هنادي محمد عبد المجيد

الصدق والكذب

الصدق والكذب
تحمل الحياة الكثير من المعاني السامية التي تستحق النظر والإمعان فيها بالبحث والتنقيب، كما تحوي الحياة الكثير من المعاني التي تستحق التقييم للوصول بالنفس الإنسانية إلى مرافئ الشرف والكرامة، وبدون هذه المعاني تنعدم القيم التي بها ينشأ المجتمع الفاضل السوي، وللوصول لهذه المعاني نستخدم الوصف كأداة تحليل، وبالمقارنة نصل لتقييم هذه الصفات والمعاني، فنتبنى منها النافع الثمين ونتنصل عن الغث الذميم، لنصل بهذا التحليل والمقارنة إلى وصف للصفات والمعاني ،واليوم لنا وقفة مع صفة الصدق وما يقابلها من ذميم الصفات وهي صفة الكذب،
<الصدق>في اللغة: مطابقة الحكم للواقع ،وقيل:هو أن تصدق في موضع لا ينجيك منه إلا الكذب،والصدق ضد الكذب، وهو الإبانة عما يخبر به على ما كان،والصدق هو دليل الأبرار إلى الجنة والصادقون محل محبة الناس وثقتهم ، وهم المأمونون في سائر معاملاتهم ، وللصدق لذة لا يشعر بها إلا الصادقون، حيث القلوب الساكنة والنفوس المطمئنة ، والصدق منجاة والكذب مهواة،قال تعالى:[ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون]وقال تعالى:[يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين]وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي ص قال:{إن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا} وعن حكيم بن حزام رضي الله عنه عن النبي ص قال:{البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدق وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما}
<الكذب>كذب الخبر : عدم مطابقته للواقع،،قيل: هو إخبار لا على ما عليه المخبر عنه،قال تعالى:[والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ]وقال تعالى:[قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين، وجاءو على قميصه بدم كذب]وقال:[إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون]وقال:[ إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون]وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ص قال:{ آية المنافق ثلاث:إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان}وعنه رضي الله عنه قال:قال رسول الله ص:{كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع}وعن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله ص يقول:{ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا<أي يبلغ على وجه الإصلاح وطلب الخير>أو يقول خيرا} قال ابن القيم رحمه الله:”أول ما يسري الكذب من النفس إلى اللسان فيفسده،ثم يسري إلى الجوارح فيفسد عليها أعمالها، يعم الكذب أقواله وأعماله وأحواله، فيستحكم عليه الفساد ويترامى داؤه إلى الهلكة “وعن رافع بن أشرس قال:كان يقال:”إن من عقوبة الكذاب أن لا يقبل صلاته”لذلك الكذب من الخلال الذميمة والصفات القبيحة ، وهو من صفات المنافقين والكافرين ، وتحديث المرء بكل ما يسمع سبيل للوقوع في الكذب لا محالة، فوجب الحذر من ذلك، والكذب سبيل موصل إلى الفجور ومن ثم إلى النار ، نسأل الله العفو والعافية،، اللهم اكتبنا مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، اللهم آمين.

هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]