رأي ومقالات

د. معز : يا جماعة أنا ما دكتور معز حسن بخيت !!

لا أدري والله كيف أجد حلاً لمشكلة تشابه الأسماء بيني وبين الدكتور “معز حسن بخيت” شقيق صديقي الصحفي الأستاذ “كمال حسن بخيت” رئيس تحرير صحيفة (الرأي العام)، في ما يبدو أن الدكتور “معز حسن بخيت” يشغل منصباً سياسياً متعلقاً بأمور الصحة في مكان ما بالسودان لا أدري ما هو، لكن منصبه ذلك وتشابه الأسماء جعلني أتلقى عشرات الرسائل تتناول مواضيع لا علم لي بها. فبالأمس تلقيت رسالتين على (الإيميل) وعلى (الفيس بوك) هذا نصهما:
تقول الرسالة الأولى:
(سجم خشم الوزارة الإنت فيها.. لا حول ولا قوة يا أخي الوقت العديتو تفكير وكتابة دا أولى به العيانين الما لاقين دواء والما لاقين سرير يرقدوا فيه.. حراام عليك الراتب البتاخده دا لانك مقصر.. ما يجي واحد يقول بيشتغل ساعات العمل كاملة.. ايه الفايدة إذا كان مشاكل صغيرة ما يلاقي ليها حل).
وتقول الرسالة الثانية:
(البلد دي ماشه على هاوية يا دكتور ما عندها وجيع، لازم ناس مستشفى الذرة ديل تقيفو معاهم وتناقشوا موضوع الميزانية ده مع “البشير”).
الواضح أن الناس غير قانعة بالخدمات الصحية المتفردة ذات الخمسة نجوم التي تمنحها الدولة للمواطن من رعاية صحية على كل المستويات تتفوق على كل العالم. وحيث أنني لم أتابع التطورات التي يقودها الدكتور “معز حسن بخيت” وصحبه الميامين، لكنني أستعيد ذاكرة تجربتي مع الصحة في السودان عبر مقال كتبته قبل أكثر من عام عن حال الصحة في سوداننا الحبيب ورد فيه التالي:

