مصطفى الآغا
بي بي؟
وبي بي هو أيضا اسم الدلع لأكره شخصية في الكرة الأرضية وهو بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل المشهور ليس فقط بكرهه وعدائه للعرب والفلسطينيين وتشدده تجاه أي تسوية أمام مجموعة من الدول “الضعيفة غير القادرة على تهديد بلده بشكل جدي” بل أيضا هو مشهور بكذبه ونفاقه على الجميع بدءا بزوجته وانتهاء بباراك أوباما.
وبي بي هو أيضا اسم الدلع للمدعو (بلاكبيري) والذي بات لدى البعض أهم من الماء والهواء والدواء وبالتأكيد أهم من الزوجة والأولاد فيما رأت فيه بعض الحكومات “العربية” تهديدا للأمن القومي (الله يعين هذا الأمن كم نضع في ظهره من التبريرات).
والأكيد أن من يستخدم البي بي سيعرف كم هو مهم في عالم الديجيتال والإنترنت والإيميل؛ حيث صارت حياتنا أشبه بسي دي أو ميموري كارد وبالتالي فلا نستطيع الاستغناء عنه ولو للحظة، ولم أعرف قيمته إلا عندما خرب جهازي البلاكبيري تبعي الأسبوع الماضي وقفل على السيم كارد، فصرت معزولا عن العالم الخارجي، وخاصة بعدما حيّدنا جمعنا لذاكرتنا على الاستخدام.. فلا رقم هاتف أحفظه سوى هاتف زوجتي الذي لم تكن عندي أية حماسة لاستعماله نهائيا، ولم أتمكن من التواصل مع العالم حوالي 23 ساعة هي المدة الزمنية التي جاءتني فيها بطاقة بديلة أحسست معها أنني كنت في المريخ وعدت من جديد إلى الأرض.
وهنا تذكرت هذه المقالة التي سبق وكتبتها عن “البي بي” وفيها قلت إن البلاكبيري بات لدى البعض أهم من قضية فلسطين، وسمعنا مؤخرا عن أول حادثة طلاق بسبب هذا (المجرم) حين ذكرت صحيفة عكاظ ونقلت عنها كل الصحف العربية ووكالات الأنباء الأجنبية أن زوجين سعوديين دخلا القفص منذ تسعة أشهر فقط أي أنهما ما زالا عريسين جديدين قررا الانفصال بعدما عجزت الزوجة عن إقناع زوجها بأنها أهمّ من البلاكبيري، ولكن الزوج كان له رأي آخر.
والأكيد أن المشكلة لم تكن مع إيميلات العمل التي تصل الزوج، ولكن مع (التشات) المتواصل مع (أصدقاء) لم يسمح لها بمعرفة من هم وما هي هويتهم، بحسب الجريدة.
الأمر ليس فقط بالتشات، بل بالوقت الذي يمضي ويمضي ويمضي صحبة البي بي بينما الزوجة ما زالت (عروسا جديدة) لهذا حاولت إقناعه بمحبة أولا فرفض فتوجهت للعائلة والأقارب (ودائما حسب جريدة عكاظ) ولكن كل المحاولات فشلت وتشبث الطرفان برأيَيهما وكل يرى أنه على حق؛ فالزوجة تريد التخلص من ضرتها الجديدة والزوج يرى في البي بي لحظات لا يمكن تعويضها حتى بزوجة.
المخلوقة على ما يبدو (طهقت) من تهميشها لصالح جهاز هاتف فقامت بمحاولة أخيرة يائسة، وأعتقد أنها لم تكن تتصور النتائج؛ إذ خيّرت زوجها فإما هي وإمّا البي بي (وهو ما يُذكرّني بقصة واحد صاحبي وضع زوجته أمام خيارين لا ثالث لهما فإمّا هو وإما القطة التي كانت زوجته ترى الدنيا من عيونها الملونة والنتيجة أن اختارت زوجته القطة وخرج هو لينام عند أمه).
نعم صدقوا فضلت القطة على زوجها فيما فضل الزوج البي بي على زوجته.. إيييييه دنيا!
[email]Agha2022@hotmail.com[/email]