عالمية

في توقيت مشبوه:”وكالة الطاقة” تحرك الملف النووي السوري بعد العدوان الأمريكي

[ALIGN=JUSTIFY] بعد ساعات من الغارة الأمريكية على سوريا والتي نفذتها القوات الأمريكية راح ضحيتها 8 من المدنيين, كشف دبلوماسيون بالوكالة الدولية للطاقة الذرية عن أن النتائج النهائية لفحص العينات التي أخذها مفتشوها من موقع الكبر بدير الزور أقنعتها بضرورة اجراء مزيد من التحقيقات في شأن امتلاك سوريا برنامجاً نووياً, فيما أطلقت السفارة الأمريكية بدمشق تحذيرًا لرعاياها ودعتهم إلى أخذ الحيطة والحذر إثر إغلاق دمشق للمركز الثقافي الأمريكي وتهديد بوقف العلاقات الدبلوماسية.
وقال دبلوماسيون بوكالة الطاقة:” عينات التربة والهواء التى جمعها المفتشون الدوليون العام الماضي من موقع الكبر الذي قصفته الطائرات الإسرائيلية في 6 أيلول /سبتمبر 2007 بزعم أنه منشأة نووية تؤمن ما يكفي من الأدلة لتبرير مزيد من التفتيش”, مشيرين إلى أن التقييم النهائي الذي أنجز قبل أيام، أقنع الوكالة بالضغط لمزيد من التحقيقات”.

رد تدريجي
ومن جانيها, صعّدت سوريا ردها التدريجي على الاعتداء الأمريكي الذي سقط فيه ثمانية عمال بناء سوريين في منطقة البوكمال عند الحدود مع العراق، وقررت إغلاق المركز الثقافي الاميركي والمدرسة الاميركية في دمشق، وتأجيل اعمال اللجنة العراقية السورية المشتركة، داعية الامم المتحدة الى تحميل مسؤولية هذا الاعتداء للولايات المتحدة، التي اعتبرت ان سوريا تبذل جهدا “ناقصا” لضبط حدودها.
وقالت صحيفة “السفير” اللبنانية إن العديد من المدن السورية تستعد لإطلاق “مسيرات جماهيرية” غدًا الخميس احتجاجا على الاعتداء الأمريكي، كما نفى وزير الخارجية السورية وليد المعلم الموجود في لندن، ان تكون الغارة الاميركية استهدفت مسؤولا في تنظيم “القاعدة”, وقال:” ما يقولونه غير مبرر.. أنفي ذلك تماما, كيف يمكن لأحد أن يتصور أن رجلا وأبناءه الثلاثة إرهابيون”.
وكشف المعلم خلال مباحثاته أن سوريا تخوض معركة مفتوحة ضد الإرهاب، وما تعرضت له أخيراً دليل على نجاح جهودها وخططها في مواجهة القوى الإرهابية، وأن بعض التفجيرات التي حصلت أظهرت التحقيقات بشأنها أنها جرت انتقاماً للدور السوري في مكافحة الإرهاب، وخصوصاً بعد ما قدمته سوريا من دعم للجيش اللبناني في معارك نهر البارد.
وتطرق إلى مسألة الانتشار العسكري السوري قبالة الحدود الشمالية اللبنانية، موضحاً أن كل هذه الخطوات حصلت بالتنسيق مع الرئيس ميشال سليمان ومع القوى العسكرية والأمنية اللبنانية، وأنها إجراءات تستهدف مكافحة الإرهاب، وخصوصاً أن التحقيقات كشفت عن حصول عمليات تسلل لإرهابيين عبر الحدود اللبنانية”, وقال المعلم إن عدم وجود أي بعد سياسي للانتشار وأنه ليس مقصوداً منه توجيه رسالة إلى الداخل اللبناني.
وأكد الوزير السوري:” نحن لا نريد الدخول في حرب مع الولايات المتحدة، فلديها ما يكفيها من الحروب التي تخوضها حول العالم, هناك الأزمة الاقتصادية وأزمة الجوع وانتشار الإرهاب، وهي أمور كافية بالنسبة لأميركا, إذا لم يكن الرد مقنعا، فإن سوريا تدرس خيارات تعرف الولايات المتحدة أنها مؤلمة”.

خلايا إرهابية

واستبعد المعلم الرد العسكري, قائلاً:” سوريا لا تنفي وجود خلايا إرهابية وخلايا نائمة على أراضيها على صلة بتسلل مسلحين إلى العراق”، ولكنه أكد ان حكومته تلقي القبض على تلك الخلايا وستكشف عنها قريبا. وكرر ان سوريا لا تستطيع ضبط حدودها مع العراق بصورة تامة، مذكرا بان بلاده تقع جغرافيا بين لبنان والعراق، مضيفا ان هناك انتشارا للسلفيين في شمالي لبنان وانتشارا للقاعدة في شمالي العراق.
واتخذ مجلس الوزراء السوري في اجتماعه الدوري الأسبوعي، قرارا بإغلاق المدرسة الاميركية والمركز الثقافي الاميركي في دمشق وطلب من وزيري التربية والثقافة اتخاذ الإجراءات اللازمة للتنفيذ بالتنسيق مع الجهات المعنية, معتبراً أن الغارة الأمريكية تمثل ذروة إرهاب الدولة الذي تمارسه إدارة بوش وتشكل انتهاكا لميثاق الامم المتحدة والشرعية الدولية.
وعبر مجلس الوزراء السوري عن استنكاره واستغرابه الشديدين لما صدر على لسان المتحدث باسم الحكومة العراقية وتبريره غير المقبول وغير المسؤول لهذا العدوان الغادر الذي انطلق من الاراضي العراقية ضد بلد عربي مجاور, وقرر تأجيل موعد اجتماع اللجنة العليا السورية العراقية المزمع عقده في بغداد في 12 و13 تشرين الثاني.

تضارب أمريكي
في مقابل ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية روبرت وود إن سوريا اتخذت خطوات في الاتجاه الصحيح حيال وقف تدفق المقاتلين الى العراق، لكن يتوجب عليها القيام بالمزيد، بما في ذلك تفتيش اكثر دقة للآتين الى مطار دمشق، والقيام بدوريات افضل على الحدود، رافضًا التعليق على القرار السوري بإغلاق المركزين الأمريكيين، على اعتبار أن دمشق لم تبلغ واشنطن بقرارها بشكل رسمي بعد.
كما أطلقت السفارة الأمريكية في دمشق تحذيرًا لرعاياها في سوريا ودعتهم إلى أخذ الحيطة والحذر إثر الغارة التي نفذتها القوات الأمريكية يوم الأحد الماضي وراح ضحيتها 8 من المدنيين, وقالت السفارة في بيان على الإنترنت:” ينبغي على الجالية الأمريكية في سوريا أن تنتبه لأن هناك أحداثًا وظروفًا غير متوقعة يمكن أن تحدث وتؤدي إلى إغلاق السفارة الأمريكية في دمشق لفترة غير محددة”.
المصدر :محيط [/ALIGN]