كيف سيخرج مجلس الأمن من هذه الورطة ؟!
المبررات لدي بعض أعضاء المجلس كانت جاهزة، أن السودان ليس لديه ما يثبت، أو على الأقل الشكوى متبادلة بين الطرفين والأدلة المتوفرة لا تخرج عن نطاق كل طرف.
الآن -لسوء حظ الدولة الجنوبية وحلفائها فى المجلس- توفرت أدلة خارج نطاق الطرف الشاكي (السودان) بحيث يمكن اعتبارها كما يقول رجال القانون (أدلة مستقلة) من طرف محايد يصعب الطعن في صدقيتها ويستحيل الزعم أنها تنطوي على مصلحة خاصة. ولهذا فإن مندوب السودان الدائم لدي مجلس الأمن السفير دفع الله الحاج، قال للصحفيين الأربعاء الماضي إن السودان يعتزم تقديم طلب الى مجلس الأمن استناداً الى ما أورده التقرير الأممي طالباً حسم تدخل جوبا ودعمها للمتمردين.
مجلس الأمن ربما لن تعوزه وسيلة سهلة وسلسلة، فإما أن يأخذ التقرير الذى صدر عن لجنة العقوبات كاملاً دون إنتقاء أو تجزئة، وإما أن يدعه كله!
الورطة الحقيقية هنا كما أشرنا الى جزء منها فى تحليلات سابقة، أن مجلس الأمن سيجد صعوبة فى مناقشة التقرير بطريقة انتقائية، كما أنه لن يستطيع أن يتجاهل الجزئية المهمة الخاصة بدور جوبا فى توفير القواعد العسكرية للحركات المسلحة الناشطة ضد الخرطوم، وبهذا فإن أحداً لا يعرف هذه المرة كيف ستتحذلق واشنطن حيال الموقف للخروج بأقل خسائر.
فى المقابل فإن قِيل إن لجوبا أيضاً شكاواها ضد الخرطوم فى ذات السياق، فإن الشكوى السودانية أصبحت أقوى وتتمتع بميزات قانونية ومنطقية أفضل، فقد ثبت للعالم الآن أن السودان حين كان يتقدم بشكاويه لم يكن يمارس مكايدة سياسية ضد جارته الجنوبية، ولا كان يصطنع أدلة، بل إن أحداً ما كان يتوقع أن لجنة العقوبات سوف تأتي بالدليل الذي لم يطلبه منها أحد.
لقد جاء الدليل من تلقاء نفسه قوياً معززاً بقيمة قانونية مؤثر لا شبهة مصلحة فيها ولا انحياز، بينما نجد أن شكاوي جوبا ضد الخرطوم ما تزال من باب التحرش والرد بالمثل فقط، وهذه من بنات أفكار السيدة رايس التى ما فتئت تطلق أفكارها للقادة الجنوبيين وتعينهم على الطرق المُثلى لمكايدة جارهم السودان بشتى السبل والوسائل.
الآن لم يعد أمام واشنطن وجوبا مهرباً من مواجهة الحقائق الواردة فى التقرير الأممي. كما أن عليهما أن يستعدا لرحلة طويلة من النقاشات الساخنة فى المجلس، حتى ولو لم تفضِ الى شيء ايجابي في صالح السودان، فقد كان كافياً على أية حال أن مصداقية السودان فى هذا الصدد لم تعد موضع شك، وأنه -فى المستقبل- من المهم وضع ما يقوله فى الاعتبار، اللهم إلا إذا تمكنت السيدة رايس بجهدها الخاص من تكوين لجنة خبراء منفصلة تقوم بكتابة تقرير هي الأخرى عن دعم السودان لمتمردين جنوبيين! وحينها لن يكون الأمر مثيراً للدهشة، فالسيدة رايس لا يطرف لها جفن ولا تلين لها قناة فى سبيل ملاحقة السودان وتزييف الحقائق!
سودان سفاري
[/JUSTIFY]
هذه لن توقف مجلس الأمن من الكيل بمكيالين أية ورطة التي تتحدثون عنها
الاختشو ماتو من زمان!! بكره تطلع سوزي بسبب اقبح من الذنب لتبرئه دوله الدينكا !! ولكن دعونا نستمر في فضحهم امام العالم ففيه من العبر الكثير!! والدنيا لك وعليك!! وشكرا وتحيه لمندولنا الدائم وطاقمه. ودنبق