رأي ومقالات

د. محيي الدين تيتاوي : إلى الذين لا يرون.. ولا يريدون

لمرتين متتاليتين تمت محاصرتي بواسطة عدد من الصحفيين ليوجهوا سهامهم على اتحاد الصحفيين السودانيين الذي لم يكن شيئاً مذكوراً عندما كان أمره عند غيرنا، لم يكن هناك دفاع عن الحريات الصحفية ولم يكن هناك دفاع عن الصحفيين عندما لم يكن هناك دفاع عن الحريات الصحفية ولم يكن هناك دفاع عن الصحفيين عندما كان يتم إيداعهم حراسة مركز الخرطوم شمال بسبب وبلا سبب.. ولم يكن الاتحاد وقتها شيئًا سوى أنه كان مكانا «ليجتمع نوعية خاصة» من الصحفيين يقضون أمسياتهم في الدار الحكومية التي يستكثرونها على الاتحاد الحالي.. وعندما لم يكن للاتحاد دار قبل دورة «2004» لم يكن هناك مجرد نقد ولا حتى تجمع مناوئ أو يمثل المناوأة له.. وفي عهد نقابة الصحفيين الحزبية السياسية قبل التسعينيات جرى تزوير الانتخابات ومُنعنا من دخول الدار.. وتم تزوير نتيجة الانتخابات بهدف إقصاء الصحفيين الوطنيين عندما قرر ذلك « القاضي» الذي «نحتفظ» باسمه شطب مائتي عضو من قائمة الصحفيين الوطنيين ليلة الانتخابات.. ورغم كل ذلك فإننا لم نُقم أجساماً أخرى ولم نعمل على تشتيت قوى الصحفيين ولم نمثل كما يفعل البعض الآن من حركات صورية لا تقدم ولا تؤخر.. فقط «للشو» والشوفينية..
نحن في اتحاد الصحفيين ليس لدينا وقت للتمثيل والكذب واللعب على الدقون.. وليس من أخلاقنا أن نبخس الناس أشياءهم إن كانت وفق القانون والأصول.. وليس من أخلاقنا ذكر فضائح وأكاذيب البعض من الذين تسلموا بيوتًا بواسطة اتحاد الصحفيين ويعلنون أنهم لم ينالوا من بيوت الصحفيين يمنعنا الحياء عن ذلك ويمنعنا الأدب الذي تعلمناه.. ونحن لا ننافق الآخرين نتمرغ في تراب الميري بل في الميري نفسه ثم نمثل على الآخرين بالرغم من أن خطوطهم واضحة وثقافتهم فاضحة وأمرهم مكشوف لدى القاصي والداني وعمليات الإقصاء للاحق وتنصيب غير الأحق مكانهم مكشوف ولا يحتاج لمصباح ديوجين حتى يراه الناس وقديماً قيل الاختشوا.. ماتوا!!
قال تعال: «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون» صدق الله العظيم. والآية تحدد من يرى عملنا.. أما الذين لا يرون فلسنا معنيين بهم.. وهذا الاتحاد الذي تأسس على يد نفر كريم من رواد الصحافة السودانية.. لم نجد له أثرًا موثقاً حتى الدورة التي تسلمنا فيها قيادة الاتحاد.. العضوية موثقة.. ومن يريد اتهامنا بالتجاوز في السجل الصحفي عليه أن يحضر إلينا «دون خوف» ويكشف سر اكتشافه العظيم هذا.. قراراتنا ومواقفنا داخلياً وخارجياً موثقة ومحفوظة ومصورة.. وضعنا على المستوى الإفريقي والعربي والدولي مقدر، ليس لدينا هنا بالداخل ولكن النقابات جميعها تعرفنا وتثمِّن جهودنا وعملنا والحساب ولد ولا نخشى أن نقول الحقيقة.. والذي تملك منزلاً وأنكر والله أنا اختشيت له وصعب عليَّ أن أرد عليه.. والذي ساعدناه ودعمناه وأوصلنا كل هذا المجد سواء على أيدينا أو بأيدي غيرنا كتاب مفضوح ولكننا لا نميل إلى فضح المواقف.. والذين يشردون الصحفيين ثم يتحدثون عن الحريات أمرهم مفضوح ومكشوف.. ولكن في النهاية هناك من يقول الحقيقية.. ومن يثمن عملنا.. وقد وصلتني رسائل كثيرة تعضد مواقفنا وإنجازاتنا التي لا تخطئها إلا عين لا ترى وبصيرة عمياء.. وأود أن أخص الصحفي المخضرم عبد الرحيم أبو شنب الذي لخص رأيه في سطر واحد.. إنصافاً وإحقاقاً فله مني عاطر الشكر والتقدير.. وإلى أن أعود إلى البلاد من المهمة الوطنية التي سافرت لأجلها سيكون لي حديث آخر مع المتربصين والذين لا يرون إلا «النصف الخالي» من الكوب وأعتب على مقدمة البرنامج تقديمي كغائب عن اللقاء بالرغم من أنني ذكرت لمعدة البرنامج بأنني على سفر ولن أتمكن من الحضور لمقر التلفزيون.. أما الحديث عن النقابة والاتحاد فإننا نعلم أن الأشواق القديمة هي الدافع الأول للمتحدثين به وهو حديث أجوف وخالٍ من المضمون.. وإذا كان الخبير الأجنبي الذي شهد الحلقتين الأولى والثانية يريد أن يقول إن هناك فرقًا بين الاتحاد والنقابة هكذا فإن أمره سيكون مفضوحاً.

صحيفة الانتباهة

تعليق واحد