هنادي محمد عبد المجيد

الذكر والنسيان

الذكر والنسيان
قال ابن حجر -رحمه الله-:الذكر هو الإتيان بالألفاظ التي ورد الترغيب في قولها ، والإكثار منها ،مثل الباقيات الصالحات ،وهي <سبحان الله،والحمد لله،ولا إله إلا الله،والله أكبر>وما يلتحق بها من الحوقلة والبسملة والحسبلة -وهي قول حسبي الله ونعم الوكيل -، والإستغفار ونحو ذلك، والدعاء بخيري الدنيا والآخرة، ويطلق ذكر الله -أيضا-ويراد به المواظبة على العمل بما أوجبه الله،أو ندب إليه كتلاوة القرآن، وقرآءة الحديث،ومدارسة العلم ،والتنفل بالصلاة .قال تعالى:[فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون]وقال تعالى:[إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب، الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار]وقال تعالى:[فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ]وقال تعالى:[واذكر ربك في نفسك تضرعا وخفية ودون الجهر من القول
بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين ]وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:{أفضل الذكر لاإله إلا الله ،وأفضل الدعاء الحمد لله}وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:{إن الله يقول أنا مع عبدي إذا هو ذكرني، وتحركت بي شفتاه}وللذكر فوائد كثيرة جدا ذكر منها الإمام إبن القيم في كتابه الوابل الصيب مائة فائدة، ومما ذكره رحمه الله:أنه يطرد الشيطان ويقمعه، وأنه يرضى الرحمن سبحانه وتعالى، ويزيل الهم والغم عن القلب ،ويجلب الرزق وفوائد أخرى كثيرة لا حصر لها، والذكر خير مستمسك لمن عجز عن كثير من نوافل العبادات،فعن عبد الله ابن بسر رضي الله عنه أن رجلا قال:يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به؟قال صلى الله عليه وسلم:{لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله }
<النسيان>النسيان هو ترك الإنسان ضبط ما استودع إما لضعف قلبه وإما عن غفلة أو عن قصد حتى ينحذف عن القلب.وهو من البلايا والرزايا التي لا تزال بالمرء حتى تهلكه ، وخير علاج لهذا الداء هو ملازمة ذكر الله تعالى،قال تعالى:[وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين] وقال تعالى:[إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا]وقال تعالى:[ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى، قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا،قال كذلك أتتك ءاياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى]وقال تعالى:[فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنا نسيناكم وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون] اللهم ائذن لنا بذكرك وأعنا عليه لشكرك ، اللهم آمين.
هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]