كمال حسن بخيت الصحافي الشهير في توثيق نادر بصراحة متناهية
+ أنا أول من عمل ميني تحقيق في السودان.. وأول من زاوج بين الأخبار والمنوعات والحوار السياسي
+ أي ناس كورة عندما يديروا حاجة أقنع منها
+ تفادي الضائقة المعيشية يحتاج لتفاوض الحكومة والقطاع الخاص والرجوع من اقتصاد السوق الحر
+ أنا وردي الهوى.. وعروبي الاتجاه.. وأهل بغداد من أطيب شعوب الأرض
مهما اتفقنا أو اختلفنا معه وحوله، يبقى الصحفي الكبير الأستاذ كمال حسن بخيت رئيس التحرير الحالي لصحيفة (الرأي العام) من الأسماء الكبيرة في الصحافة السودانية المعاصرة .. والرجل بنى إسمه بجهد وعرق لا يمكن أن ننكره له سواء بعمله داخل السودان حيث وصل لمنصب رئيس التحرير في عدد من الصحف منها: الرأي الآخر ..والأضواء..والصحافة..والمجالس..أو بعمله مع صحف ومجلات عربية تصدر من باريس ولندن وبغداد كصحف القدس العربي، والمحرر، ومجلة الوطن العربي… ولهذا يقول هو عن ذلك أنه محسود ومحقود عليه من قبل البعض من ضعاف النفوس.. بل ويمضي لأكثر من ذلك ويعترف بأن البعض يلاحقه بالمؤامرات والدسائس، وأن هؤلاء الذين يلاحقونه بينهم سياسيون، وصحافيون.
ولا يخفى على الكثيرين أن كمال حسن بخيت قريب للرئيس عمر البشير.. بل هي قرابة شديدة، فالرئيس هو إبن عمة كمال، وكمال هو إبن خال الرئيس البشير.
حول هذا وغيره في العام والخاص كان حواري هذا مع الأستاذ كمال حسن بخيت رئيس تحرير صحيفة الرأي العام .. فإلى الجزء الثاني و الأخير منه.
+ رشحت شقيقة الرئيس البشير الدكتور غازي صلاح الدين لخلافة شقيقها.. ولكن الأمريكان يخططون لاستمرار الرئيس حتى عام 2020 لضمان استقرار دولة الجنوب الذي يعتمد على استقرار الشمال الذي يضمنه الرئيس البشير، أم لك قراءة مختلفة ؟
ــ لا علم لي بترشيح شقيقة الرئيس للدكتور غازي صلاح الدين خلفاً للرئيس.. وأضف إلى ذلك الرئيس والحمد لله بألف خير وعلى أتم صحة وعافية ولا أدري لماذا يستعجل البعض بترشيح خليفة له.
+ وتخطيط الأمريكان لاستمرار الرئيس حتى عام 2020 لضمان استقرار دولة الجنوب الذي يعتمد على استقرار الشمال الذي يضمنه الرئيس البشير..؟؟
ــ أما تخطيط الأمريكان فلم أسمع به، أما استقرار الجنوب يجب أن تحققه حكومة الحركة الشعبية غير القادرة على حكم الجنوب.
+ هناك حديث أن إدارة أوباما سوف تستنسخ تجربة الصحوات العراقية في السودان لمكافحة القاعدة خصوصا بعد اغتيال غرانفيل ؟ هل سوف تنجح الصحوات في السودان ؟؟
ــ تجربة الصحوات لم تحقق النجاح المطلوب في العراق لأن المعارضين أكثر تدريبا.. وأقوى مثالاً سوى من البعثيين أو المعارضة العادية أو مقاتلي القاعدة .. لذلك لن تنجح تجربة الصحوات في السودان ولا أدري أين طرحت هذه الفكرة.
+ لماذا لم ينضم منصور خالد وبقية شماليي الحركة الشعبية إلى الحركة الشعبية الشمالية كما فعل ياسر عرمان ..؟؟
ــ هذا السؤال يوجه للدكتور منصور خالد وشماليي الحركة الشعبية الشمالية.
