عالمية

الرمانة والحبة المتعفنة

رمانة، بداخلها حبة متعفنة، استئصالها آخذ في التنفيذ بأيادي أطباء مهرة ثوريين يقدرون ما أحاطهم به التاريخ من مسؤولية رعاية هذه الأمانة، العملية لم تكن سهلة بعد اليوم، الاعتماد في إجرائها على النفس السورية الحرة أمر معلوم ، النظام بهذا مصدوم، ولن ينجح في جر المبررات وهو يضاعف على الشعب الهجمات ، ومعزول عن هكذا إدعاء بات العديد من “حماة الديار” قاب قوسين لتبديل الانتماء للاستبداد بما قد يسميها عنق الزرافة بالخيانة، بالتأكيد ما أحلى وأطيب الأخيرة إن التحم أصحابها مع الثوار تخلصا من بشار، كبير الخائنين الحقيقيين الأكبر.
الرمانة الشامية التي بُرمجت سوائلها كمشروب يساعد على هضم “الكبيار”في وليمة “بشار” المهيأة على شرف إيران أو تحديدا من يمثل إدارتها الرسمية من رهبان وأحبار ، تحولت بعد أقل من أسبوعين لفضاء تتطاير منه حمم بركان غاضب تصيب من شابه بشار نظاما وأحزابا وحكومة وبرلمان وجمعيات ما تبقى من المجتمع المدني المغلوب على أمره ولا مناص من احترام الرمانة ،كما يرعى الثوار، ما انتسب لها من أشجار ، جذورها ممزوجة في العمق مع ثرى الطهارة والكرامة والمجد والسؤدد ، وأفنانها متطلعة متمايلة مع ريح الطبيعة الطبيعية إلى العلم الوطني في رفرفته المردد في صمت أقوى من كل جهر بأي كلام : الله أكبر ، لم يعد الاستقلال التام عن إمبراطورية بشار أضغاث أحلام ، ولكن كما يشاهد العالم ألان موجودا لإضافة الاستقرار على المنطقة وتنعم سوريا الحبيبة بكل مقومات الحرية والسلام .
إسرائيل حليفة بشار تحاول بطريقة حساباتها الصهيونية الإبقاء على الحال السوري كما كان عليه قبل الثورة ، لكن الانتخابات جرتها مرغمة على ترك الفكرة لأجل غير مسمى حينما اتضح لها استحالة ما كانت تود أن يحصل ، حتى أوباما لن يرضخ هذه المرة لطلبات إسرائيل التعجيزية ، عدم التقدم لترشيح نفسه لولاية ثالثة تجعله في حل من تضييع المزيد من الوقت في دراسة دراسات المزيد من المناورات المقصود من ورائها تنفيذ ما تراه إسرائيل في منطقة الشرق العربي بعينيها حصريا.
فبعد حسني مبارك ها هي على وشك خسران بشار الأسد ، فمن تبقى لها ؟؟؟،غير الرجوح إلى جادة الصواب والانخراط فيما تعيده من حقوق مشروعة للشعب الفلسطيني.وبعدها لكل مقام مقال.
“كفيار”روسيا لا يستساغ هذه المرة إلا مرفوقا بعصير البصل ، يتجرعه بطل أفلام خيال الملل، المتقمص دور المساعد على ترحيل الرعايا الروس الذي أدعى مروج الافتراء في وكالة نظام الضلال، أن بيوتهم هُدّمت وبكونهم أصبحوا في العراء عليهم الرحيل والاكتفاء بما قضوه بعيدين عن بلدانهم الروسية لوقت طويل . قد يكون ذاك البطل مختفي وعياله بين المرحلين مسجلا تحت اسم “بشارخروف الأسدأوووف”، فأمام زحمة النهاية كل اختلاط جائز ، بعد طائرات الجو المحاصرة يمكن التوجه عن طريق البحر لأمكنة آمنة ولو لحين. إن صح الكلام سقط قناع المناورة البحرية وعملية الإنزال بما قارنها الناطق الرسمي الروسي في حينه ليتضح أمر آخر لنا معه تعليق يليق بالمقام .

19 26 56 بقلم : مصطفى منيغ
مدير نشر ورئيس تحرير جريدة الأمل المغربية.
عضو المكتب السياسي لحزب الأمل .