هنادي محمد عبد المجيد

حفظ الأيمان والتهاون فيها

حفظ الأيمان والتهاون فيها
حفظ الأيمان:هو حفظ اليمين من الحنث,واليمين على ثلاثة أنواع:اليمين الغموس:وهو الحلف على ما فعل أو ترك ماض كاذبا,وسميت غموسا,لأنها تغمس صاحبها في الاثم ثم في النار,وليس لها كفارة بل يجب المبادرة بالتوبة منها,ويمين اللغو:وهو كقول البعض:لاوالله لتفعلن كذا,وهي يمين لا تنعقد,ولا كفارة فيها,ولا يؤاخذ بها الحالف:لقوله تعالى (لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفور حليم)واليمين المنعقدة:وهو الحلف على فعل أو ترك آت,وهذه تنعقد وفيها الكفارة عند الحنث.قال تعالى (ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس والله سميع عليم)وقال تعالى (لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته اطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم اذا حلفتم واحفظوا أيمانكم كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تشكرون)وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال:”أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بابرار المقسم”-وابرار المقسم يكون بفعل ما أراده الحالف ليصير بذلك بارا-وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن أبا بكر رضي الله عنه لم يكن يحنث في يمين قط حتى أنزل الله كفارة اليمين وقال:”لا أحلف على يمين فرأيت غيرها خيرا منها الا أتيت الذي هو خير وكفرت عن يميني”.
<التهاون في حفظ الأيمان>وهو الحنث فيها,وعدم التكفير اذا حنث,والتهاون في الأيمان سبب لسخط الله وغضبه,والتهاون في الأيمان دليل ضعف الايمان وسبب لاعراض الله عن عبده يوم القيامة يوم أن يكون في أمس الحاجة الى عفو الله ورضوانه,قال تعالى (ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله ولكم عذاب عظيم)وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:<لا يحلف أحد عند منبري هذا على يمين آثمة ولو على سواك أخضر, الا تبوأ مقعده من النار,أو وجبت له النار>وعن أبي علقمة رضي الله عنه قال:جاء رجل من حضرموت ورجل من كندة الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال الحضرمي:يا رسول الله ان هذا غلبني على أرض لي كانت لأبي,فقال الكندي:هي أرضي في يدي أزرعهاليس له فيها حق,فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للحضرمي:<ألك بينة؟>قال:لا,قال صلى الله عليه وسلم :<فلك يمينه>قال يا رسول الله,ان الرجل فاجر لا يبالي على ما حلف عليه,وليس يتورع من شيء,فقال صلى الله عليه وسلم:<ليس لك منه الا ذلك>فانطلق ليحلف,فقال رسول الله لما أدبر:<لئن حلف على ماله ليأكله ظلما,ليلقين الله وهو عنه معرض>اللهم انا نعوذ بك من الحنث في الأيمان ونعوذ بك من غضبك وسخطك واعراضك عنا في الدنيا والآخرة,اللهم آمين.
هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]