مقابر الجمهورية الثالثة ..!!
* وهو فى الحقيقة واقع لا يصور المأساة التى يعيشها المهجرون فى مشاريع التعويضات فقط، وانما يعبر عن حال الانسان السودانى فى كل انحاء السودان .. الانسان الذى يكابد قسوة الحياة لحظة بلحظة ويموت ويحيا فى اليوم مائة مرة .. والانسان الذى يعيش تحت هدير مكيفات الهواء ويتلهى بالفضائيات ويصدق اكاذيب الجمهورية الثالثة والغد المشرق الذى ينتظرها فيصيح من اعماق اعماقه ( الله أكبر) ..!!
* أهل المناصير الذين ارغمتهم الحكومة او خدعتهم بالاحاديث المعسولة على الرحيل من ارضهم، يموتون بالجملة أيها الناس.. لا أقولها بلاغة، ولكنهم يموتون فعلا، إن لم يكن من الجوع والعطش فمن الغيظ والألم، فالمشروع الزراعى الجديد الذى وعدتهم الحكومة بتوفير كل مدخلات الزراعة له طيلة عامين كاملين حتى يسمو الزرع ويمتلئ الضرع فصدقوها ووضعوا كل اموال التعويضات الهزيلة التى اعطتها لهم، مات وشبع موتا من العطش، حتى شجر العشر الذى يحتمل العطش الشديد مات ايضا من العطش، فالحكومة أخلفت كل ما وعدت به، لم ترو شيئا ولم تخضر زرعا، والجنة التى وعدت بها اهل المناصير هى الان مجرد مقابر، بل ان المقابر افضل منها لأن الذين يدخلونها محمولين يجدون من يدفنهم ويترحم عليهم وهى متعة يحسدهم عليها أهلنا المناصير ..!!
* لم يكن اهل المنطقة يشترون شيئا فى السابق سوى زيت الطعام ، الآن صاروا يشترون كل شيء بدءا من البصل وحتى ماء الشرب .. إذا وجدوا المال، وان لم يجدوه فلا سبيل سوى انتظار الموت إما جوعا وعطشا، أو اختناقا فى خنادق الخدعة الحكومية الجديدة المسماة بالذهب والتى يلجأون اليها هربا من الموت، بينما لا تزال اجهزة اعلام الحكومة الكاذبة تتبجح حتى هذه اللحظة بالرفاهية التى يعيشها الناس فى مشروع الحماداب، إلا اذا كانت تقصد بالرفاهية الموت، وهو فعلا رفاهية مقارنة بالواقع المرير الذى يعيشه المناصير وغيرهم من الناس ..!!
* أرجوكم أن تستغنوا عن بضع دقائق فقط من وقتكم لتروا بأعينكم وتسمعوا بآذانكم كيف يموت الانسان من الغيظ قبل ان يموت من الجوع .. وكيف يكذب علينا السادة فى مسرح العبث الذى تسميه الحكومة الجمهورية الثالثة، وإليكم عنوان الموقع الإلكترونى الذى تجدون فيه كل شئ:
http://youtu.be/HiSE4yxVB3A
زهير السراج
[email]drzoheirali@yahoo.com[/email]
الاخبار، 14 يوليو 2011