في يوليو الماضي أقامت الحركة السودانية للتغيير بالاشتراك مع منتديات (عكس الريح) يوماً علاجياً بإحدى قرى شمال أم درمان، وبالرغم من أنه كان يوماً ناجحاً بحجم العطاء إلا أنه بعث في نفسي الحزن العميق لهول ما رأيت من ظلم وجور في حق هؤلاء البسطاء في أطراف العاصمة، بينما الآخرون من مستجدي النعمة أصحاب السلطة والثروة، يرفلون في ثياب الرفاهية والرخاء وأمن المجتمع والتأمين الصحي في نسبة لا تتعدى أصابع اليد الواحدة من بقية الشعب المقهور.
في سويعات قليلة في تلك القرية اكتشفنا عدة حالات جديدة لمرض السكر والضغط بسبب المضاعفات، واكتشفنا حالات أخرى لأورام وسرطانات، ولاحظنا الكثير من الحالات المرتبطة بعدم وجود رعاية أولية وتوعية ونظافة لدى الأطفال والنساء والرجال وكبار السن. ذكر لي شيخ القرية أن المقابر التي تقع خلفكم هذي معظمها أطفال، وعندما بلغ الحزن عندي مبلغاً ألجمني قال لي الإخوة بالقافلة، أنت سعيد لأنك شاهدت مكاناً جيداً مقارنة بأطراف أخرى للعاصمة، أما خارجها فحدث ولا حرج.
وعندما أدرجت في خيط الكتروني على الشبكة العنكبوتية صوراً توضح قذارة عنبر جراحة المخ والأعصاب بـ(مستشفى الخرطوم التعليمي)، وحاولت لفت نظر المسؤولين بعنوان يشد انتباههم، حيث ليلتها تمت استضافة الدكتورة “تابيتا بطرس” وزيرة الصحة بأناقتها المعروفة في برنامج تلفزيوني، فقلت إن “تابيتا بطرس” في أحلى مظهر ومستشفى الخرطوم في أقذر وأخطر منظر، ظن من ظن أنني أنتقد الدكتورة – والتي أكن لها كل احترام – في مظهرها، ولأن ثقافة النقد ثقافة مفقودة أيضاً في وطننا، تحول الأمر إلى شخصنة للموضوع، وأن “تابيتا” خط أحمر، وأن دكتور “معز عمر بخيت” المعروف باهتمامه بمظهره مستكثر على “تابيتا بطرس” أن تهتم بهندامها كما يبدو، بل وأنه مستخسر عليها المنصب! نعم تم تناول الموضوع بهذه السطحية من البعض بدلاً من تلقي الرسالة، وتفقد أوجه القصور الصحي والثقافة الصحية المعدومة ليس بسبب الدكتورة “تابيتا” التي تبذل الجهد العظيم للارتقاء بالصحة، لكن هذا لا يكفي فاليد الواحدة لا تصفق، ولأن إستراتيجية الصحة هي جزء من النقص في كل الإسترايجيات التي لا بد أن تتكامل لترسم برنامج تنمية شامل وليس جزءاً من كل، فالبناء لا يتم هكذا في دولة لا تعرف أن الوزير لا يرسم استراتيجيات شخصية، وأن وزير المالية يصبح فيها كالإمبراطور الذي يتصدق على أركان الدولة بحسب هواه. وحتى الرد الكريم من الدكتور “عبد العظيم أكول” المستشار الإعلامي للمستشفى، جاء في حدود ما تبذله الدكتورة من جهد، لكنه لم يشر إلى استراتيجيات تهتم بأمر من أشرت إليهم أعلاه، لكنه على كل حال كان رداً مقبولاً في حدود خارطة المقال والصور.
أولئك البسطاء افتقدوا إلى ثقافة الصحة، لأن الدولة نفسها لا تهتم بالصحة إلا في حساب الكسب السياسي، فهل تم توفير خدمات الرعاية الصحية الأولية على الأقل والتي تشمل تغطية مراكز الرعاية الصحية الأولية المجانية للسكان بالمناطق الحضرية والريفية مع تغطية المواطنين بالخدمات الصحية الأساسية الثانوية والثالثة، وتمكينهم من الحصول عليها بسهولة ويسر وعدالة في التوزيع خاصة الأطفال والنساء وكبار السن والمعاقين وذوي الأمراض المزمنة؟ وهل تم توفير الخدمات التشخيصية المتطورة طبقاً للمعايير العالمية وتوفير وتطبيق أساليب العلاج الحديث؟ هذا جزء قليل من رسم خطة إستراتيجية كاملة للصحة لا تنفصل عن خطة الدولة بموازنات محترمة يمكن تغطيتها من ملايين الدولارات التي نشاهدها تدخل للبحرين على سبيل المثال لا الحصر أسبوعياً من السودان (كاش داون) في حقائب وجوالات لا نعرف مصدرها ولا الهدف منها، لكنها فقط تثير الإشمئزاز والتساؤلات في بلد تقتله الوبائيات، بينما السلطة والثروة يتقاسمها أفراد، هذا غير ما يذهب في دروب الفساد الأخرى وشراء السياسيين والمتمردين.
وانظروا بالله عليكم لشريط الإعلانات في كل الفضائيات السودانية الذي يروج تحت بصر المسؤولين لحملات دعائية لأدوية الدجل والشعوذة واستغلال وسائل الطب البديل لعقار عشبي من المنشأ يعالج كل شيء من تفتيح البشرة للعجز الجنسي وحتى الشلل الرعاش والنزف الدماغي إلى تحديد جنس المولود. والأدهى من ذلك انتشر هؤلاء المشعوذون في عربات تبيع هذه الخزعبلات في شوارع العاصمة، كما تم افتتاح عيادات بالأحياء لمثل هذا الدجل، وتم استغلال الدين لأقصى حد لتعالج الخرافة كل الأمراض الوراثية والمكتسبة وأمراض النساء والتوليد، وقريباً العلاج بالخلايا الجذعية وتعديل الحامض النووي.
أهي استراتيجية الدولة في ترك هذا الشعب المقهور على أمره غارقاً في مستنقع من وحل الكذب والدهاء بلا تطوير ودعم لنظم الإدارة الصحية وبلا تنمية للقوى العاملة في مجال الصحة أو تحسين لكفاءة الأطباء وتدريبهم على التخصصات الطبية الدقيقة واكتساب المهارات في التقنية الحديثة بواسطة الابتعاث الخارجي قصير وطويل المدى مع رفع كفاءة جهاز التمريض؟ أما الطب الخاص والاتجار في صحة المواطن، وهذا أمر آخر سنتناوله لاحقاً، فإنه لا يحدث بهذا الشكل إلا عندما يتهاوى النظام الصحي بأكمله كجزء من تهالك الدولة وانهيار الإنسان فيها وهوانه عليها.
على الدولة أن تحارب الفساد، وأن تتحمل كلفة إنشاء البنية التحتية للنظام الصحي الأولي والثانوي والثالث على أحدث المستويات، وأن تتحمل كلفة علاج كل مواطن محتاج على أن تطبق نظام الضمان الصحي لكل مواطن عامل ثم تبحث عن روافد لتمويل الخدمات الصحية مثل المساهمات التطوعية والأوقاف والرسوم على الخدمات الصحية الأولية لغير المحتاجين. ونواصل..

