الإشاعات .. بث السموم على الموجة القصيرة
وإشاعة هي تخريجة سودانية لمصطلح ( الشائعة ) والكلمة تستخدم كسلاح إغتيال معنوي في ملاعب كرة القدم ، إذ تجدهم يهتفون عن نزول لاعب الفريق الخصم الى الملعب او إستلامه الكرة ” إشاعة .. إشاعة ” ، خاصة إن كان هذا الـ ” إشاعة ” ممن يشكلون خطورة بالغة في فريقهم .
ولا يخلو زمان أو مكان أو مجتمع من الشائعات التي تزداد الحاجة إليها ويصبح الأمر أقرب الى التصديق عندما تغيب المعلومة عن الشخص الذي يتلقاها .
وفي السودان لا يكاد يمر يوم واحد دون أن تسمع شائعة أو ” إشاعة ” جديدة عن شخص ما ، وعادة ما يختار مروجو الشائعة شخصاً ” عالي الكفر أو سوقو حار ” لنسج شائعتهم عليه .
الأيام الفائته شهدت تفجر العديد من الشائعات عبر مواقع التواصل الإجتماعي ، آخرها كانت شائعة وفاة الفنان أحمد الصادق في حادث سير ، وقبلها وفاة الفنان عبد الكريم الكابلي في أمريكا وغيرها من المعلومات التي تنتشر كالنار في الهشيم وسط المجتمع دون مراعاة لحالة المحيطين بالمقصود من الشائعة .. ما يخلق نوعاً من البلبلة والربكة التي لا تنتهي إلا بخروج الخبر اليقين .
خليل جبريل قال : تداول الشائعات اصبح امراً لابد منه وعيه فإن كل شخص سمع بمعلومة صغيرة لا يتعب نفسه في التأكد من فحواها وهل هي صحية ام خاطئة ، المهم ان هنالك حديثاً يجب الخوض فيه دون مراعاة لمدى تأثيره على الشخص المعني او افراد اسرته . الشيئ المؤسف أن الوسائل الإعلامية باتت لا تتحرى الدقة والموضوعية في طرحها للمواضيع مما أعتبره استخفافاً بعقول المتلقين .
الإختصاصية الاجتماعية بوزارة التنمية الإجتماعية قالت : إن انتشار الشائعة يختلف من مجتمع لآخر حسب وعي المجتمع . مؤكدة أن الشائعة تنتقل بشكل أكبر في المجتمعات التقليدية عكس المجتمعات المتطورة والمتقدمة .
وقالت أن الشائعات التي تتعلق الأفراد ليس لها بعد كبير ، ولكن التي تخص المجتمع كله تهز الأمن الإجتماعي ، مثل التي تتعلق بالشأن السياسي وهذه تتطلب مجهوداً لتكذيبها ويمكن نفيها أو إثباتها .
رفضت الكاتبة مشاعر عبد الكريم تحميل وسائل الإعلام ، مسؤولية ترويج الشائعات وقالت في مرافعتها الأنيقة أن الشائعة كلمة تخرج في الظلام والإعلام هو الذي يعريها بأضواء الحقيقة ويساعد على كشف بطلانها للناس .
صحيفة حكايات