حوارات ولقاءات

مفرج عنه في قضية مخدرات بالسعودية يروي قصته – صورة

قضية تهريب المخدرات عبر مطار الخرطوم الى جدة التي شغلت الرأي العام لأكثر من عامين، وتذوق خلالها المواطنان عبد الملك الطيب الجنيد وسعد عبد الله مرارة السجن والارهاق النفسي، فيما طالت الآلام أسرتيهما بالسودان، وصلت إلى محطتها الأخيرة، حينما أصدرت محكمة جدة العامة الاسبوع الماضي حكمها ببراءتهما من تهمة التهريب، وتم الافراج عنهما بالكفالة الحضورية لحين تأييد الحكم من محكمة الاستئناف بمكة المكرمة.
«الصحافة» من خلال صفحة «مع المهاجر» التقت أحد المبرأين في القضية عبد الملك الجنيد، واستمعت لحكاية مطولة عن ملابسات القضية وحجم المعاناة النفسية، وخلالها سألناه عن بداية القصة وملابساتها ولحظات القبض عليه مروراً بفرحة الخروج من السجن.
17130 يقول عبد الملك: بينما كنت أناقش أخي الاكبر مودعي بمطار الخرطوم، قاطعنا أحد العاملين بالمطار طالباً مني ايصال طرد يخصه الي مدينة جدة ضمن امتعتي، بحجة عدم القدرة على دفع تكلفة الشحن، وزجرته لمقاطعته لي ورفضت طلبه، لكن سرعان ما عاد للمرة الثانية، ووقتها تدخل اخي واقنعني بخدمته، وعندما بررت رفضي بالخوف من التأخير بمطار جدة كان رد صاحب الطرد: «إذا لم تجد من ينتظرك لاستلامه ما عليك إلا رميه في أقرب مكان للنفايات بالمطار»!!
وقبل النزول من سلم الطائرة قمت بالاتصال بصاحب الطرد، فأخبرني بأنه ينتظرني بالخارج، وأبلغني بأوصافه ولبسه ورقم لوحة السيارة التي سيتم تشغيل انوار الانتظار بها حتى يتم التعرف عليها.
وأنا أمرر أمتعتي للتفتيش، فوجئت بالكارثة، حيث كانت بداخلها كمية من الحبوب المخدرة محشوة ببراعة متناهية ضمن أعواد الطلح، في هذه اللحظات تبين لي أنني تعرضت لخديعة كبرى، وبينما أنا أعيش في دهشة وصدمة معاً، أخبرت سلطات المطار بأن أصحاب هذه الحبوب ينتظرون بالخارج، واتصلت بهم عبر سماعة الهاتف الخارجية حتى تتأكد شرطة المطار من الأمر، وتم عمل كمين تم عبره القبض عليهم، وببساطة كنت أتوقع تسليمي الجواز لمغادرة المطار، ولكن حدث عكس ذلك، وتم تصويري وأنا أحمل المضبوطات، ومن ثم التحفظ علينا ونقلنا لمكافحة المخدرات، ولا أحد يعلم عن مصيرنا في السودان او المملكة.
وفي إدارة المخدرات بشرنا من سبقنا إليها بالقصاص، والا مفر من هذا المصير باعتبارنا مهربين دوليين، وقضينا هناك أكثر من عشرين يوماً قبل أن يتم نقلنا للسجن العام، ووجه لنا الإدعاء العام بعد ثمانية أشهر اتهاماً بالتهريب، مطالباً بعقوبة الإعدام، وما كان علينا الا الصبر، وكانت جلسات المحكمة متباعدة.
ويمضي عبد الملك في رواية حكايته ليقول: بعد أن وجهت لنا التهمة رسمياً أرسلنا للأهل بالسودان لمتابعة القضية هناك، وبالفعل تم التعرف على الشخص الذي سلمنا المضبوطات، واستمر التحقيق حتى ثبتت براءتنا من سلطات القضاء السوداني، وبقي أن تكتمل الحلقة بوصول هذه المعلومة لسطات القضاء بالسعودية، وكانت الإجراءات أكثر بطئاً، وكنا خلال هذه الفترة المجهولة المصير نعاني ضغوطاً نفسية قاسية.. تخيل أن أحد المحكومين بخمسة عشر عاماً بالسجن يوزع المشروبات لنزلاء السجن وكأنه قد أفرج عنه.
وقاطعته لأطرح عليه سؤالاً.. من كان وراء الوصول لهذه النتيجة وقرار الافراج؟
ويجيب عبد الملك قائلاً: كانت وراء ذلك جهود الأهل بالسودان، ووصول صوتنا عبر الدوائر الرسمية والاعلامية والتعاون المثمر بين القضاء السوداني والسعودي، ولا ننسى في هذا المقام المستشارة بديوان النائب العام الأستاذة هند الريح التى كانت حلقة الوصل ومفتاح الحل لهذه القضية المعقدة، وكانت تطمئننا دائماً وهي متواصلة مع المستشار محمد الصافي الذي تم تكليف المكتب الذي يعمل فيه من قبل السفارة السودانية التي سجلت لنا زيارات متكررة، وحضر ممثلون عنها بعض جلسات المحكمة، وآخرهم نائب القنصل الذي حضر الجلسة الاخيرة التي صدر فيها قرار الافراج.
قلت له: ماذا تعلمت خلال فترة السجن؟
فقال: تعلمت الصبر والايمان بالقضاء والقدر، وأن الحق لا بد أن ينتصر، وفوق كل ذلك وفقنا الله في حفظ أكثر من عشرة أجزاء من القرآن الكريم.
وكلمة أخيرة؟
احرص على ألا تسلتم من شخص لا تعرفه أي شيء خلال السفر والتنقل بين البلدان، فالشهامة أحياناً تقودنا للمهالك.
معاذ منصور
صحيفة الصحافة

‫3 تعليقات

  1. الحمد لله علي سلامتكم قلتو ان الشرطة عملت كمين للمشتبه به وتم القبض علية مفروض يتم الافراج عنكم اذا.

  2. انا خائف مرتك لو قالت ليك جيب الطلح معاك تقوليها انتى طالق