(4) رمضان كارثة كبرى للإسلاميين ..
وبالعودة إلى أحداث الرابع من رمضان فلا أجد كارثة حلت بحركتنا الإسلامية منذ تأسيسها أكبر منها، فهي هزمت معاني وقيما كثيرة، كنا نتدثر بها، ونضعها في مكان الفخر والاعتزاز، وللأسف الشديد فإن الذين قادوا إلى هذه المواقف الكارثية كانوا في الفريقين معاً، وكان للقادة النصيب الأكبر، ومن أسوأ إفرازات هذه المواقف أنها جعلت كثيرين من الصادقين يعتزلون المؤتمرين معاً، وبعضهم صارت صلتهم بالكيان صلة وجدان فقط..
فماذا يقول الناس في ما ذهب إليه الدكتور الترابي وبعض الذين معه من قول بأن الذي يدور من قتال في جنوب السودان ليس جهاداً، ويتبعه أن الذين فقدوا أرواحهم هناك ليسوا شهداء، وقد يكون الحديث اللاحق عن الحور العين وعذاب القبر قد أتى لتعزيز إضعاف موقف الشهداء، فهل هذا الحديث يجوز أخلاقياً، ناهيك عن جوازه الشرعي، وأصحابه اليوم هم ذاتهم الذين كانوا يحرضون الناس على الجهاد في سبيل الله، وكانوا يقيمون أعراس الشهداء لاستقطاب مزيد من المجاهدين، أليس في ذلك مبرراً كافياً لأعداء وخصوم الحركة الإسلامية للزعم بأن الإسلاميين يستغلون الدين لتحقيق أغراضهم الدنيوية، ولئن كان المثال الذي بدأت به يحسب على الشعبي والشعبيين بقيادهم زعيمهم الدكتور حسن الترابي، فإن تجاوزات الوطنيين لقيم الدين وتقاليد السودانيين في خلافهم مع أخوانهم الذين فارقوهم بعد الرابع من رمضان لا تحصى ولا تعد، ولقد كنت واحداً من الذين أضيروا أضراراً بالغة بسبب موالاتهم للدكتور الترابي في ذاك الخلاف، فلم يراعِ فينا أخواننا الحاكمون إلاً ولا ذمة، وآذونا أذى شديداً، ولم يذكروا شيئاً مما كان بيننا، ولم يلتمسوا لنا العذر، وبينما استغل الوطنيون سلطان الدولة الذي بيدهم للنيل من أخوانهم الشعبيين، استغل الشعبيون سلاح المعلومات والإشاعات لتدمير أخوانهم الحاكمين، ولا تزال المواقع الإلكترونية حتى اليوم تحمل بعضاً من تلك المعلومات القبيحة.. إن خسارة الحركة الإسلامية بانشقاق الرابع من رمضان كبيرة وعظيمة، ولا شفاء من ذلك إلا بالعودة إلى المنهج الأصيل، ونرجو أن تكون في مبادرة “السائحون” بعضاً من تلك العودة..
صحيفة المشهد الآن
جمال عنقرة
[SIZE=6] ده كلام كبير يا شيخ نافع يجب الوقوف عنده كثيرا”[/SIZE]
المواقف تباينت بين مخطئ و أكثر خطأ. ليس فى ما قال الترابى مبررا كافيا لأعداء و خصوم الحركة للزعم … بل هو مبرر كافى لتأكيد إستغلال الدين. لأن أعراس الشهداء كانت بدعة و لا زالت بدعة . و المعلومات القبيحة التى ذكرتها هى شهادة يحرم كتمانها. و وسيلة لتحقيق العدالة لكنها تستغل بدافع الابتزاز و المماراة فى الفساد. و لا زالت ما يسمى الحركة الاسلامية بشقيها خارج المضمار و الله المستعان.