رأي ومقالات

حسن البطري : يا بياطرة.. يا طراطير الدكاترة .. يا تيوس للريد مهاجرة

في زمن من الأزمان، كان (الشعر) سيد الساحة، في جامعة الخرطوم، يتحلق الطلاب حول (القصيدة)، كما يتحلق النحل حول الزهر، طلباً للرحيق.
٭ كان لكل كلية شعراؤها: مداحون وهجاءون، وكانت العلاقة بين كليتي (الطب البشري) و(الطب البيطري).. صافية لبن، ومع ذلك لم يمنع هذا من ظهور (جرير) و(فرزدق).
٭ وكانت (المشاغبات) الشعرية البحتة، تقع على طلاب الكليتين برداً وسلاماً، وتدفعهم إلى المزيد من الابداع، و(قرض) الشعر، والتحصيل الأكاديمي، والجلوس على (المين رود)، بأناقة مفرطة.
٭ كلما وقعت عيني على زميلنا الصحافي (د. محمد شريف مزمل)، بادرته بالتحية:
(غض الطرف أنك بيطري فلا طباً بلغت ولا زراعة).
٭ فتحرضتني بشاشته وسماحته، إلى التغني أمامه بقصائد (فحول هيئة الحلمنتيش العليا) في ذاك الزمان الجميل:
(يا بياطرة.. يا طراطير الدكاترة
يا تيوس للريد مهاجرة
يا زكايب في زرايب
يا مصايب يا كهوف
والبعوض يسعى ويطوف
والكتوف ملخومة تضرب في الكتوف
وحضرة الدكتور يناضل
شايل السماعة طالع
شايل السماعة نازل
والمريض من غير هوية
يعني إيه يا جاهلية
لو تموت غنماية هسع
أو تعيش ترجى الضحية)
٭ فكما تعلمون، أن الزميل (د. محمد شريف مزمل)، طبيب بيطري، (انزلقت قدمه)، فوجد نفسه في بلاط صاحبة الجلالة.
٭ ومن المؤكد عندي، أن دراسته في كلية البيطرة، وعلاقته المتميزة بـ(الحيوانات)، أضافت إلى انسانيته أبعاداً، وعظّمت من رقته وصفائه، وجعلته يفوح عطراً: حديثاً وفعلاً.
٭ انفعل الصديق محمد شريف، بالرسالة التي بعثتها إلى وزير الثروة الحيوانية، د. فيصل حسن ابراهيم وآخرين، تحت عنوان (الصمت جريمة).
٭ ودفع لي، بمجموعة من المقالات والصور، المؤثرة التي تحكي عن اشراقات ومواقف، لعديد من بني جلدتنا، كانت مواقفهم في مسألة الرفق بالحيوان، والدفاع عن حقوقه مشرفة.. جعلتني أقول: حقيقة أن الدنيا بخير.
٭ استوقفتني كثيراً مواقف مشاهير وشهيرات هوليود.. هوليود التي لا تعرف إلا (الخمج والذي منه) لبعض من مشاهيرها وشهيراتها مواقف ممتازة، تستحق التأمل والاحتذاء.
٭ الممثلة (هايدين بانيتر) تنشط في الدفاع عن الأحياء البحرية، خاصة الحيتان وأسماك الدولفين واجهت باتير عام 2007 مجموعة من صيادي اليابان، لتمنعم من الصيد المبالغ فيه، والذي يعرض حياة تلك الأحياء البحرية إلى الانقراض.
٭ عارضة الأزياء، (هيذر ميلز)، ساهمت بشكل كبير في ايقاف عملية استيراد فرو القطط والكلاب، داخل الاتحاد الأوروبي، واشتهرت بتبرعاتها السخية، للمنظمات التي تدافع عن حقوق الحيوان، وسافرت إلى كندا (خصيصاً)، لتوعية الكنديين بمخاطر صيد (كلب البحر)، الذي يتم بطريقة عشوائية.
٭ المغنية الكندية (سارة مكلاتشلن)، متحدثة رسمية باسم منظمة تدافع عن حقوق الحيوان، وجمعت تبرعات وصلت إلى 30 مليون دولار، لصالح الحيوانات.
٭ الممثلة (باميلا أندرسن)، منذ أن رأت والدها ينظّف جسد احدى الحيوانات التي اصطادها، أقلعت عن أكل اللحم، وصارت (نباتية) حتى النخاع، وقادت العديد من الحملات ضد مطاعم الوجبات السريعة.
٭ هذه بعض من نماذج (هوليودية)، ركزنا فيها على (النواعم) اللواتي قلنا: فيهن من هن أخشن من سن المبرد، ومن الواضح أن ثمة نواعم نواعم.
٭ ترى ما هو موقف الشهيرات، من ممثلات وفنانات وصحافيات ومبدعات السودان، من قضية الرفق بالحيوان والدفاع عن حقوقه؟!
76 ألم تر
حسن البطري
صحيفة الصحافة