جرائم وحوادث
فتيات مغربيات يفاجأن بصورهن عاريات على شبكة الانترنت
يوميا يفاجأ كل مبحر بين خيوط الشبكة العنكبوتية، بمدونات إلكترونية جديدة لا لفتح وتبادل النقاش ونشر الجديد والإسهامات والخواطر وما جاورها مما يمكن أن ينفع ويفيد، بل لكشف عورات فتيات مغربيات في عمر الزهور ذنبهن أنهن سقطن ضحية ‘كاميرات’ رقمية أو لهواتف نقالة تحولت من نعمة للاتصال إلى نقمة تأخذ صور بريئات أو مذنبات في لقطات مختلفة، فيما يشبه ‘حملة لتشويه سمعتهن’ التي لم تعد تستحمل مزيدا من ‘الدنس’.
لم يعد غريبا أن تفاجأ فتاة بصورها عارية أو في أوضاع غير عادية وهي تقبل زميلها أو زميلتها بالمرحاض أو باب المدرسة أو..، أو في كل الأوضاع التي حولت شرف بناتنا إلى سلعة كاسدة في السوق. فتماما كالنار في الهشيم تتناسل ‘مدونات العري’ المجهولة المصدر والهدف والعدد، لكن القاسم المشترك بينها أنها تستغل صورا لتلميذات ومراهقات أخذت لهن دون علمهن أو بمحض إرادتهن، لإغراق هواة ‘البحث عن اللذة الإلكترونية’.
اميد.. إن موروكوب
لم تكن تلميذات ثانوية الوحدة بمحافظة تاونات، وحدهن ضحايا نشر صور فاضحة في مدونات إلكترونية. ولن يكن القضية الأولى أو الأخيرة التي اتقوم الدنيا لها ولا تقعدب إلا على أنظار المحكمة الابتدائية التي بثت في هذا الملف الذي اقلب تاونات رأسا على عقبب وبساهم في استفحال مشاكل أسرية عديدة وتشويه سمعة مؤسسة تربوية تخرج منها الأطباء والمهندسون ومسؤولو الدولة’، بإدانة الشبان الذين عمموا نشر تلك الصور المبرزة لفتيات في أوضاع مختلفة.
وإن كانت شرارة هذه القضية اخمدت نسبيا بإطلاق سراح كل المتهمين فيها قبل إدانتهم بعقوبات حبسية موقوفة التنفيذ’، فكل يوم تندلع شرارة جديدة في كل بيت من بيوت أسر بعدة مدن مغربية، باكتشاف صور لبناتها مخلة بالأخلاق والآداب والعادات والتقاليد، في هذه المدونة أو تلك دون أن يكون حتى للضحية علم بذلك. وبذلك تحول نشر عري فتيات المغرب إلكترونيا، إلى ما يشبه موضة وظاهرة ما فتئت تستفحل رغم كل محاولات قطع حبل وريدها.
والغريب أن صور فتيات تلك المدونات وعناوينها مما تعمل مصالح الأمن على تدميرها فور علمها بها، تنتشر بين الشباب بسرعة كبيرة، إذ ما أن تطلق حتى يتهافت عليها كل من بلغ إلى علمه بخبرها إلى حد يضخم رقم زوارها وعدد التعليقات على الصور وكل ما جاور ذلك من اوسائل دنيئة لإفراغ المكبوتاتب. وهو ما يفسح المجال أمام توسيع رقعة انتشار تلك الصور التي غالبا ما تكون أخذت للضحايا دون علمهن، داخل المدينة والحي نفسه الذي تقطن فيه.
وبالإبحار في بعض تلك المدونات، يمكن مشاهدة صور اغريبةب وبلا في المواقع والقنوات البورنوغرافيةب. فتيات من مختلف المدن المغربية ولو أن حضور فاس ومكناس والدار البيضاء قائم بثقله، في أوضاع جنسية وإيحائية وغرائزية، وهن بصدد الكشف عن مفاتنهن أو.. أو… أو مؤخراتهن المرسوم على بعضها عبارة اماركة مسجلة بالمغربب أو اميد إن موروكوب. إنها ابضاعة رخيصة في سوق الشرفب الذي دنسه االنشرب الإلكتروني.
ابنات الناس.. والشوهةب
ابنات الناس’، ‘بنات الأمير’، ‘بنات المغرب’، امكناس الشوهة’، ‘طوب فاس’، ‘جمال فاس’، ‘طوب5’، ‘المغرب/ الجمال’، ‘إيروتريكس’، ‘فتيات التفلية’، ‘سناء فيبب….. بعض من عناوين كثيرة لمدونات إلكترونية اللعريب جرى تدميرها وتحوي صورا فاضحة لفتيات من فاس ومكناس والرباط ومختلف المدن المغربية وتختلف تسميتها وتتأرجح بين التعميم (بنات المغرب مثلا) والتحديد (بذكر المدينة أو الجهة) والتخصيص (سناء فيب).
