تحقيقات وتقارير

هل ينجح السودانان في تعميق جذور الثقة

[JUSTIFY]بعد التوقيع على مصفوفة من الاتفاقيات بين السودان وجنوبه بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا مطلع هذا الأسبوع بدأت رياح انفراج الأزمة بين الدولتين تهب على الساحة السياسية والدبلوماسية بينهما في مرحلة وصفت بالهامة خاصة ولأول مرة يبدأ الطرفان حماساً منقطع النظير بشأن تنزيل بنود الاتفاق لأرض الواقع حيث وقع الطرفان أمس الأول على اتفاق قضي بضرورة تنفيذ مصفوفة اتفاق التعاونيات الموقع ديسمبر من العام الماضي في وقت وجه فيه رئيس حكومة الجنوب الفريق سلفاكير ميارديت الدعوة لرئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير لزيارة جوبا والسير في مضمار تنفيذ ما توصل له وفدا التفاوض من نتائج اتفاقات.

ما بين الشمال والجنوب من قضايا عالقة يحتاج بالتأكيد لدوران عجلة الانفراج وتجاوز أزمات كثيرة ظلت تشكل جداراً تتكسر عنده أي محاولات للتطبيع بين شمال وجنوب السودان.

مراقبون يشيرون إلى إن جوبا لا حل لها غير إن تختار بند التطبيع بينها والخرطوم حتى تصل إلى ما يضمن عدم إدارة الشمال لصفحته الأخرى طالما هي تحلم في ما يقود نفطها إلى الموانئ العالمية لذلك يشيرون إلى إن الاتفاق الذي وقع مؤخراً في أديس يعد مخرجاً جيداً يساعد جوبا على طي بعض من صفحات معاناتها سيما الاقتصادية خاصة وان نفطها متوقف عن الحركة لأكثر من عام.

زيارة البشير إلى جوبا صك ضمان لوضع الأحرف الأولي لضمان تنفيذ مصفوفة الاتفاق وقد تختلف الدوافع هذه المرة لانجلاء الكثير من المواقف الرمادية وتبيان حقيقة الأمور ولكن ربما حدثت تطورات جديدة قد تباعد ما بين جوبا وزيارة البشير خاصة إن هنالك زيارات سابقة أشارت إليها المصادر إلا انها لم تحدث على أرض الواقع.

البشير يؤكد تلبيته لدعوة سلفا وسكرتيره الصحفي عماد سيد احمد يشير إلى ذلك بعد أكد أن الرئيسين تبادلا التهاني بالتوقيع على مصفوفة الاتفاقات في وقت شدد فيه على ضرورة مراعاة مصلحة شعبي البلدين.

سحب القوات من الجانبين إلى حدود 1956 وبدء ضخ النفط وتحديد الوساطة لأسبوع واحد يستأنف بعده الحوار بين الطرفين كلها مؤشرات جيدة تصب في مصلحة تجسير هوة الخلاف بين الجانبين وربما قادت إلى مساحة تعاون أكبر.

جوبا تسعي للاستفادة من المصفوفة عبر أنابيب الشمال والخرطوم هي الأخرى تتطلع لمرحلة أكثر تعاوناً بينها وجوبا عن طريق تفعيل وتنفيذ كل ما يتعلق بالجانب الأمني وهذا يتمثل في عملية فك الارتباط بين الجيش الشعبي لدولة الجنوب والفرقتين التاسعة والعاشرة لما يعرف بقطاع الشمال في النيل الأزرق وجنوب كردفان وهذا من شأنه أن يرسم معالم المرحلة المقبلة ويرتكز ذلك على قاعدة ثابتة لا تتحمل إنصاف الحلول وتفرض واقعاً ذا اتجاه واحد يقوم في الأساس عنصر بناء الثقة وتقويته حتى لا يصبح الاتفاق في مهب الريح وتذهب الريح وتذهب زيارة البشير إلى جوبا إلى مصير سابقاتها.

ما بين الخرطوم وجوبا من عداء يعود في الأصل إلى اختفاء عنصر الثقة بينهما وانه لا جديد يحدث ما لم تكن هنالك إرادة سياسية فاعلة لتنفيذ ما حدث من اتفاقات ظل التوقيع عليها أسهل من خطوات تنفيذها.

وفي الوقت الذي يأتي فيه الحديث عن زيارة البشير لجوبا قال وسيط للاتحاد الإفريقي في وقت مبكر الثلاثاء إن السودان وجنوب السودان اتفقا على إصدار أمر باستئناف تدفق صادرات النفط الجنوبي عبر خطوط أنابيب في أراضي السودان في غضون أسبوعين.
وأبلغ رئيس جنوب إفريقيا السابق، ثابو مبيكي، الذي يتوسط بين الجانبين، الصحفيين في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا إن الأوامر ستصدر إلى الشركات في غضون أسبوعين لاستئناف تدفقات النفط. .
وأوقف جنوب السودان إنتاجه النفطي الذي يبلغ 350 ألف برميل يومياً قبل أكثر من عام في خلاف مع الخرطوم بشأن رسوم مرور الصادرات.

من جهة أخرى قال المتحدث الرسمي باسم جيش جنوب السودان إن قواته تلقت توجيهات من رئيس جنوب السودان سلفاكير ببدء الانسحاب من المناطق الحدودية مع السودان، تطبيقاً للفقرة الخاصة بالترتيبات الأمنية في بروتوكول التعاون الموقع بين البلدين نهاية سبتمبر من العام الماضي.

وقال المتحدث فيليب أغوير إن الجيش الشعبي لتحرير السودان (جيش جنوب السودان) تلقي تعليمات من القائد الأعلى للجيش رئيس الجمهورية بتنفيذ الانسحاب من المنطقة العازلة الآمنة المنزوعة السلاح المقترحة.

وحسب المتحدث، ستبدأ عملية الانسحاب الفعلية في 14 من شهر مارس الجاري، على أن تكتمل عملية الانسحاب من كافة المناطق الحدودية في 24 من هذا الشهر، كي تشرع لجان المراقبة في تحديد المناطق منزوعة السلاح، تمهيداً لبدء ترسيم الحدود بين البلدين.
واتفق الجانبان في المحادثات التي جرت الجمعة على إصدار أوامر بانسحاب القوات خلال أسبوع، لتخفيف التوتر الذي يشوب العلاقات بينهما منذ انفصال جنوب السودان يوليو 2011م، وبعد أن أوشك البلدان على الدخول في حرب شاملة في ابريل خلال أسوأ اشتباكات حدودية بينهما منذ استقلال الجنوب، اتفقت الدولتان في سبتمبر على إقامة المنطقة العازلة، لكن ذلك لم ينفذ.

ومنذ انفصال جنوب السودان دخل الجانبان في مفاوضات بشأن عدد من القضايا التي لم تحل، منها نزاعات بشأن الحدود والنفط والديون، لكن المفاوضات تعثرت بسبب غياب الثقة نتيجة حرب أهلية استمرت عقوداً بين الشمال والجنوب، قتل خلالها نحو مليوني شخص.

صحيفة ألوان[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. لايمكن تعميق جذور الثقة المفقودة اصلا بين الاعداء ولن تقم اية ثقة طالما الجنوب يرتهن للقرار الامريكي المعادي للسودان وبوقاحة.المقاطعة الامريكية والعقوبات الاقتصادية وهي قديمة قدم اعلان الشريعة في عهد النميري ليس المقصود بها النظام انما المقصود بها السودان ككيان مهدد لأمن اسرائيل كما يعتقد ويتوهم الامريكان يايعاز من اسيادهم الصهاينه.