تحقيقات وتقارير
أحلام العالقــين فلسطينيون في حــالة انتظـــار …
بدأ الاتفاق ثلاثي الأطراف الذي وقع بين الحكومة السودانية ومنظمة التحرير الفلسطينية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، يحمل إعلان المبادئ لإقامة ألفي شخص من العالقين على الحدود ويمثّلون سكان مخيمات «التنف» و«الوليد» وقد نص الاتفاق وفقاً لمسودته الأصلية والذي حصّلت «الصحافة» على نسخة منه على منح اللاجئين الإقامة المناسبة والتي تضمن حقهم في العمل وحق الاستفادة من الخدمات ويتبع ذلك مساعدات دولية للاجئين تستمر لمدة عامين، ويتم اعادة النظر بعد ذلك بالنسبة للحالات الأشد معاناة كما وصفها الإعلان. وقد حدد الاتفاق دور الحكومة السودانية في الدور الأساسي حيث يقع عليها حق منح الإذن في الدخول إلى البلاد ومنح الإذن بالعمل والإقامة والتنقل داخل الأراضي السودانية بالإضافة إلى منحهم المأوى المناسب، فيما حدد الاتفاق أن يكون دور منظمة التحرير في المساعدة في تأمين الموارد المالية لعملية الانتقال والاندماج المحلي والعناية بمصالح الفلسطينيين. أما المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فينص الاتفاق على أن تقوم بالإشراف على عملية الانتقال من الحدود السورية العراقية إلى السودان، إلى جانب تمويل تكاليف الانتقال والمؤن والمساعدات والمشاريع الصغرى التي تشجّع الاكتفاء الذاتي لمدة عامين يعاد بعدها النظر في ميزانية الانفاق وفقاً لتقييم مشترك للعملية. غير أن اتفاق المبادئ لم يذكر بصورة واضحة شكل الإقامة التي يحتاجها هؤلاء اللاجئون، فعلى الرغم من أن مكان الإقامة قد حدد على أرض سوبا على امتداد ارض لا تبعد كثيراً عن قلب العاصمة الخرطوم، إلا أنه لا يزال الأمر لم يتجاوز حدود الأرض الخلاء، وتذكر الفقرة (د) من جزئية الإجراءات المطلوبة في اتفاق إعلان المبادئ أن على الدولة السودانية تأمين مساكن مناسبة ومؤقتة للاجئين. لكن السفير الفلسطيني في الخرطوم سيد خليل المصري عندما سألته عن وضع الإقامة للاجئين الفلسطينيين قال لي لقد تم تحديد المكان في هذه المرحلة وهو المكان الذي ستقيم فيه حوالى (414) أسرة و(08) شخصاً يمثلون حوالى ألفي لاجئ فلسطيني، والآن تجرى دراسات لوضع المخطط السكني الذي سيقيم عليه هؤلاء الفلسطينيون وقد تمت مراعاة أن جميعهم كانوا يعيشون داخل المدن في العراق وليس فيهم مزارعون أو رعاة، إنما ترتبط حياتهم بالمدينة ونتوقع أن نتوصل قريباً للمقترح النهائي الخاص بالمخطط السكني وسوف يكون التنفيذ بتمويل دولي لتنفيذ الإنشاءات. غير أن ما ذهب إليه المصري بدا يحتاج إلى وقت ليس بالقليل خصوصاً أن عملية الإنشاءات لم تحسم حتى الآن، لكن السفير الفلسطيني سيد المصري قال: نحن نتوقع أن تكتمل عملية وصول اللاجئين الفلسطينيين إلى سوبا قبل نهاية العام الحالي، والمخططات الإسكانية لهم تقوم بها وزارة التخطيط العمراني. وهي تشمل كل الجوانب المرتبطة بحياة هؤلاء اللاجئين من مساكن ومراكز خدمات صحية وتعليمية وغيرها.
ولكن يبدو أن أمراً لم يتجاوز حدود النصوص المكتوبة.. فاللاجئون القادمون لم تعلن أي جهة حتى الآن من داخل الجامعة العربية أو من دول العالم الأخرى نيتها في بناء مساكن لهم بعد الإعلان السوداني بتقديم الأرض التي يقيمون عليها وهي ارض (حديقة القدس) التي كان يذهب ريعها سابقاً لأسر الشهداء الفلسطينيين فهل ينتقل الفلسطينيون من خيام من صحراء الحدود السورية العراقية إلى خيام في (حديقة القدس).. امر بات أقرب للواقع بعد أن طال الصمت العربي إلى أكثر من قضية مبانٍ يقيم عليها اللاجئون الفلسطينيون، ويرى السفير الفلسطيني سيد المصري ان اكمال ووصول الفلسطينيين الى سوبا ضرورة في هذه المرحلة اكثر من اي شيء آخر. وقال ان الاوضاع الامنية التي يعيشها هؤلاء اللاجئون تتطلب الاسراع في نقلهم للمحافظة على حياتهم، اضافة الى اننا نتوقع تلقي طلبات اخرى من اماكن اخرى للإقامة في مخيم الخرطوم، ويبدو أن الاتجاه الآن هو اكمال العملية من قبل الأطراف الثلاثة، كلٌّ في حدود مهامه وان بقيت مسألة تشييد المباني غير واضحة المعالم.. فقد نشرت (الصحافة) في عدد الإثنين 26 مايو أن الحكومة السودانية تنوي ارسال وفد الى معسكرات اللاجئين الفلسطينيين على الحدود العراقية السورية، وذكر معتمد اللاجئين محمد الأغبش أن مهمة الوفد تنحصر في رفع تقرير حول الاحتياجات الخاصة لإعداد الوثيقة الخاصة باللجوء لتقديمها للمانحين للالتزام بتمويل حركة اللجوء حسب ما تنص عليه الاتفاقات الدولية، واضاف ان الوفد سيقوم بمشاركة المفوضية السامية للاجئين في إعداد الكشوفات والاحصاءات الخاصة باللاجئين، غير ان (الصحافة) كانت قد تحصلت على الكشوفات الخاصة باللاجئين في معسكر الوليد من العائلات والافراد الذين يصلون الى مخيم (القدس) في سوبا وبدت الاسماء تحكي واقعاً لمعاناة تختلف أوجهها لكنها اتفقت في رحلة طالت مسافتها منذ العام 48 وحتى الآن واختلج شجن عرّابها وهي تروي قصة كشف يحتوي على اسماء (80) شخصاً تحت قائمة الافراد معظمهم من الايتام والارامل، اما في كشف العائلات فقد بدا من خلال الارقام ان هناك عائلات تحتاج تحتاج الى كثير من المساعدات حيث يتوزع عدد افراد الاسر ما بين شخصين الى 9 أشخاص وبعضها اسر لأرامل..
ويبدو أن الأمر هنا في الخرطوم يحتاج الى كثير من الاعداد لاستقبال هؤلاء القادمين، لكن (حديقة القدس) بسوبا حتماً ستكون أفضل من رمال الصحراء المشتعلة بأتون العراق، وفي الجانب الآخر ستضيف رقماً آخر لمخيمات اللجوء حول العالم، يعرف هذه المرة بمخيم (حديقة القدس) جنوبي الخرطوم.
أمين أحمد الصحافة
[/ALIGN]