صخرة تدر أموالاً على صانع “قطران”
وفي اليوم التالي يقوم بجمع الزيت من داخل الصخرة، ثم يذهب به إلى الأسواق الشعبية بجازان لبيعه، حيث مازال بعض المواطنين يستخدمون الزيت الخفيف منه في أغراض عدة، مثل صباغة الشعر، وعلاج القشرة، بينما يستخدمون الزيت الثقيل لطلاء الأواني الخشبية، وكذلك “طلاء” الإبل، والمواشي لوقايتها من الحشرات، والبرد.
ويقول الحريصي، بحسب ما نقلت صحيفة “الوطن” السعودية: “بيني وبين هذه الصخرة علاقة حميمة جداً، لقد رزقني الله منها الرزق الوفير، حيث نتكسب منها أنا وأولادي، فمن خلالها أحول الحطب إلى القطران، والذي يعرف النوع الخفيف منه محلياً بـ”الشوب”، والنوع الثقيل بـ”الروب”، وكذلك أنتج فحماً قليل الكربون”.
وحول إمكانية تطوير هذا العمل البسيط لتكون الإنتاجية كبيرة، قال الحريصي: “نعم أطمح إلى تطوير هذا، لكن لم أتمكن، لأن ذلك يستلزم وجود إمكانات مالية لإنشاء مصنع صغير لإنتاج القطران، وكل ما أكسبه من هذه المهنة أشتري به قوتا لأولادي”.
وعن الخطوات التي يتبعها في العمل أضاف “أقسم أيام الأسبوع بين جمع الحطب وتقطيعه، وتحويله إلى قطران، وأخصص من يومين إلى ثلاثة أيام لتسويق وبيع منتجاتي من القطران والفحم في الأسواق الشعبية”.
وأوضح أن جودة القطران والفحم تختلف حسب نوع الحطب، فجودة قطران وفحم خشب شجر “السلم والسمر” أفضل من خشب “الأثل والقتاد”، كما تتعدد الاستعمالات حسب النوع، فالقطران “الشوب والروب” له عدة استخدامات، فالنوع الخفيف منه “الشوب” تستخدمه النساء لصبغ شعورهن، وعلاج القشرة، وتساقط الشعر، أما الثقيل “الروب” فله عدة استخدامات، حيث يشتريه بعض أصحاب مزارع التسمين لطلاء مواشيهم وإبلهم لحمايتها من الحشرات وكذلك من الجو البارد، كما يستخدم النوع الثقيل منه في طلاء الأواني الخشبية.
وحول الأسعار قال: “أبيع الغالون من القطران الخفيف بـ30 إلى 40 ريالاً، وأبيع غالون القطران الثقيل بـ15 إلى 20 ريالاً، بينما كرتون الفحم قليل الكربون بـ20 ريالاً”، مشيراً إلى أن دخله الأسبوعي من هذه المهنة يتراوح ما بين 1000 و1200 ريال أسبوعياً.
وعن علاقة أبنائه بالمهنة، قال: “لديّ من الأطفال 7، علمت منهم اثنين، وهما جاهزان للعمل معي، ولكنهما لا يتحملان الجهد الجسمي الكبير الذي تتطلبه هذه المهنة”.
ويشكو الحريصي من هجر كثيرين لهذه المهنة، ويقول: “ما يؤسفني هو أن الكثيرين ممن كانوا يمارسون هذه المهنة في محافظات جازان تركوها بسبب قلة دخلها، والمجهود الجسمي الشاق الذي تستلزمه، وكذلك قلة الطلب على القطران مؤخراً”، مشيراً إلى أنه لن يترك هذه المهنة مادام قادراً على الضرب بالفأس.
العربية نت
[SIZE=5]يا عمك لو كنت شغال الشغلة دي في السودان اقل شي كانت الحكومة اتلبطت في الصخرة واجرتها ليك[/SIZE]