فدوى موسى

فوتي على بركة الله

فوتي على بركة الله
لو أن الرزق متروك على العواهن فإن الكثير من «الخلائق» ستروح على الأقدام.. والحياة مبنية على أن الرزق على الله.. وعلى الإنسان فقط السعي والاجتهاد وليس عليه بلوغ منتهى الرزق.. ولكم يتوجس الإنسان منا عندما تصعب الحياة ودروب الأرزاق فيها.. فتعتمل الصدور بشيء من الضيق إلا من برد ينزله عليها قوله تعالى: «وفي السماء رزقكم وما توعدون».. صديقتي تحادثني دوماً أنها غير راضية عن عملها لأسباب كثيرة جداً ولا تملك من أمر الحصول على الرزق إلا باب هذا العمل الذي لا تؤمن به ولا تستطيع الاستمرار فيه.. ولا أعرف من أين امتلكتُ الجرأة التي قلت لها بها «يا بت فوتي طوالي والرزق على الله».. ولكم أصابني الخوف والجرسة وأنا أراها تترك عملها.. مر اليوم الأول وصديقتي أصبحت عاطلة بلا عمل «بلا ماهية».. ودب في داخلي الخوف لأنني أشرت عليها أن تترك عملها.. ولكن بعد عدة أيام الهاتف يرن.. «ألو.. لقيت شغل تمام» .. فلا أجد حيالها إلا قوله تعالى «ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب».. إننا بحاجة ماسة لهذه الإيمانيات العميقة حتى ندرك أنه لا يصح إلا الصحيح.

أطلب من الله..

بالمقابل ينتهز البعض الفرص والأحايين ليزيحوا الآخرين من موضع رزق أو فائدة مستحقة، مستخدمين في ذلك بعض الحيل والطرائق التي لا تخلو من بعض خبث ولؤم ومقدرة و«ظهر».. والحكاوي والشواهد متوافرة في قصص كثيرة يحكي بعضها الرجال والنساء والشباب كل حسب موقعه ومكانه.. مما يجعلك تتصور العالم في حالة غابة كل واحد يتربص بالآخر.. ولكن هل كل هذا العالم محكوم بسلطان، البعض قد حكى عن بعض حديث خالد.. يا ابن آدم لا تخافن ذوي سلطان ما دام سلطاني باقياً وسلطاني لا ينفذ أبداً.. يا ابن آدم لا تخشى من ضيق الرزق وخزائني ملأى لا تنفذ أبداً.. يا ابن آدم لا تطلب غيري وأنا لك فإن طلبتني وجدتني..».. فمن أين لنا أن نمتليء بالروحانيات والإيمانيات التي تحول بيننا والتوجس من كل قادم وكل آمل في تزاحم التكايد على الرزق وقطع الطريق على الآخرين.

آخرالكلام:

علينا أن نسعى بوعي ويقين بالله.. فهو الذي يحمينا من غياهب الأيام وسوء نية الأشرار.. وصوت الضمير يجب أن يكون معنا.. «معاي صوتك.. سكن جواي سكت صهايل القول من ضاج الكلام الساي» …
مع محبتي للجميع..

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]