أمهات الزعماء السودانيين …
نحن نقرأ في كتب التاريخ عن البطل الذي حرر بلادنا من أيدي المستعمر الإمام محمد أحمد المهدي وذكرنا أيضاً والده السيد/ عبد الله بن فحل ولكن التاريخ لم يذكر أُم هذا البطل. السيدة/ زينب بنت نصر. هي السيدة زينب بنت نصر بن محمد بن نصر بن سراج بن شقلاوي بن عبد السلام الجعلية.
والدتها شايقية الأصل ولم يذكر التاريخ شيئًا عن اسمها ولكن ذكر أنها أحبت حفيدها الإمام محمد أحمد لدرجة أنها أخبرت ابنتها السيدة، زينب أنها تريد أن تضع على خديه علامة الشوايقة «الشلوخ الثلاثة».
عندما تقدم السيد/ عبد الله بن فحل لخطبة السيدة/ رفضت أسرتها حتى يتم معرفة نسبه وبعد أن علم نسبه تم الزواج وعاشت الأسرة فترة في مدينة دنقلا ومن ثم هاجرت بعد ذلك إلى منطقة كرري وذلك لأسباب سياسية مفادها تقديم المأوى للعناصر الفارة من دنقلا على عهد الحاكم الكاشف ودنميري الذي ورد أنه قام بتسخير طاقات الناس لبناء قصره. فعوضت الأسرة بفرض عقوبات مالية طائلة تدفعها حال استقرارها في تقديم الرفد لهؤلاء الفارين. وكان خط الرحيل الأسري اتجه ميمماً صوب الجنوب إلى الداخل فبلغ الركب منطقة شندي التي حلت فيها على ضيافة ود تنير وهو أحد أعيان قبيلة الجعليين الذين عرفوا بالجود والسخاء ثم ساروا إلى قرية سيال ناير حيث يقيم الفقيه الريح السنهوري بالجميعاب ونزلوا في ضيافة شخص يدعى منير محمد.
ومن هناك اتجهت الأسرة إلى حلة أم كرابيج لتنأى بعيداً عن طريق المارة ومنها صوب النوفلاب وحطت بقية الأسرة رحالها أخيراً في منطقة كرري شمال أم درمان بالضفة الغربية للنيل لوفرة غابات السنط التي تصلح لمواصلة مهنة تجارة القوارب. وهناك توفي السيد عبد الله بن فحل تاركاً السيدة زينب حبلى بابنها عبد الله ومعها أبناؤها وهم «السيد/ حامد، السيد/ محمد أحمد، السيدة/ نور الشام وأصغرهم، السيد/ عبد الله». وقد استشهد اثنان من اخوان المهدي في معارك تحرير الابيض ثم هاجرت الأسرة بعد ذلك إلى منطقة «سلام الخرطوم» وهي المنطقة المقام عليها مستشفى الخرطوم الشعبي حالياً حيث توفيت السيدة زينب هناك، وذكر شيخ بابكر بدري أن الإمام المهدي قام بزيارة قبر والدته بعد سقوط الخرطوم. ولكن غير معروف متى حدثت هذه الوفاة. حيث لا تشير المصادر إلى ذلك. ولكن قدرت بحوالي عام (1850)م. أي نفس العام الذي انتقلت فيه إلى الخرطوم.
دفنت السيدة في منطقة (سلام الخرطوم) وقد كانت هذه المنطقة عبارة عن مقبرة ولصعوبة وسائل النقل لم تنقل لتدفن في منطقتها الأم.
وتضيف السيدة وصال المهدي أن السيدة زينب بنت نصر كانت تساعد زوجها في تربية الأولاد والنشأة السليمة متشبعين بالدين كانت تطيع زوجها في التنقل من بلد إلى بلد .
وبعد مضي السنين بنيت في هذه المنطقة مستشفى الخرطوم وقد تم بلط المكان بأكمله دون مراعاة لوجود القبر وكان المعلم الوحيد له وجود سياج أبيض بجانب القبر وقد كُتب عليه هذا قبر السيدة زينب بنت نصر والدة الإمام المهدي. ولكن حتى هذا المعلم قد أُزيل حاليًا. مكان القبر يقع بين (معمل إستاك) ومستشفى الخرطوم الجنوبي الخاص.
وقد قام أنجال المهدي بالاحتجاج على ذلك علماً بأن القبر يعتبر إرثاً وتاريخًَا للسودان.
وقد أصدر القاضي الشرعي فتوى بأن هذا القبر لا يمس لأنه إرث من تاريخ السودان.
وقد ذكرت السيدة/ وصال الصديق المهدي أنها قد أظهرت احتجاجاً عن هذا الموضوع وذهبت إلى مدير المستشفى ولكن قال إنه لم يكن المدير في ذلك الوقت وتحدثت أيضاً لوالي الخرطوم السابق السيد/ عبد الحليم المتعافي ولكنه لم يعطِ ميعادًا مسبقاً لذلك.