+ بعد أن وقع الفريق أول عبدالرحيم محمد حسين وزير الدفاع مع نظيره بدولة جنوب السودان جون قرنق، على أتفاق تنفيذ البرتوكولات الأمنية، هل يوافق سلفاكير على فك الارتباط مع الحركة الشعبية الشمالية ويفكها عكس الهواء ويعقد صفقة نهائية مع حكومة الخرطوم ؟
ــ لن يوافق سلفا كير على فك الإرتباط بين الحركة الشعبية وقطاع الشمال حتى لو إنطبقت السماء على الأرض .. كما أن سلفا كير لن يستطيع أن يعقد إتفاقاً مع حكومة السودان.. لأن الأوراق ليست بيديه كلها.
+ أعود بك مرة أخرى لسؤال استهللت به حواري معك في جزئه الأول في الأسبوع الماضي عن الضائقة المعيشية و الأزمة الاقتصادية.. كيف تنظر لذلك ..؟؟
ــ أوافقك بأن هناك أزمة إقتصادية قوية.. ولكن شعب السودان عودنا على تحمل الصعاب.. ونأمل من الدولة التحرك سريعاً لفك هذه الضائقة ويحققون أمان الجماهير فى الحياة الحرة الكريمة.
+ ماذا عن ما قال به البعض من السياسيين المعارضين عن ثورة للجياع ..؟؟
ــ أما ثورة الجياع التي تبناها الدكتور الترابي، فهذا أمر في عالم الغيب، وما هو دوره في فك هذه الضائقة والتي لم تبدأ خلال الأشهر القليلة الماضية.. ومن أجل تفادي ثورة الجياع، على الحكومة أن تعمل على ضبط الأسعار في الأسواق وتراقب حركة البيع والشراء، وأن تتسلم أمور إستيراد المواد الحيوية بيدها وليس بيد التجار وتجار الجملة.. وتفادي الأزمة يحتاج لتفاوض الحكومة والقطاع الخاص والرجوع من اقتصاد السوق الحر.
+ وثيقة الفجر الجديد أحدثت شقوقا في جدار المعارضة بعكس الهدف المرجو ؟ ما هي الأسباب ..؟؟
ــ الشقوق التي أحدثتها الوثيقة تعود إلى ضعف موقفها .., أي ضعف المعارضة بشكل يؤسف له، ولا أدري كيف تخاف الأحزاب من توقيع إتفاقية وهي مقدمة على حكم السودان… وهل يعتقدون أن حكم السودان أمر سهل.
+ لماذا انزعجت الخرطوم من ميثاق الفجر الجديد مع إن المعارضة السياسية مختلفة مع المعارضة المسلحة حول الميثاق ؟
ــ لا أرى ضعفا للحكومة من الوثيقة، خاصة أن المعارضة نفسها مختلفة مع المعارضة المسلحة.
+ هل أنت متفائل من أي جولة أو جولات تفاوضية نهائية قادمة بأديس أبابا بين السودان ونظيره الجنوبي..؟؟
ــ لم يحدث بأن تفاءلت بأي لقاء يجمع بين الحكومة والحركة الشعبية… لأن الحركة الشعبية غير جادة في إبرام أي أتفاق مع الشمال، وتعمل وفق أجندة خاصة بها تعتقد أنها ستوصلها لحكم الخرطوم والسودان كله.
+ هل أنت غني لدرجة الترف ..؟؟
– الحمد لله أنا (مديونير) لا أملك في الدنيا إلا عينيها وأحزاني.. وكما قال الشاعر العظيم صلاح عبدالصبور: أنا فقير الجيب والفطنة مثل كل الناس أبحث في فجاج الأرض عن كوخ وإنسان يستر ما تعريت.
+ بتحب الشعر أستاذ كمال..؟؟
– أوي (قالها هكذا بالمصرية).. ثم أردف: وصديق لمعظم عمالقة الشعر العربي من نزار قباني مروراً بسميح القاسم وأحمد وصلاح عبدالصبور وعفيفي مطر.. ولدي كتاب تحت الطبع يحوي حوارات مع هؤلاء العمالقة.
+ ألم تكتب الشعب..؟؟
– لي محاولات شعرية سرية وفاشلة.
+ لماذا سرية..؟
– لأني لم أنشرها.
+ ولماذا لم تنشرها..؟
– لفشلها وضعفها.
* هذا اعتراف شجاع منك لأن الإنسان بطبعه نادراً ما يعترف بفشله..؟
– أنا لم أطرح نفسي أصلاً كشاعر.
* هل ذقت الحرمان من المال..؟
– أووووه.. كثيراً.. أنا لم أولد رئيس تحرير.. تعبت وشقيت كثيراً.
