هنادي محمد عبد المجيد

الإخلاص والرياء

الإخلاص والرياء
الإخلاص هو القصد بالعبادة إلى أن يعبد المعبود بها وحده، وقيل:هو تصفية السر والقول والعمل ، وهو مسك القلب ،وماء حياته، ومدار الفلاح كله عليه، وتحقيق الإخلاص عزيز، لذا فإنه يحتاج إلى مجاهدة قبل العمل وأثناءه، وبعده، حتى يكون عمل العبد لله وحده، يقول ابن القيم رحمه الله:”الإخلاص والتوحيد شجرة في القلب فروعها الأعمال، وثمرها طيب الحياة في الدنيا والنعيم المقيم في الآخرة ، ومن عرف الله أخلص له أعماله وأقواله وعطاءه وحبه وبغضه، قال تعالى:[ إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين] وقال تعالى:[هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين ] وقال:[وما أمروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قيل يا رسول الله :من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك، لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة، من قال: لا إله إلا الله خالصا من قلبه، أو نفسه} وعنه رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ما قال عبد: لا إله إلا الله قط مخلصا إلا فتحت له أبواب السماء حتى تفضي إلى العرش ما اجتنب الكبائر }
<الرياء>هو ترك الإخلاص في العمل بملاحظة غير الله فيه.قال تعالى:[ويل للمصلين ،الذين هم عن صلاتهم ساهون ،الذين هم يراءون ، ويمنعون الماعون] وقال تعالى:[ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط ]وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{من سمع <بتشديد الميم>سمع الله به، ومن راءى راءى الله به،}-قال ابن حجر:” قال الخطابي :من عمل عملا بغير إخلاص، يريد أن يراه الناس ويسمعوه جوزي على ذلك بأن يشهر الله به ويفضحه ويظهر ما كان يبطنه، وقيل: من قصد بعمله الجاه والمنزلة عند الناس ولم يرد به وجه الله، فإن الله يجعله حديثا عند الناس الذي أراد نيل المنزلة عندهم ولا ثواب له في الآخرة “-وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:{الإيمان يمان، والكفر قبل المشرق، والسكينة في أهل الغنم، والفخر والرياء في الفدادين أهل الخيل والوبر}<الفدادين هم: الذين تعلوا أصواتهم في إبلهم وخيلهم وحروثهم . الرياء من كبائر المهلكات، فهو غصن من شجرة في القلب، ثمرها في الدنيا الخوف والغم وضيق الصدر وظلمة القلب، وثمرها في الآخرة الزقوم والعذاب المقيم، ومن آفات الرياء أنه يفضح أصحابه: ففي الدنيا يفضحون فيسقطون من أعين الناس وتذهب هيبتهم، وفي الآخرة يكونون من حظ جهنم، والعياذ بالله ،نسألك اللهم الكريم بمنك أن ترزقنا الإخلاص في القول والعمل، إن ربنا قريب مجيب.[/SIZE]هنادي محمد عبد المجيد [email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]