مدخل للخروج:
متى أعود سأفتديك بكل عمري، فالسنابل في جبيني لا تموت.. إني عشقتك لا عقاراً أبتغي أبداً ولا حكر البيوت.. إني عشقتك لا وزيراً كان حلمي أو رئيساً للوزارة مثل خيط العنكبوت..

د. معز عمر بخيت
الطبيب والشاعر – جامعة الخليج – البحرين

‫9 تعليقات

  1. [SIZE=3]لك التحية دكتور معز عمر بخيت ,, تشابه في الاسماء لكن فرق كبير بين من يحس بالمواطن والوطن ومن يتستر ويشارك في تدمير صحة المواطن[/SIZE]

  2. وهذا فعلا ما يعرف كل السودان انك انت المسؤول في وزارة السجم هذه ، ولكن العتب عليك وعلى الاعلام فيبدوا ان هناك ايضا بعض الصحف نشرت اخبارا خاصة للوزارة مقرونة بصورتك .. وهذا المعز الاخر والذي تنكرت منه لا نعرف لم يسكت هل عجبه الحال ان كيل القدح والذم الموجه له لايصيبه بل يذهب لشخص اخر ..
    ومن ثم انت ايضا لم سكت كل هذا الوقت خاصة ان معز الاخر تولى المنصب مع قدوم مامون حميدة … اليس هذا بزمن كافي لتبرز الحقيقة

  3. المعز حسن بخيت يشغل منصب الناطق الإعلامي لوزارة الصحة بولاية الخرطوم .

  4. [JUSTIFY][COLOR=#FF0045][SIZE=6][FONT=Simplified Arabic]والله يا دكتور كلامك عين الحقيقة وبالفعل هناك خلط بين الدكتور /معز حسن بخيت أخو الأستاذ/كمال حسن بخيت الصحفي الكبير ، والدكتور/ معز عمر بخيت الطبيب والشاعر والذي يعمل في جامعة الخليج في دولةالبحرين. وبالنسبة لكلامك عن الخدمات الطبية في السودان فهي فعلا تثير الشفقة مقارنة بالكوادر السودانية المتاحة، وأصبح أسمها كدمات طبية فنية، لأنها توديك المقابر دون هوادة والحسنة الوحيدة انها بتكون ضريبتها مخفضة شوية نظرا لنظرة الاشفاق العامة على المتوفى والحزن عليهوالتي يمتاز بها السودانيون حيث نجد بعض العبارات التي تدل على تمسكهم بمن مات منهم مثل عبارة ” الراحل المقيم” و “المرحوم” أيا كان. عموما نسأل الله التوفيق للبروفيسور/مأمون حميدة رغم المناكفات التي تواجه قراراته في توزيع الخدمات الطبية على الأطراف والتي تجد مقاومة كبيرة من بعض الدكاترة أصحاب النظرة الضيقة، والله المستعان.[/FONT][/SIZE][/COLOR][/JUSTIFY]

  5. معلومة اضافية يا دكتور .. دكتور المعز اسمه الكامل هو محمد المعز حسن بخيت , وهو ايضاً طبيب وشاعر وعازف ومتحدث لبق وصاحب مواهب متعددة و هو شقيق الصحفي كمال حسن بخيت , وتحية خاصة يا الخال

  6. طيب انت دكتور معز تلفقوا الاكازيب عن بلدكم من اجل شنو خساره الاخلاق فى وطن اسمه السودان

  7. [SIZE=6][FONT=Arial]الفرق بينك وبينه فرق الليل والنهار فأنت بروف وذلك طبيب فقط
    انت شاعر وذلك لايعرف من الشعر شيئا
    انت تكتب عن الحسان وذلك يلعب مع الحسان
    انت عبقرى وذلك اوانطجى
    انت بالخارج وهو بالداخل
    انت قدوه وذلك لاشئ
    انت من اهل العلم وذلك واهله وافدون على السياسة
    الفرق واضح يا بروف[/FONT][/SIZE]

  8. ههههههههههههههههههههه
    لك التحية يا د.معز الانسان
    أما التاني داك من نوع القرنتية الما بتحس
    بتذكر مرة دافعت عنك في مقال بيخص أبو العفين

  9. سلام عليكم
    ما في فرق كبير ما دام المهنة واحدة، بس الفرق بين عمر وحسن، ويمكن واحد جعلي والثاني شايقي… لكن ود حسن شايف نفسه ود بلد وبيخدم في ناس بلده عشان كده لازم يعاتبوه وينقدوه… أما ودعمر على ما أظن يا دوب قدر نفسه وقدر الغنايين، وهذا للأمانة يعني.