وحالياً إذا ذهبت لزيارة القبر فلن تجد له أي معلم بارز فقد أزيل كل ما يشير إلى وجوده. وكذلك السيدة زينب بنت نصر لم يعطِ التاريخ عنها معلومات كافية، وقد ذكر ذلك لعدة أسباب ومنها أن الإنجليز قد منعوا في ذلك الوقت تدوين التاريخ ومنها أن التاريخ قد اهتم بسيرة الإمام محمد أحمد وبغض النظر عن السبب لم يعلم أحد عنها أي شيء أو غير اسمها ونسبها ومكان قبرها الذي اندثر ونسي مكانه وأزيلت كل معالمه.
عندما قمت بزيارة أنجال المهدي لم يدرِ أحد عنها شيء ولا حتى تاريخ ميلادها أو تاريخ ثابت لوفاتها. وكذلك قمت بزيارة المتحف في منزل الخليفة. ووجدت بداخله إرثاً وتاريخاً لبلادنا هنا سيف المهدي وهناك درعه ولكن لم أجد هنا وهناك شيء يدل على والدته السيدة زينب ولو قطعة أثرية.
فكيف نجعل للإمام قبة ونسميها قبة البطل وكيف تسمى وادي سيدنا باسم والده الذي دفن هناك وننسى أن هذا البطل من تلك السيدة.
قبر والد الإمام محمد أحمد المهدي في وادي سيدنا.
وفاة السيدة زينب:
توفيت السيدة زينب بت نصر بالخرطوم وتم دفنها في مقابر وهي الآن يوجد بها مستشفى الشعب من الناحية الشرقية، وكانت توجد بها لافتة باللون الأبيض ومكتوب عليها اسم زينب بت نصر باللون الأسود وعندما توفيت كان عمرها «60» عامًا.
«مقبولة» بنت الأمير نورين بن السلطان محمد فضل بن السلطان عبدالرحمن ــ رشيد بن السلطان أحمد بكر بن السلطان موسى بن السلطان سليمان سولونج بن السلطان كورو بن السلطان دالي ابن الأميرة كيرا أميرة الداجو ابنة أحمد بن سفيان المعقور..
السيدة مقبولة والدها كان أحد سلاطين الفونج… وبحسب رواية السيدة وصال المهدي عقيلة الدكتور الترابي حضرت السيدة مقبولة من دارفور إلى الخرطوم مع والدها عندما دعاه أحد كبار التجار حينها أُصيبت بالجدري ورفض والدها الذهاب بها إلى مصر فقال للتاجر ابنتي هذه «تتوزن» بالذهب إذا حييت سوف تتزوجها وإن ماتت ادفنها، وتزوجها بعد ذلك التاجر وأنجبت بنتًا وتوفيت ثم تزوجها الإمام محمد أحمد المهدي وأنجبت منه ولدًا سمي عبدالرحمن، وأضافت وصال أنها كانت حاضرة السيدة مقبولة و أنها امرأة صارمة ومنزلها موجود في شارع الدومة تم بيعه لأحد الضباط وأنها أثرت بتدينها في ولدها «عبد الرحمن» حيث كان الناس ملتفين حولها من خلال الحنية الشديدة ومن المهام التي تقوم بها كان لديها عصا تشرف بها على عمل المنزل ولديها مجموعة من الجمال وتقوم بإعطاء الضيوف الصباح اللبن ومن الوجبات التي تحبها العصيدة بالكول وكانت لديها نشاطات وعلاقات طيبة مع الأهل عندما مدحها المداح بقوله إن عبد الرحمن كافل الأيتام في ذلك الوقت قالت إنها هي كافلة الأيتام ويتيمة… توفيت السيدة مقبولة وعمرها كان حوالى «70» عامًا.