ويبقى الجهل بالجهة أو الشخص الواقف وراء بث تلك الصور العارية أو المخلة بالآداب والأخلاق التي تكون مركبة في أحايين كثيرة، القاسم بين مختلف المدونات التي تبقى بعيدة عن العد والإحصاء، طالما أن الفاعل عادة ما يتعمد عدم الكشف عن هويته وإن فعل يكتفي بانتحال اسم مستعار أو ابسودوب لا يمكن بواسطته الوصول إلى تحديد شخصه وشخصيته غير السوية التي تستغل ثقة الأخريات وسذاجتهن لتشويه سمعتهن وتدنيس شرفهن في الوحل.
وإن كانت بعض تلك المدونات الإلكترونية المجانية الإحداث وبالنشر’، تم تدميرها خاصة بعد انكشاف فضيحة محافظة تاونات التي استهلكت إعلاميا لعدة أشهر، فأخرى ما تزال قائمة تحوي صورا لفتيات في أوضاع أكثر خلاعة وبشوهةب من أوضاع تلميذات تاونات الكن لا أحد حرك الساكن حيالهاب. صور لفتيات يذكرن بالإسم الأول أحيانا، وهن عاريات أو في لقطات جنسية ساخنة أو في أوضاع عادية استغلت صورها في غير محلها عن طريق التركيب.
وطالما أن نشر مثل هذه الصور لتلك الفتيات المعروفات لدى أوساط عديدة بالمدينة خاصة بمحيط سكناهن، يسيء إلى سمعتهن أولا وإلى كرامتهن وكرامة أسرهن، فالجهات المعنية مطالبة بالبحث والتدقيق فيه للاهتداء إلى هوية الأشخاص الواقفين وراء ذلك وتناسل رقم المدونات الفاضحة لعورات فتياتنا التلميذات والمراهقات بالخصوص، والضرب بقوة على أيدي كل من سولت له نفسه العبث بشرف الآخرين عن جهل أو قصد.
اما تقيش.. بنات بلاديب
المثير أن بعض تلك الصور المنشورة في مواقع بعينها، مرفوقة بتعليقات أكثر غرابة مما تكشف عنه الصور نفسها من فظاعة الموقف. ألفاظ نابية وتعليقات مسيئة لشرف الفتاة وسمعة المغرب عموما بالنظر إلى إمكانية إطلاع أشخاص في دول أخرى على تلك المواقع والمدونات التي لا يقتصر ولوجها على واضعها أو العارفين بها طالما أن الصدفة يمكن أن تقود إلى اكتشاف كل هذه الغرائب، تنم عن مستوى كاتبها وأنانيته وشذوذه وسلوكه غير السوي.
وإن كان الشك في صحتها وحقيقتها يراود كل من يعاين تلك الصور طالما أن التقنيات الجديدة تبيح زرع وجه الضحية في جسد غير جسدها عن طريق تركيب الصور، فالاحتياط لازم في مثل هذه المواقف بالنسبة للمغربيات وغير المغربيات اللواتي تعمدن في كثير من الأحيان إلى بعث صورهن إلى كل من هب ودب بحثا عن عريس أو اهمزةب ولا في الأحلام وبلا يتوانين في التعري وكشف المفاتن لإقناع شيخ أجنبي هرم أو اروح بلا كسدةب على رأي الأسلاف.
ولا أحد ينكر كون الفتيات المنشورات صورهن بقصد أو دونه، مسؤولات عن هذا الوضع، وهن اللواتي لم يستغلن هامش الحرية الذي أتاحه لهن الإبحار الإلكتروني المباشر عبر الشات وغيره، وأعمى سعيهن إلى الهجرة أو االحريكب إلى الضفة الأخرى، بصرهن وبصيرتهن ليجدن أنفسهن ضحايا اذئابب متخفية في قناع بشري يسعون إلى التهام الأخضر واليابس واستغلال الفرص للابتزاز وتحقيق أغراض دنيئة بعيدة عن الإنسانية واحترام الآخر وتقديره.