* هل تشردت يوماً ..؟؟
– الحمد لله.. لا إلا أنني أشعر بقرب هذا اليوم.
* لماذا تشعر بقرب هذا اليوم..؟؟
– لكثرة المؤامرات.
* من هم أبناء دفعتك في المراحل المختلفة من الابتدائي و حتى الجامعة بإختصار .. و أين هم الآن .. و مع من تتواصل منهم ..؟؟
– أتذكر كثيراً منهم.. ونسيت كثيرا منهم بسبب التشرد في بعض البلاد التي لم أتعرف على لغة أهلها.
* ماذا تقول عن (بغداد)..؟؟
– بغداد هذه حاجة ثانية.. (عايز ليك ألف سنة لتعرفها.. وألف سنة أخرى لتنساها).
* بتحب بغداد شديد..؟؟
– طبعاً..
* بماذا تتميز بغداد..؟؟
– الثقافة والفن يشكلان تصاعداً كبيراً.
* نعم.. ثم ماذا..؟؟
– أهلها من أطيب شعوب الأرض.. لا تحس بالغربة هناك.
* كم مكثت بها من السنوات..؟؟
– إقامتي بها امتدت قرابة الاثني عشر عاماً من بداية العام 1975م إلى نهاية العام 1986م.
* والكويت أقصد دولة الكويت لأنك عملت بها كذلك..؟؟
– مكثت بها أشهر.. تعاونت فيها مع صحيفة الوطن الكويتية.. وهي من المدن الخليجية العربية التي تتمتع بحرية مطلقة.. وشعبها مثقف.
* وباريس.. التي عملت فيها بمجلة الوطن العربي..؟؟
– مدينة العلم والنور والنار.. شارع الشانزليزيه بلد بحالها.
جلست في مقاهيها مع محمود درويش، وأحمد عبدالمعطي حجازي، وغادة السمان، والصديقة انعام كجهجي، وهي صحفية عراقية كانت زميلتي في صحيفة (الثورة) العراقية.
* أمدرمان..؟؟
– هذا الوله الجميل.. أذكر عندما عدت من العراق في العام 1986م بعد الانتفاضة وكنت قد عدت للبلاد بعد اثنتي عشر عاماً من الغربة والغياب القسري، جاءني الصديق الراحل د. علي المك في منزل والدي وسألني: أين ستسكن..؟؟ فقلت له: في المهندسين.. فقال لي: أيضاً (جو) أمدرمان، فأرجو ألا تخرج من (جو) أمدرمان.
* من هم أصدقاؤك..؟؟
– علاقتي كانت ولازالت قوية بالأخ الصحفي طلحة الشفيع، ود. كمال شداد، والراحل الصحفي حسن عزالدين، وميرغني أبوشنب، وأحمد محمد الحسن، ومصطفى أبوالعزائم الذي أكن له احتراماً خاصاً، وأحمد البلال الطيب هذا الأخ الذي لم تلده أمي.. وعلاقتي بمنصور خالد لها أكثر من (35) خمسة وثلاثين عاماً ومازالت متينة.. وبروف علي شمو ود. إبراهيم دقش وفضل الله محمد وهو من أنبل الصحافيين.
* نريد لمحة عن أسرتك الصغيرة .. يعني أنجالك .. كم من البنين والبنات ومراحلهم الدراسية .. وزوجتك وهل هي قريبتك وظروف وملابسات زواجك باختصار.. يعني الوجه الأسري للأستاذ كمال حسن بخيت ..؟؟
– أحمد الله أنني أصبحت جداً لطفلين.. ولي من البنات (4) أربع.. ومن البنين (2) اثنان.
* هل ترضى لواحد من أبنائك أن يعمل بالصحافة .. و لماذا ..؟؟؟
– أبداً.. بنتي أكملت لغة فرنسية بجامعة الخرطوم، وكانت تريد أن تدرس إعلاما وتعمل بالإعلام فرفضت لها.
* لماذا رفضت لها أن تتوجه نحو الإعلام..؟؟
– لأنها مهنة طاردة.
* أهم عمل صحفي في حياتك المهنية تفتخر به..؟؟
– أنا أول من عمل (ميني تحقيق) في السودان.
* متى وأين كان ذلك..؟؟
– في العام 1973م، في صحيفة الأيام.
* نعم.. ثم ماذا؟؟
– أنا أول من زاوج بين الأخبار والمنوعات والحوار السياسي، وأجريت حوارات ساخرة مع الدكتور منصور خالد في العام 1974 1975م، وبعضها في التسعينات، أحدثت ضجة كبيرة.