الحاجة كلثوم الشيخ دوليب محمد والدة الزعيم إسماعيل الأزهري هي تلك البذرة الصالحة التي أنجبت للسودان بطلاً ناهض الاستعمار بكل ضراوة، ويُذكر أن والدته كانت وراء نبوغه وتفوقه والجرأة الواضحة في أسلوب مخاطبته، وقد تنبأت له بأن يكون له شأن عظيم رحمها الله بقدر ما أعطت وأنجبت.. وقد تزوج بها والده السيد أحمد الأزهري الشيخ إسماعيل الولي. وُلدت الحاجة كلثوم في بندر الأبيض العريقة بحي القبة حيث تلوح فيه قبة الشيخ إسماعيل الولي شيخ الطريقة الإسماعيلية في السودان حيث عُرفوا بالورع والدين والعلم… وهاجرت أسرة الزعيم الأزهري إلى أم درمان بحي السيد مكي حيث وُلد فيه الزعيم إسماعيل الأزهري عام «1909م»، أُدخل الخلوة لدراسة القرآن ومن ثم التحق بمدرسة الهداية الأولية لتلقي دراسة الحساب وقد اصطحبه جده إلى ود مدني بعد نقله ليعمل قاضيًا بالمحكمة، وتلقى الزعيم تعليمه الأوسط بود مدني عام «1913م» وعاد إلى أم درمان عام «1917م» ليكمل دراسته بالمتوسطة فقد ظهرت عليه علامات النبوغ المبكر فكان أول دفعته بالمدرسة وكان دور والدته الحاجة كلثوم الشيخ دوليب محمد واضحًا في كل المراحل التي تجلى فيها نبوغ الطفل إسماعيل الأزهري وكانت تحرص أيَّما حرص على تربيته وتنشئته تنشئة دينية، ولا غرو في ذلك فالجاجة كلثوم الشيخ دوليب محمد نشأت في بيت دين وتشبّعت فيه التربية الدينية… وجلس لامتحان الدخول لكلية غردون التذكارية وقد كانت المدرسة الوحيدة في السودان ونسبة لتفوقه على دفعته وإحراز المركز الأول تم قبوله مجانًا.. وقد أُتيحت فرصة السفر للزعيم لبريطانيا مُرافقًا لجده الأزهري ووفد من العلماء الدينيين وزعماء العشائر، وبعد التخرج في كلية غردون التذكارية عمل معلمًا ونُقل إلى مدرسة عطبرة الوسطى وبعدها إلى مدرسة أُم درمان الوسطى، وقد انتُخب سكرتيرًا للجنة نادي الخريجين وبعدها اختير لبعثة دراسية لتلقي دراسات عُليا بالجامعة الأمريكية ببيروت عام «1927م» وتخرج فيه عام «1930م» ونال درجة البكالوريوس في العلوم الرياضية وعُيِّن مدرسًا في كلية غردون وفي عام «1938م» اختير سكرتيرًا عامًا للمؤتمر.. استقال الأزهري من الحكومة وتداول منصب الرئيس لنادي الخريجين بينه وبين السيد إبراهيم أحمد.. وقد تبلورت الاتجاهات داخل المؤتمر وتكونت الأحزاب السودانية وحزب الأشقاء الذي كان ينادي بالوحدة مع مصر واختير الأزهري رئيسًا له وحُكم عليه بالسجن شهرين أمضاهما بكوبر نتيجة خروج المواطنين في تظاهرات.
ونحن هنا عندما نذكر بعض مآثر الزعيم الأزهري، فإن في ذلك تعظيمًا لدور أم تكفّلت بالرعاية ودلالة على الدور العظيم الذي قامت به… إذن كل هذه المناقب الرائعة والمواقف المشرفة كانت وراءها الحاجة كلثوم الشيخ دوليب محمد، فهي التي رعت الطفل النابغة إسماعيل الذي أصبح عَلَمًا من أعلام السودان وصُنّاع تاريخه الحديث، فكان لا بد من وقفة مع الحاجة كلثوم التي نعتقد أن بصماتها وآثار تربيتها كانت قد تجلَّت بوضوح في شخصية الزعيم إسماعيل الأزهري.
صحيفة الإنتباهة
[SIZE=6]زينب بت نصر والدة محمد أحمد المهدي، هي بالتحديد من جزيرة ساردية بجوار مدينة شندي.[/SIZE]
< «مقبولة» بنت الأمير نورين بن السلطان محمد فضل بن السلطان عبدالرحمن ــ رشيد بن السلطان أحمد بكر بن السلطان موسى بن السلطان سليمان سولونج بن السلطان كورو النسب اعلاه هو نسب سلاطين [B]الفور[/B] وليس [B]الفونج[/B] كما ذكر كاتب المقال تحياتي
مقبولة بنت الأمير نورين ميرم فوراوية و أجدادها هم سلاطين الفور مؤسسي سلطنة دارفور الإسلامية
جميل ان نعرف اسم والدة كل رجل عظيم حتى نحييها ونتزكرها كما نتزكر ابنه ولكن لايخفى على القارى الحصيف الاشارة للقبيلة والامعان فيه وهذا يدل على ان المجتمع السودانى اصبح قبلياً بامتياز.
فكيف يحدث ذلك فى القرن الحادى و العشرين ولم يتم الحديث عن ذلك طوال العقود الماضية.
حقاً انه التردى والانحطاط الذى نعيشه
شوف الناس زمان متسامحه ومتصاهره كيف من كل بقاع السودان
لكن هسع الحصل لينا شنو ماعارف