نادية عثمان مختار
عم السر قدور و( جردل) الحلو مر وسعر اللحمة في رمضان !!
والآن كما تغيرت وتتغير في كل يوم كافة ملامح المعتاد والمألوف في بلادنا تغيرت حتى أبسط عاداتنا الرمضانية الجميلة ومن أهمها خلو المنازل من ( صاج عواسة) الآبريه لا لشيء سوى ارتفاع أسعار مواده بسعر خرافي لا يقدر عليه أصحاب الجيوب المرهقة من بني هذا الوطن !!
أما أولائك الذين أسدل الله عليه من نعمه فهم يبعثون بمواد الآبريه لنساء يستأجرونهم باليوم بمبالغ كبيرة ليقوموا بالعواسة لكل أشكال الآبريه إضافة للرقاق المخصص للسحور بصحبة الحليب الكامل الدسم !!
توقفت الكثير من الأسر عن هذه العادة الحميدة ( العواسة) ومن استطاع للحلو مر سبيلا فهو يشتري العبوة الجاهزة عبارة عن ( جردل) يصل ثمنه لقرابة الأربعين جنيها قبل الفصال لتقليل السعر قليلا .!!
مبلغ جردل الابريه لا يقدر عليه إلا بعض الناس ممن نعدهم في زمرة الميسورين حالا إلى حد ما !
ولأن هناك ما يثير أعصاب المرء ويجعله يعض أصابعه غيظا من المسؤولين في هذه الدولة على مستوى وزرائها يكون السؤال موجها لهم على الدوام .. ما الذي فعلتموه من أجل المواطن البسيط حتى يستطيع مواجهة الجوع والعطش في شهر رمضان الكريم ليفطر فطورا مقبولا بعد يوم طويل من اللهاث خلف لقمة العيش عطشا ورهقا ومعاناة ؟!
بدلا عن ان نسمع أن وزيرا ( دق صدره) وقال إن الحكومة ستقوم بتخفيض كل السلع الأساسية لشهر رمضان، وتخفيض سعر المواد التي يصنع منها الآبريه بلونيه الأبيض والأحمر .. وبدلا عن ان نسمع ان الوزير الفلاني طمأن الناس بأن سعر اللحمة سيكون الكيلو منه فقط بعشرة جنيهات كعرض خاص لشهر رمضان فقط سمعنا أن وزيرا ترك كل مهامه السيادية وتفرغ لبرنامج تلفزيوني اكتسب شهرة واسعة بقناة النيل الأزرق ألا وهو برنامج ( أغاني وأغاني) الذي يقدمه أستاذي السر احمد قدور فيبعث بشيء من البهجة في نفوس المشاهدين بونسته وذكرياته اللطيفة وبعض الأغنيات التي تتخلل ذلك البرنامج الجماهيري الناجح !!
هل فرغت البلد من المشكلات ولم يبق إلا العم السر أحمد قدور وبرنامجه ( أغاني وأغاني) لتكون شغل الوزير الشاغل في شهر رمضان، وليصبح عم قدور بقدرة وزير شيطانا يستحق التصفيد في الشهر الكريم ؟!!
و
اللهم بلغنا الشهر بخير يارب !!
نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/7/29
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]