تحقيقات وتقارير

المحاولة الانقلابية.. هل هي نبوءة الترابي؟ وما الذي دفع الترابي إلى أن يصرِّح بذلك؟

[JUSTIFY]قبل نحو أسبوعين من الآن تنبأ زعيم المؤتمر الشعبي د.الترابي وتوقّع حدوث انقلاب عسكري من داخل الإسلاميين أنفسهم، ولربما حدث أو كاد يحدث ما توقعه الترابي والخميس الفائت تعلن السلطات الأمنية عن محاولة وصفتها بالتخريبية قالت إنها أخمدتها، ولعل هذا يؤكد أن الترابي ليس ببعيد عن ما يحدث داخل الإسلاميين من خلافات سواءً كانت ظاهرة أو غير واضحة المعالم، ومؤخرًا كان الترابي قد صرّح بأنه يرى أن البديل المقبل للإنقاذ سيكون إسلامياً، تلك التصريحات طرحت أسئلة عديدة حول الأسباب التي جعلت زعيم الشعبي يقول ما قال، وما الذي دفع الترابي إلى أن يصرِّح بذلك؟وهل يقصد أن الشعبي أو الحركة الإسلامية ربما سيكون ضمن هذا البديل؟ أم أنه لا يخرج من الاثنين معاً؟
البعض يرى أن البديل الذي تحدث عنه الترابي لايخرج من ثلاثة تيارات أو أحزاب، وهو المؤتمر الوطني أو الشعبي إضافة إلى الحركة الإسلامية على الرغم من الخلاف الذي يدور بين الأطراف الثلاث. ويرى المحلل السياسي د.عبد الملك النعيم في حديثه لـ«الإنتباهة» أن الترابي استصحب الظروف الخارجية والداخلية معاً خلال هذا تصريحه، وقال إن الظروف الخارجية سوى بثورات الربيع العربي السالامي الذي انتشر في المنطقة وهو التيار الغالب، أما الداخلي فإنه استصحب في المقام الأول ضعف القوى المعارضة غير المرتبة وليست منظمة بالشكل الذي يجعلها بديلاً لحكومة الإنقاذ الحالية، فقوة الإسلاميين التي امتدت لأكثر من«23» عاماً والحديث للنعيم الذي يضيف أن الترابي مستصحب خبرة المؤتمر الوطني كذراع سياسي للحركة الإسلامية وأصبح له قوة ووجود فعلي وقواعد يمتلكها وحديثه عن البديل الإسلامي يذهب به إلى أنه لم يكن عن طريق انقلاب عسكري وإنما بديل عن طريق صناديق الاقتراع.
وبالرجوع إلى الوراء وعندما حدثت المفاصلة الشهيرة أصبح كل طرف يحاول أن يثبت أنه يمثل الحركة الإسلامية وأن يتحدث إنابة عن الحركة. وعندما انتهت المفاصلة ووصلت إلى ماوصلت إليه ذهبت آراء لاتهام الحكومة بالجمع بين الدولة والحزب وتتحدث باعتبار أنها تمثل الحركة الإسلامية الكاملة بمختلف تياراتها وكان «الوطني» قد مرّ بمراحل مختلفة عقب المفاصلة كان منها ــ بحسب إسلاميين ــ تسييس الحركة الإسلامية وبدأت مجموعات داخل «الوطني» تنقل للترابي ما يدور داخل «الوطني» وما يصرِّح به الترابي ليست تنبوءات أكثر من أنها معلومات أتت إليه من بعض الإسلاميين التابعين للمؤتمر الوطني، والذين اختلفوا في الرؤى حول العديد من القضايا، كذلك هناك اختلاف أن بعض الفئات بالمؤتمر الوطني ترى ضرورة فصل الحركة الإسلامية والدولة، فبعض الآراء تذهب إلى أن «الوطني» لا يفصل بين الحركة والسلطة واختلفت الرؤى والمفاهيم وأدت إلى تراشقات بالكلام، وذهب البعض أن المؤتمر الوطني ذوّب الحركة داخل «الوطني». لكن فكرة وجود بديل للإنقاذ لا تروق لكثيرين من قيادات «الوطني» وأن معظمهم لايرون أي بديل للإنقاذ معتبرين أن البديل إسلامي، فحتماً هو لا يخرج من الإنقاذ وذلك كما ذهب الخبير الإعلامي وعضو القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني ربيع عبد العاطي أن كل الإنقاذيين إسلاميون وأشار إلى أن الإنقاذ لن يأتي بعدها بديل سوى الإسلامي الإنقاذ. وأشار ربيع خلال مهاتفته «الإنتباهة» أن حديث الترابي يمكن أن يفسر كيفما شاء لكن نحن نقول أن لا بديل للإنقاذ إلا الإنقاذ.
آراء معارضة برزت، وعلى ضوء هذه الخلافات والتراشقات التي أتت إلى الترابي من داخل المؤتمر الوطني وما أحدثته من خلل جعلت تصريحات الترابي تذهب تارة إلى تحليلات من خلال معلومات بما يدور داخل المؤتمرالوطني من خلافات خاصة التي حدثت داخل الحركة الإسلامية، فالكثير من قادة الشعبي يرون أن المجموعات التي تولت إدارة الحركة الإسلامية لا تصلح حتى للم الشمل، حديث الترابي يفسر أن المؤتمر الوطني مهيمن على السلطة هيمنة كاملة، بمعنى أنه لا مقدرة لمعارضة أن تستولي على الحكم، بمعنى أنه إذا حدث انقلاب فإنه سيحدث من داخل الإسلاميين وداخل المؤتمر الوطني، فإذا حدث أي انقلاب لن يتخطى الإسلاميين أنفسهم وذلك وضح خلال المحاولة الانقلابية الأخيرة التي أكدت أن هناك خلافات عميقة داخل الحركة والوطني وحتى الجيش مما يؤكد أن تلك الخلافات ربما ستقود للبديل الذي يتحدث عنه الترابي، الأمر الذي يؤكد أنه إذا حدث أي تغيير او انقلاب داخل الحكومة فهو لن يكون بعيدًا منها وقد لا تختلف كثيرًا في العديد من القضايا خاصة وهي متفقة تماماً كتيارات إسلامية سواءً من الحركة الإسلامية أو المؤتمر الوطني، لكنها تختلف وتتقاطع في عدة قضايا مما يؤكد أن ما يذهب إليه الترابي أن الخلافات التي تحدث داخل الوطني والحركة الإسلامية ستخرج مجموعات جديدة لا تختلف في توجهها الإسلامي وإن كانت تختلف في الكثير من الآراء.
[/JUSTIFY]

الانتباهة