الفاتح جبرا

إيصال مائي

[JUSTIFY]
إيصال مائي

فى مبنى (رئاسة المحليات) بالعاصمة القومية إنتهى الإجتماع الذى دعا له (المسئول الكبير) بخصوص الإستعدادات لفصل الخريف وبعد أن تناول المجتمعون من زجاجات المياه المعدنية التى تراصت على طاولة الإجتماعات جنباً إلى جنب مع (ترامس) الشاى المنعنع وصحانة (الفول المدمس) والبلح (الما خمج) وفور إنتهاء الإجتماع توجه الصحفيون وكاميرات التلفزيون نحو (المسئول) الذى كانت بعض إفاداته :
– إن شاء الله وبحول الله وقوته الخريف السنة دى ح يكون تحت السيطرة
– أحسب أن هذه السنة سوف تكون هى السنة الوحيده التى لن يأتى فيها الخريف (فجأتن)
– لقد سخرنا بفضل الله كل الآليات والإمكانات الموجوده لعملية الإستعداد لمواجهه فصل الخريف
إنتهى ذلك الإجتماع الذى تلته عدة إجتماعات تكونت فيها (غرفة طوارئ) رئيسية إنبثقت عنها عده غرف طوارئ فرعية قامت هى الأخرى بعقد عدد من الإجتماعات (الحوافز وكده) من أجل تجنيب المواطن الغلبان ويلات السيول وكوارث الأمطار .
بينما كان حاج صديق (يرقد فى السهلة) عصر ذات اليوم واضعاً أمامه على التربيزة الحديدية (الراديو الترانسستور) يستمع إلى نشرة الساعة الخامسة مساء التى جاء فيها خبر ذلك الإجتماع حتى تلبدت السماء بالغيوم (فجأتن) وبدأ البرق العبادى فى (الوميض) ، وساد الجو شئ من الرطوبة التى تنبئ بقرب هطول المطر هنا خرجت حاجة الرضية من المطبخ وهى تحمل (كبايت الشاى) للحاج وقد تفاجأت بالجو :
– سجم أمى ..سجم أمى شوف يا حاج المطرة دى شايله كيفن النقوم ألملم (المراتب والمخدات دى) !
– (برق وصوت رعد يدوى بشده) : وووب علينا الليله من المطرة !
– يا حاجه الجرسه شنو؟ إنتى ما سمعتى هسه المسئولين فى النشرة قالو شنو؟
– قالو شنو؟ هم بلا القول عندهم شغلة!
– قالو ليكى الخريف ده إستعدو ليهو مية المية وعملو ليهو (غرف عمليات) !
– وحات أبوى يا حاج الكلام ده قاعدين نسمع فيهو لينا كم وعشرين سنة ! كدى هم اليعملو (للعيانين) غرف عمليات بعدين اليعملوها (للخريف)
– (المطر يبدأ فى الإنهمار) : كدى أدخلاكى لى جوة .. المويه تكضب الغطاس !
ما أن دخل حاج صديق إلى الغرفة تتبعه حاجه الرضية حتى إظلمت الغرفة إثر إنقطع التيار الكهربائى
– أعملى حسابك يا حاجه ما تنزلقى فى العتبه بتاعت الباب دى !
– (وهى تمسك بحلق الباب لتدخل) : يزلقم اللا نام لا أكل طعام .. أكان كهربتم دى بس قاعده على الهبشة .. شويت مطرة تقطع … شويت هبوب تقطع .. شويت شنو ما بعرفو داك تقطع !! حيرونا الله يحيرهم دنيا وآخره !
– كدى يا حاجه أمشى ولعى لينا الفانوس داك كان الواحد يقدر يشوف .. المطرة دى شدت !
وضع حاج صديق وزوجته الرضية الفانوس بينهما وجلسا داخل الغرفة قبالة الباب ليتمكنا من رؤية الحوش الذى بدأ يمتلئ بالمياه بينما كان صوت الرعد يجلجل فى السماء تصحبه ومضات البرق الذى يضئ المكان لثوان .
– إنتا يا حاج ما فتحتا المجرى وإلا شنو؟ الحوش ده مالو إتملا مويه !
– كيفن ما فتحتو .. ؟ أول أمبارح دى شلت (الطورية) وفتحتا المجارى وطلعتا نضفتا (راس البيت) وفتحتا (السباليق) كوولها !
– طيب الحوش ده مالو إتملا لمن دفق ! يكونو المسئولين ديل ما فتحو المجرى الكبير ؟
– لا فتحوهو قبل كم يوم أنا جاى من السوق شايف ليا عمال شغالين بينضفو فيهو !
– نضافت التابا يا يمة .. ياهو يشيلو فى الوسخ والأكياس ويردموهم بره وتجى الهبوب ترجعهم تانى ! فلاحت قالو رصدو 400 مليون لى كل محليه هسه ده (شغل) 400 مليون كان ما (أكل) ساكت !
إستمر هطول المطر وإستمر علو وإرتفاع المياه فى حوش حاج صديق مما جعل المياه تتدفق داخل (الأوضة) التى يحتميان داخلها حيث أخذا معظم ساعات الليل يقومان بشطف المياه من داخل الأوضة وإخراجها إلى الحوش لتعود مرة أخرى إلى (الأوضة) حتى انهكهما العمل فناما ليستيقظا على صوت شخص يخاطبهما :
– يا حاج أقيف على جنب !
– إنتو يا جماعة فرقة الإنقاذ ؟
– إنقاذ شنو يا حاج عاوز تستهبل؟
– كيفن يعنى؟
– شنو الكيفن يعنى ؟ إنتا (الدولاب) الراكبين فوقو ده (مرخص)؟
– (مشدوها فى إستغراب) : يا إبنى ده هسه وكت هظار !
– يا حاج إتكلم عدل البهظر معاك منو؟ إنتا ما عارف (مركبات السيول والأمطار) دى عملو ليها ترخيص؟
– بالله ؟ أتارى هى دى كانت (الإستعدادات) ؟
– بتقول شنو؟
– لا بقول ليكا حقو تقول ليا يا حاج سلامات السيل ده الما كتلك !
– كتلك ما كتلك يا حاج أدفع وإتخارج خلينا ننظم الحركة دى، إنتا ما شايف الناس الشايلا السيل ده !
– (فى زهج) : يعنى أديك من وين فى وكت ذى ده ؟ أجيب ليكا قروش من وين؟
– خلاس وقف (الدولاب ) بتاعك ده وأمشى قابل (الضابط) الفى (اللنش) داك ممكن يعفيك !
كسرة :
أيها المواطن .. قم بترخيص الوسيلة التى سوف تعتليها عند حدوث السيول والأمطار وذلك حتى لا (يقطعوك إيصال ) !![/JUSTIFY][/SIZE]

الفاتح جبرا
ساخر سبيل
[email]gabra-media@hotmail.com[/email]

تعليق واحد