وهذا رمزنا الوطني..
مع محبتي للجميع..

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]