رأي ومقالات

الخضر .. خاف الله في شعبك

[JUSTIFY]قد يجد الناس هذا العنوان غريباً، ويزداد استغرابهم له إذا ما وجدوا موضوعه سياسي محض، ويتعلق بشأن يتحدث الناس عنه كل يوم، وهو تحديداً بخصوص وزارة الصحة بولاية الخرطوم، ووزيرها البروفيسور مأمون حميدة، وهو قطعاً لا يشبه الطريقة التي أفكر بها، ولعل الناس يذكرون مقالات كثيرة كتبتها دعوت فيها الكاتبين والسياسيين على وجه الخصوص لعدم الزج بالدين في مسائل ليس للدين فيها رأي قاطع، وهي اجتهادات تحتمل الخطأ والصواب، وغالباً الناس يفعلون ذلك لإكساب آرائهم قدسية تعصمها من النقد، وتجعلها عصية على الرفض، ولكنني فعلت ذلك لأمر متعلق بشخص المخاطب المعني، وأقصد والي الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر.

فعبد الرحمن الخضر يختلف عن كثيرين من السياسيين الإسلاميين، الذين لا ينظرون إلى قضايا السياسة بذات المعايير التي كانوا ينظرون بها إلى الأشياء مرتكزين على قيم الدين، وبعضهم يكاد يصل إلى مفاهيم البعض للسياسة بأنها (لعبة قذرة) ولكن عبد الرحمن الخضر من الذين عصمهم الله، فلم يجردوا السياسة من قيم الدين، وكما ذكرت في مقال سابق، فإن قرآنية عبد الرحمن هي التي حصنته، وما زلت أذكر المرة الأولى التي تقابلت فيها معه في سبعينيات القرن الماضي كانت في دار حفظ القرآن بشمبات، وجمعني ذاك اللقاء أيضاً بالأخ إبراهيم عبد الحفيظ حسان، وكان عبد الرحمن من أكثر (الشمباتة) ارتباطاً بدار حفظ القرآن، وإن كان أكثر الإسلاميين الشمباتة كانوا مرتبطين بدار حفظ القرآن، وقرآنية عبد الرحمن الخضر فطرية وموروثة، قبل أن تتغذي بتعاليم المدرسة الأخوانية، ولقد حدثني أحد أهل كسلا أن والده كان قد حفظ القرآن على يد شيخ في الشمالية، ولما استقر بهم المقام في كسلا، كان يرتب زيارة سنوية لهذا الشيخ، يراجع معه الحفظ، ثم يحتفي به، وبالقرآن الكريم احتفاءً عظيماً، ولهذا اخترت أن أخاطب الأخ عبد الرحمن الخضر بلغة القرآن وآدابه وقيمه وتعاليمه.

وبالعودة لموضوع وزير الصحة الولائي البروفيسور مأمون حميدة، فليس لدي معه أي خلاف، على مستوى من المستويات، بل أقرّ – مثل كثيرين من أهل السودان – بعلمه وعطائه، ونجاحاته مشهودة، لا تحتاج إلى أن تضاء لها أنوار، وفوق ذلك أؤمن بكثير من سياساته التي ينفذها لتطوير الأداء الصحي بولاية الخرطوم، ولقد ذكرت ذلك في أكثر من مناسبة، وفي مقالات عدة، ومما أسانده فيه نقل الخدمات الصحية الأولية إلى مستشفيات الأحياء السكنية، وتخصيص المستشفيات المركزية للمسائل الطبية النادرة، لتستقبل الذين يتم تحويلهم من المستشفيات الأولية، وأختلف معه فقط في أيلولة كل مستشفيات العاصمة لولاية الخرطوم، ولكنني لم أجد وزيراً يرفضه الناس، ولا يقبلون منه شيء مثل البروفيسور مأمون حميدة، وهنا يأتي خطابنا القرآني للوالي القرآني، فإذا كان الدين يمنع تقدم الرجل لإمامة الصلاة، حتى وإن كان أعلم الناس وأقرأهم للقرآن إذا كان المصلون يكرهون الصلاة خلفه، وبهذا المنطق، لا أجد سبباً يجعل الوالي عبد الرحمن الخضر يتمسك ببقاء البروفيسور مأمون وزيراً للصحة، ولم نجد من يسنده غير نواب مجلس تشريعي الولاية، الذين لا أدري إن كانوا يعبّرون عن الجماهير التي انتخبتهم، أم أنهم يعبّرون عن جهات أخرى، ولا أجد سبباً واحدا يجعل الدكتور مأمون يتمسك بهذا المنصب، الذي لا يضيف له شيئاً يمكن أن يذكر، هذا بغير أن نتحدث عن المشاكل الكثيرة التي ارتبطت بمؤسسات البروف الطبية، وأرجو أن يكون آخرها ما أثير عن موضوع المرحومة الزينة- لها الرحمة والمغفرة والقبول- والناس كلهم يستغربون توقيع عقوبة الإيقاف على الطبيب الذي أجرى العملية دون أن تسأل المستشفى التي أجريت فيها العملية، ومن أكثر ما استغربه الناس قول المستشفى إنها لم تستلم خطاب الإيقاف.

صحيفة المشهد الآن
جمال عنقرة[/JUSTIFY]

‫2 تعليقات

  1. لم تستلم خطاب الايقاف ذكرتني فضيحة مساوي مع الفريق القومي الاتحاد ايضاً ما استلم ما يفيد الايقاف والنتيجة في الحالتين المستشفي والفريق القومي واحدة في الاولي الخروج من الدنيا ( ربنا يرحم الزينة ويتقبلها قبولا حسنا) وفي الثانية الخروج من النهائيات

  2. مش الخضر فقط : كل الحكومة خافي الله في الشعب السوداني “ورجعيه محل أنقذتيه ،