* ما هي الحوارات التي تفتخر بها..؟؟
– أجريت جوارات مع عدد كبير من السياسيين منهم د. إسماعيل الحاج موسى، والمرحوم أحمد عبدالحليم، وسبدرات.. المهم أحاول أن أضع بصمة.. ومن الأعمال الصحفية التي أعتز بها حوار مع روجيه جاروري المفكر الفرنسي.. وحوارات مع فيروز (حوار أعتز به).. ومع سميرة سعيد.. ومع وديع الصافي.. وعزيزة جلال.. ومع الراحلة سعاد حسني.. وليلى طاهر.. والمخرج الراحل صلاح أبوسيف مخرج الواقعية.. والمخرج الراحل يوسف شاهين.. وأجريت حوارا تاريخيا مع محمد سياد بري الرئيس الصومالي السابق.. ومع معمر القذافي ولكنه حوار لم يكتمل.
* لماذا لم يكتمل..؟؟
– دعاني إلى زيارة ليبيا بعد معركة كلامية عنيفة ونقاش حاد، ولكنني رفضت الدعوة.
* في ماذا كان النقاش..؟؟
– كان بيشتم في نميري الرئيس السابق الراحل.. وأنا دافعت عن نميري فكان طارداً لي (طاردني).
* رسائل.. لمن ترسلها..؟؟
– أرسل تحياتي من هذا المنبر المتميز (اليوم الثامن) هذا الملف السياسي المدهش حقيقة والمتفرد في زمن أصبح فيه (التفرد) (نادراً) لا سيما في مجال الصحافة والإعلام عموماً.. أرسل تحياتي إلى الأخت روضة الحاج، والإعلامية لمياء متوكل المذيعة (لم ألتقي بها ولا أعرفها).. وإلى الشاعر محيي الدين الفاتح الذي لم أتعرف عليه كذلك.
* رياضياً.. من تشجع في كرة القدم..؟؟
– تركت الهلال منذ أن دخل عليه رجال الأعمال.. ومازلت صديقاً لجكسا، وعلي قاقارين، وأحمد دولة، ومحمد حسين كسلا، وصديق محمد أحمد، وكمال السني، وعبدالمنعم عبدالعال ابن مدني البار.
* غريبة.. تقول أنك تركت الهلال منذ أن دخل عليه رجال الأعمال رغم أنك صديق لرجل الأعمال الشهير صلاح إدريس وصداقة حميمة للغاية..؟؟
– كنت.
* كيف تنظر لتجربتك مع صلاح إدريس في صحيفتي (الصحافة) و(الأضواء)..؟؟
– أسوأ تجربة.
* وتجربة صحيفة (الرأي الآخر) التي كان يمتلكها كذلك رجال أعمال رياضيون من بينهم الراحل عبدالمجيد منصور، والمعزل، وعبدالعزيز الجعلي..؟؟
– تجربة سيئة.. و(أي ناس كورة حينما يديروا حاجة أقنع منها).
* أراك تطلق هذا الرأي إجمالاً على إداريين في الهلال يمثلون تيارين مختلفين وكانا في فترة من الفترات متصارعين لأن صحيفة الصحافة كان شريك فيها كذلك طه علي البشير..؟
– أنا تعاملت وعملت مع أجنحة الهلال الاثنين.. مرة في الرأي الآخر.. ومرة في الصحافة..
* الآن هل أستطيع أن أقول أن علاقتك بالرموز الإدارية الكروية أو الرياضية سيئة..؟؟ هذا عطفاً على ردك لي في سؤالي لك أن صلاح إدريس صديقك فقلت لي: كان..؟؟
– شوف يا أسامة أنا أكن تقديراً كبيرا ًلمحمد الشيخ مدني وجمال الوالي.. وطه علي البشير وعصام الحاج.
* عنوان لمسيرتك المهنية الصحافية..؟؟
– العمل الصحفي عمل ممتع جداً، إذا وجد المناخ الصحي.. والصحافة ليست مهنة من لا مهنة له.. وليست مهنة نكد، بل هي مهنة امتاع.
* ختاماً من أنت..
– أنا وردي الهوى.. وعروبي الاتجاه.
مدير الإدارة السياسية بصحيفة (المشهد الان) السودانية
[email]asooly2020@gmail.com[/email]