ومن باب النصيحة التي فضل القائمون على تدمير مدونة ‘بنات الناس’ إسداءها لبناتنا اليافعات، يستحسن التأكد من هوية الشخص المراد نسج روابط التعارف معه و’عدم إرسال الصور أو الكشف عنها لأي كان من المحاورين، وتحاشي كشف الكاميرا الرقمية أو إتاحة الفرصة لتسجيل ما يدور من حوار أو تصوير لقطات غير عادية’. وهي بعض من نصائح وصفة لتلافي ‘الشوهة’ يمكن الاقتداء بها حتى لا تتحول الصور والشريط إلى ‘وسيلة للابتزاز’.
فتاة بريئة.. لكن
اأنا واحدة من فتيات السكايبلوك. علمت بخبر نشر صوري عبر الجرائد التي أطلعني عليها والدي. الصورة لم تكن واضحة، الوجه لي لكن بقية الجسد لا علاقة له بجسديب تقول فتاة بريئة وجدت نفسها ضحية ثقتها في محيطها في شهادة نشرت بمدونة تحمل اسم ابنات الناسب. وتزيد قائلة: اأنا لست من صنف فتيات الشارع أو العاهرات، ولا أدري من أين جاؤوا بصورتي شأني شأن صور لفتيات أخريات في المراحيض والمسابح والبحر وأمام المدارسب.
وتقول في شهادتها بالمدونة المذكورة ‘أنا غاضبة من هذا الشاب الذي دمر حياتي ونغص علي عيشي وفعل بي وبغيري هذا دون علم منا لأنه ساهم في تحويل حياتنا وحياة أسرنا إلى جحيم’، مضيفة القول ‘لا أدري خلفية تعمده ذلك’. وتؤكد ‘من السهل الحكم على الغير ومحاكمته. وللأسف أنه ما يزال في عالمها أشخاص مكبوتون لا يفعلون غير الإساءة للغير تعمدا أو عن غير قصد’. وتزيد متسائلة ‘لم تدمرون الوطن وبناته؟’.
اللأسف يا الشباب ما بغيتوش توعاوب تقول هذه الفتاة اليائسة التي أطلقت على نفسها اسم سناء في شهادتها التي تبقى للتاريخ والذكرى المؤلمة والجارحة للمشاعر، مؤكدة أنها اراسلت عدة وزارات للتحرك في اتجاه وقف نزيف كشف عورات بناتنا إلكترونيا حتى لا نسقط في نفس فضائح السنة قبل الماضية حول فتيات أغادير ومراكش’، قبل أن تختم رسالتها بقولها اراه ربي كبيرب وبلن تكون الضحية الأولى ولا الأخيرة لاستغلال صورها بطرق احتياليةب.
اسناء قد تكون أختك أو ابنتك أو زوجتك أو عمتك أو أي قريبة لكب وأي منهن قد تكون ضحية اسكايبلوكب من شخص منعدم الضمير لا يحسن سوى الإساءة إلى الغير. اساعدونا لوضع حد لمثل هذه السلوكيات الدنيئة التي تسيء إلى بنات بلدناب تؤكد ملاحظة مرفوقة بشهادة سناء ضحية تركيب صورتها. وهي دعوة وجهتها بلغة فصيحة وواضحة، إلى الضمير أولا قبل أي شيء آخر، فبلنحرك ضمائرنا لما فيه مصلحتنا، لا لتشويه سمعة الآخرين.
*القدس العربي-حميد الأبيض[/ALIGN]
أهلا بالجميع. وشكرا لكل من تفضل بالمرور عبر الموقع وقراءة هذا المقال الذي صراحة ما كنت لأتوقع له كل هذه المشاهدة والتعليقات بعد نقله عن جريدة القدس العربي في موقع “دنيا الوطن” ومنه إلى “النيلين”. هذا دليل تأثير وتأثر. وأشكر كل من تفضل ببصم توقيعه وتعليقه ومشاهدته للمادة. وشكرا لكم جميعا وهذا دافع معنوي لي شخصيا رغم ما يمكن أن تحمله بعض التعليقات التي قد تخالف ماجاء في المادة، وهي تعليقات أعتز بها.
حميد الأبيض
يجب على اولياء الامور متابعة بناتهم ولا يتركونهم يعبثون بالنت وبعد ذلك يندمون
هناك شباب مستهتر يجرى وراء غرائزه دون مراعاة ابسط التقاليد العربيه او الخوف من الله فالامام الشافعى رحمة الله عليه يقول
يا هاتكا حرم الرجال وقاطعا سبل المودة عشت غير مكرم.. لو كنت حرا من سلالة ماجدا ماكنت هتاكا لحرمة مسلم.. عفوا تعف نسائكم على المحرم وتجنبو ما ملا يلق بمسلم.. ان الزنا دين ان اديته كان الوفاء من اهل بيتك فاعلم