فرصة للزهجانين من الدنيا : هجرة فضائية على غرار سفينة نوح
لكن أحد علماء الفلك أتاح فرصة لمثل هذا الغلبان بخيال غريب طرحه على البشرية وهو حسب قوله: «قد تحتاج البشرية بعد آلاف السنين إلى سفينة مثل سفينة نوح تنتقل بها إلى الكواكب الأخرى»!!
لماذا إذاً يا ترى يريد هذا العالم نقل البشرية من كوكب الأرض لكواكب أخرى؟.. هل لأنهم «زهجانين»؟!
طبعاً لا.. ولكن صاحب الفكرة الدكتور «ل.ر. شبرد» الأستاذ بجامعة نيويورك استند إلى رأي بعض العلماء الذي يقول:«إن الشمس قد هرمت وتجاوزت طور الشباب من زمان بعيد وإنها لابد أن تنطفئ في مستقبل الأيام، فتنطفئ معها شعلة الحياة من سطح الكرة الأرضية وغيرها من الكواكب في مجموعتنا الشمسية، إن كانت فيها حياة»!!
وعلى هذا الرأي ظل الدكتور شبرد شايل هموم الدنيا فبنى فكرته «الجهنمية» هذه بالاستفادة من قصة سفينة نوح بنقل البشرية بكل احتياجاتها الحياتية لكوكب آخر.. ولكن كيف؟!
قبل أن نستعرض الرأي الطريف للدكتور في كيفية الانتقال، تجدنا نستغرب من علماء الغرب وغيرهم والأمريكيين بالذات الذين لو اطلعوا على القرآن الكريم وآمنوا به لكفاهم من هواجسهم. فالقرآن قد أوضح كيفية نهاية الشمس.. وقيام الساعة في كثير من الآيات منها: «إذا الشمس كورت» سورة التكوير «الآية 1» معناها: إذا الشمس لُفّت وذهب ضوؤها وآيات أخرى في سورة القيامة تقول: «فإذا بَرِق البصر وخسف القمر وجُمع الشمس والقمر يقول الإنسان يومئذٍ أين المفر» آيات «7-10» معناها يجمع بين الشمس والقمر فلا ضوء لأحد منهما.
هذه الآيات سبقت آراء هؤلاء العلماء ومثلها آيات أخر عن مصير الأرض والشمس والكواكب وغيرها.
ولكن بحث الدكتور شبرد ربما يكون قد أخذ شكلاً من أشكال الخيال العلمي حينما تطلع الإنسان للفضاء وبدأ رحلات حقيقية لسطح القمر وفكّر في المريخ بل وأطلق أقماره وصواريخه التي دخلت علينا «بالساحق والماحق والبلا المتلاحق» بالرغم مما حققته من فوائد علمية وعملية في حياتنا السلمية.
يرى الدكتور «شبرد» أننا إذا كنا نريد أن نحافظ على الجنس البشري وعلى أنواع النبات والحيوان المعروفة لنا، فلا بد أن نُعدَّ سفينة صاروخية وزنها نحو مليون طن كي تلعب دوراً شبيهاً بدور سفينة نوح، فنضع فيها عدداً كبيراً من النبات والكائنات الحيّة المفيدة بالإضافة للإنسان طبعاً، ونسافر بها إلى مجموعة شمسية «شابة».. «شابة دي حلوة».. ولما كانت المسافة بيننا وبين هذه المجموعات يقطعها الضوء في أربع سنوات ونصف سنة، فإن رحلتنا إليها سوف تستغرق نحو ألف سنة، إذا بلغت سرعة الصاروخ 6210 أميال في الثانية.
سبحان الله!.
