خصوصية وإضافة للصبيَّة التي تنشأ بين إخوتها الذكور

وظل المجتمع السوداني ينقل القيم والمفاهيم عبر الممارسة اليومية، وينقل الاولاد الاكبر سناً خبرتهم في الحياة الى اخوانهم الاصغر سناً، ويشيد الناس بقدرة الاولاد الذين يعلمون اخوانهم الصغار ويدافعون عنهم عند الملمات، وكذلك تفعل البنات مع شقيقاتها الاصغر عمراً.. بيد أن هناك بعض البنات يجدن أنفسهن في وضع آخر.. انهن الوحيدات وسط عدد من الاولاد، حيث يجدن انفسهن وسط اخوانهن ويتعلمن منهم طرائق الحياة والخروج من مزالقها، تقول فاطمة الفتاة الوحيدة وسط سبعة من الاخوان الذكور، انها عاشت فترة حرجة من حياتها وسط عدد من الذكور، مشيرة الى أنها اعتادت اسلوب تعامل االولاد من الفاظ وتعابير تنحو نحو الاسماء والافعال المذكرة، مؤكدة انها بعد عدة سنوات مازالت اسيرة تلك الفترة مضيفة: «لعبت كرة القدم ومعظم الالعاب الصبيانية» بيد انها تؤكد انها لم تجد من يتفهم احاسيسها كانثى مضيفة: «لا ابي ولا امي ادركا ما يحدث لي»، مشيرة الى صوتها ضائع وسط غابة من الاصوات الذكورية.

وغير بعيد من افادة فاطمة تروي إيناس «طالبة الحاسوب» التي نشأت وسط اربعة من الاخوان الذكور، قصة معاناتها في التعامل مع اخوانها الذين لا يسمحون لها بالتقرب منهم ومن العابهم بحجة انها بنت، مشيرة الى أن الوقت الوحيد الذي تجتمع فيه مع اخوانها هو عندما تحقق لهم مطالبهم اليومية من طعام وشراب وخدمات منزلية اخرى، وتلفت ايناس الى انها كثيراً ما احتاجت الى من ينصت اليها بوصفها بنتاً، ويتلمس لها الحل في عدد من المسائل التي تهمها.

على ان الطبيبة ايمان التي ترعرعت وسط خمسة من الذكور تؤكد انها لم تجد معاناة في التعامل مع اخوانها الذكور، مشيرة الى انها لم تكن تلبس البنطال او تلعب ألعاب الصبيان، إلا انها تؤكد انها احياناً كانت تمارس كرة القدم داخل من المنزل، مضيفة: «كنت أمارس تلك الالعاب دفعا للملل والضجر».
بينما تقول ربة المنزل خديجة فضل، ان بعض الآباء والأمهات لا يميزون في تعاملهم بين البنت الوحيدة وباقي الاولاد، مشيرة الى أن البعض يترك بنته الوحيدة تتصارع مع اخوانها وتلعب في الطريق مع الأولاد، مؤكدة ان ذلك يكسبها شيئاً من صفاتهم.
وتنصح منى الآباء والامهات بضرورة التعامل باسلوب مختلف مع بنتهم الوحيدة، وذلك بالاهتمام باختيار الملابس المناسبة للبنات، ومنع البنت الوحيدة من اللعب مع الأولاد، مشيرة الى ضرورة تحذير الأخوان الذكور من ضرب البنت الوحيدة وتعويدهم احترامها.

تقرير/ عبد الوهاب جمعة
صحيفة الصحافة [/JUSTIFY]