تحقيقات وتقارير

الطيب سيخة .. يعود إلى الواجهة عبر أشواق الإسلاميين!

لفترة طويلة جداً نسيت أو تناست الأوساط السياسية والإعلامية أحد أشهر كوادر الإنقاذ الوطني العسكرية والسياسية وهو الدكتور “الطيب إبراهيم محمد خير” الشهير “بالطيب سيخة” الذي انتقل في عدة مواقع تنفيذية حيوية وحساسة مثل تقلده منصب حاكم شمال دارفور وغيرها. وسبب هذا التناسي هو عدم تقلده لأي منصب عام لفترة طويلة منذ أن كان يتقلد منصب مستشار رئيس الجمهورية للشئون الأمنية ثم سريان شائعات كثيرة حول حالته الصحية وإصابته بأمراض نفسية وعصبية وما شابه ذلك، غير أن “سيخة” ظهر يوم أمس بشكل مفاجئ ودرامي داخل أروقة مؤتمر الحركة الإسلامية السودانية الذي يقام هذه الأيام بقاعة الصداقة بالخرطوم. لأول وهلة عندما ظهرت صورته فوق شاشات العرض الموضوعة داخل قاعة المؤتمر وهو يرتدي جلابية ذات لون نحاسي وبخطوط بيضاء وعمامة بيضاء ذات حجم متوسط، وبذات نظاراته الطبية ذات العدسات السميكة، صدرت همهمات من بين الحضور، وخاصة النسوة منهن، وتساءل بعضهم هل هذا هو “الطيب سيخة” أم هو شخص آخر. ولكن جاءت الإجابة سريعاً عندما تم فتح باب الترشيح لاختيار رئيس المؤتمر للثلاثة أيام المقبلة. حيث قام أحدهم بترشيح “الطيب سيخة” للمنصب، ثم قام آخر وقام بتثنيته، فعادت صورة الكاميرا إلى “الطيب خير” وكانت ملامحه تدل على أنه وافق على هذا الترشيح بحيث لم يرفض أو يوافق صراحة. ولكن وبقدرة قادر تحولت الجلسة الإجرائية الأولى للمؤتمر إلى تمرين شورى ديمقراطي وبروفة جيدة للانتخابات التي ستجري بنهاية المؤتمر لمنصب الأمين العام للحركة الإسلامية التي أعلن أمينها الحالي “علي عثمان محمد طه” رسمياً أنه لن يترشح للمنصب مرة أخرى. حيث تمت ترشيحات لعدد من قيادات حزب المؤتمر الوطني الحاكم، وهم قيادات أيضاً في الحركة الإسلامية، وهم “عبد الرحمن الخضر” والي الخرطوم، و”مهدي إبراهيم” القيادي في الوطني، بالإضافة إلى الدكتور “عبد الرحيم علي” التي رشحته “سعاد الفاتح” بعد أن قدمت محاضرة مطولة عن شخصيته وأهليته للمنصب. وبعد أن انسحب “إبراهيم” و”الخضر” بقي “سيخة على المنافسة (المنصة التي كان يديرها “حسن عثمان رزق” و”إبراهيم أحمد عمر” كانت تريد أن يفوز أحدهم بالتزكية لتكسب الزمن وتتفادي الحرج الكبير للعلمية الانتخابية). وعندما أصر المرشحون للمواصلة وعدم الانسحاب لجأت اللجنة الإشرافية إلى الذهاب إلي التصويت مباشرة بين المرشحين للفصل بينهما. وعندما طلب من الذين يؤيدون ترشيح “الطيب” برفع أيديهم رفع نحو (90%) من الذين كانوا في داخل وخارج القاعة أيديهم تأييداً لـ”الطيب” وهم يكبرون بأصوات عالية. وعندما جاء الدور على “عبد الرحيم علي” كان عدد الذين يؤيدونه ليس قليلاً، وكان لافتاً أن نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الدكتور “نافع علي نافع” أن قام برفع يده أيضاً وهو يصوت لعلي، دون سائر بقية القيادات في الحزب والحركة الذين آثروا أن يتابعوا عملية الانتخابات دون أن يتدخلوا أو يشاركوا فيها!
1352971185 وبعد عملية جمع وفرز الأصوات والذي تم بطريقة فيها كثير من البدائية وعدم الدقة، أعلنت المنصة أن “سيخة” هو من فاز برئيس جلسات المؤتمر، دون أن تذكر عدد الأصوات التي فاز بها. وعندما طلب من “سيخة” التقدم الى المنصة لإدارة بقية جلسات المؤتمر، ذهب بفرح شديد، وبدأ في إلقاء التحية والسلام إلى قيادات المؤتمرين في المقاعد الأمامية، وعندما وصل إلى حيث يجلس “علي عثمان محمد طه” جلس على ركبتيه وسلم عليه (كما يفعل المريد مع شيخه عند المتصوفة) وهو يكاد يجهش بالبكاء، وصعد إلى المنصة، وبدا بصحة جيدة، وهو يخاطب الحضور بصوت جهور وواضح، ولا يشير إلى إصابته بأي مرض، وقال إنه غير راغب في العودة الى الأضواء والعمل العام بعد أن وصل إلى سن الستين، ولكنه استجاب لرغبات الجمهور الذي رشحه وثناه، مع أن “سيخة” لم ينسحب أو يفكر في الانسحاب مثلما فعل “الخضر” و”إبراهيم”، وإنما ظل حتى نهاية الأمر بإعلانه فائزاً. ومع ذلك فهو عاد وأكد أن “عبد الرحيم علي” هو أحق بالمنصب منه بحكم خبرته ومكانته وقدمه في الحركة الإسلامية، ثم نزل من على المنصة، وذهب إليه وحضنه في منظر نال الاستحسان والتصفيق من الحضور.
ومع هذه النتيجة التي أحرزها والتي تبدو أقرب إلى الاكتساح ظاهرياً التي حققها الإسلامي الغائب عن المشهد السياسي والحزبي لفترة طويلة، يفتح الباب بصورة كبيرة عن إمكانية فوزه في حال ترشحه لمنصب الأمين العام للحركة الإسلامية إذا التزم الأمين الحالي “علي طه” بموقفه ولم يترشح أو يتم ترشيحه مرة أخرى أو على الأقل يجبر المتنافسين على المنصب ليعيدوا ترتيب أوراقهم من جديد!. ذلك أن “الطيب” هو أحد الأسماء المرشحة بقوة لخلافة “طه” من بين أسماء أخرى أمثال الدكتور “غازي صلاح الدين العتباني” (لم يظهر خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر) و”عبد القادر محمد زين” و”أحمد إبراهيم الطاهر” وإبراهيم أحمد عمر” و”الزبير أحمد الحسن” وغيرهم من الأسماء التي تم تداولها إعلامياً.
صحيفة المجهر السياسي

تعليق واحد

  1. عندما وصل إلى حيث يجلس “علي عثمان محمد طه” جلس على ركبتيه كما يفعل المتصوفة
    ليس هناك كيان للحركة الاسلامية و انما هذا كيان اسمه الحركة الاسلامية ، انه عباره عن نسخة نتنه من المؤتمر الوثني و الصوفية .