طيب يا دكتور شبرد، القرآن سبقك وتحدث عن أمثالك ففي نفس سورة القيامة وردت آية تنبئ عن تساؤلك وهمومك بمحاولات حفظ النوع البشري بعيداً عن الفناء فهل أنت تريد أن تفرّ بالبشرية لكواكب أخرى مجهولة بحثاً عن ملاذات آمنة تقول عن أمثالك؟ «يقول الإنسان يومئذ أين المفر» سورة القيامة آية رقم «10»
أهو أنت في هذا البحث قلتها بعضمة لسانك. وذهبت بخيالك تبحث عن المفر.. طيِّب كدي نشوف المفر الذي أردت أن تستعين بالوسيلة للفرار من كوب الأرض به لكواكب أخرى تريد أن تقلِّد نوحاً عليه السلام والذي بوحي من ربه صنع الفلك أو «سفينة نوح» وشتان بين السفينتين.. نستعرض معاً سفينة شبرد المقترحة، حيث يقول:«لما كانت المسافة بيننا وبين أقرب هذه المجموعات يقطعها الضوء في أربع سنوات ونصف سنة، فإن رحلتنا إليهم سوف تستغرق نحو ألف سنة إذا بلغت سرعة الصاروخ 6210 أميال في الثانية. ويستمر دكتور شبرد قائلاً: وفي هذه السنوات الألف سوف يولد ويموت عدد كبير من المسافرين، ومن ثمة فإنه ينبغي تنظيم النسل أثناء الرحلة، كما يقتضي الأمر أن يقوم كل جيل بتلقين الجيل الذي يليه جميع ما حصله من العلم والمعرفة ومقومات الحضارة الإنسانية». «ا.هـ» رأي شبرد.
رأي غريب وطريف ومدهش.. مش كده؟
تصوّر أن هذا العالِم المسافر بجينات البشرية ألف سنة لتبحث عن ملاذات آمنة في كوكب آخر مجهول حتى لا تنقرض وفي داخل سفينة.. انظر لبعد المسافة التي تقطعها بسرعة الضوء ورغماً عن ذلك تصل بعد ألف سنة!!
ربما يقول قائل إن هذه آراء خيالية طريفة تصب في مجالات أفلام الخيال العلمي التي درج الأمريكان على تأليفها وملأوا بها عقول الشباب.. وهي على سبيل الإثارة أو هي ليعرف الإنسان مدى استحالة هروبه من كوكب الأرض الذي أكدت الاكتشافات، العلمية أنه زائل لا محالة وأن التحولات التي تطرأ على كوب الأرض من كوارث وفيضانات وزلازل ما هي إلا مؤشرات لسرعة زوالها خصوصاً وأن الإنسان أي الإنسان الذي يدعي التقدُّم والحضارة وهم الغربيون والأمريكان هم الذين يتسببون في كثير من كوارث الأرض والبيئة وهلاك النسل والزرع باكتشافاتهم وتلوثهم لطبقة الأوزون وغيرها.
ثم يريدون أن يهربوا منها. يقولون أين المفر!!
والله سبحانه وتعالى يقول:«يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان» الرحمن آية «33»
ونرجع نقول إن تِيه علماء الغرب والأمريكان هؤلاء يرجع لجهلهم بالقرآن ومعاداتهم للإسلام أو ربما لتجاهلهم وعنادهم، ولكن الذي يجبرنا حقاً هو أن إعلامنا الإسلامي قاصر عن تزويد شبابنا بنفحات ومعجزات القرآن التي اعترف بها العاقلون من علماء الغرب هؤلاء وصرّحوا بها وفي هذه وتلك يقين لتعزيز إيمانيات شبابنا الناهض حتى لا يرتدوا عن دينهم.
ما أحوجنا لمثل تلك الجرعات! والعلم الصحيح هو الذي يحدِّث عن حقيقة الدنيا ويدل بدءاً على الخالق ووحدانيته ومآلات هذه الزائلة والإيمان بالله وكتبه ورسله وبخاتم الأنبياء والمرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وإنما يخشى الله من عباده العلماء.. العلماء حقاً الذين يكرمهم الله بهذا الهدى.
صحيفة الإنتباهة
[/JUSTIFY]