تحقيقات وتقارير

فيما منعت الفريق الوطني من الذهاب إلى السودان :شاد بين صراعات الجهاز التنفيذي وخلافات المعارضة

[ALIGN=JUSTIFY]تناقلت الصحف امس الاول خبرا عن انسحاب المنتخب التشادي من تصفيات القارة الافريقية المؤهلة لكاس العالم 2010 م وهو قرار بدا واضحا للمتابعين في تشاد أن الرئاسة تدخلت بعد ان تلكأ الإتحاد التشادي في إصدار القرار ربما لمعرفته بتوابع الانسحاب وأنه قد يجر عليه عقوبات فورية من الاتحاد الدولي لكرة القدم ..لتلحق الكرة بالفن بعد قرار الرئاسة التشادية منع الغناء السوداني في الاجهزة الرسمية ومعاقبة من يردده في بيوت الأفراح ومن يضبط وهو يستمع اليه عبر الكاسيت ..هكذا غاب صوت عبدالقادر سالم من المطاعم وتوارت اغنيات مجذوب اونسة عن ليل انجمينا
قرار الانسحاب كان صدر منذ فترة وتوقعنا ان يصدر عن اتحاد الكرة الذي فضل كسب الوقت والتشكيك في ان الجانب السوداني عاجز عن توفير الحماية للاعبين التشاديين وبعد مخاطبات بينه والاتحاد الافريقي وضح للاتحاد التشادي ان الامور تمضي بوتيرة سريعة لاقامة المباراة فتوجه للرئاسة التي اصدرت القرار حسب الاعلامي التشادي محمد سادات الذي اضاف ( الحكومة قالت انها انسحبت لان السودان قطع علاقاته الدبلوماسية معها ).
بعيدا عن اجواء القرار الرئاسي يقول سادات ان بعض الشائعات انطلقت هنا وهناك تتحدث عن وجود د.خليل إبراهيم في أحد مستشفيات العاصمة انجمينا وهي شائعة قال إن مسؤولا كبيرا بالداخلية اكد له انها غير صحيحة وان بعض المواطنين شاهدوا حشدا عسكريا بالمستشفى المعني كان موجودا لتأمين مسؤول حكومي متواجد بالمستشفى لزيارة لاحد أقربائه .ومن هنا انطلقت الشائعة التي راجت في الشارع التشادي وتحدثت عن نقل خليل واحد مرافقيه الى انجمينا بطائرة عسكرية يقول سادات ( اعتقد ان خليل وحركة العدل والمساواة بحاجة الآن أكثر من اي وقت مضى لظهور الرجل على الاقل عبر التصريح الاعلامي ليوقف الجدل الدائر حول مصيره ويوقف القتال الدائر بين منسوبي الحركة خاصة بعد أحداث مدينة أبشى التي شهدت اشتباكات ومظاهرات الاسبوع الماضي طالب من خلالها مواطنون وتجار كبار بسوق المدينة بإجلاء بعض معسكرات حركة العدل والمساواة إلى داخل الحدود السودانية أو تسريح المسلحين والسماح لهم بالتواجد بالمدينة كلاجئين.
على صعيد آخر عقد الاسبوع الماضي بوزارة العلاقات الخارجية المؤتمر الرابع للحركة الوطنية للانقاذ الحاكمة بحضور دبي وزوجته هند ديبي حيث انتخب محمد صالح جرو المعروف باسم (كيب ماجي ) كامين عام للحركة فيما غادر وزير العلاقات الخارجية موسى فكي محمدفي جولة أفريقية تشمل كلاً من الغابون – السنغال – ليبيا – مصر – الجزائر ونيجيريا لتسليم رسائل من الرئيس دبي تشرح الموقف بعد قطع العلاقات بين الخرطوم وانجمينا وتخوفات الاخيرة من هجمات انتقامية قد تشن عليها عبر المعارضة التشادية التي بدأت تنشط على الحدود.
امين اعلام اتحاد القوى للتنمية والديقراطية المعارض وعضو التحالف الوطني محمود علي حقارالذي قال لي امس انهم في المعارضة التشادية يعرفون مايدور هنا وهناك ويعرفون ان البعض سيربط بين اي تحرك لهم بما حدث في أم درمان وهذا ماتريده حكومة دبي لكننا لن نوقف عملياتنا العسكرية لمثل هذه الاشارات الغريبة .. نحن لم نخرج على حكومة انجمينا لان الخرطوم طلبت منا ان نخرج عليه …لدينا مشاكل داخلية في تشاد يجب ان تحل وانجمينا تعرف هذا تماما )وتابع (لايمكن ان نتلقى اوامرنا من الخرطوم ونرفض اي حديث عن قيامنا باعمال عسكرية انتقامية نحن لاننتقم لأحد نحن معارضة وطنية لديها قضاياها… هو مايقوله الخبير التشادي محمد جرفة المنتمي لإتحاد القوى من أجل التغيير الديموقراطي وهي قوة يقودها القائد أدوما حسب الله يقول ( أكملنا عدتنا وسنخوض معركتنا نحو أنجمينا ).
الحديث عن انشقاقات وسط القوات الحكومية التشادية وعن انضمام قائد كتيبة ادري العقيد المستور مدلل مع عدد خمسين من رجاله الى قوات التحالف الوطني بقيادة محمد نور يبدو غير بعيد عن انشقاقات شهدتها المعارضة نفسها فالتحالف الذي دخل انجمينا عبروحدة ثلاثة فصائل كبيرة يقودها نوري وتيمان ومكاي خرج بعد ان افشل الخلاف حول من يتولى كرسي الرئاسة والعمل العسكري. واستمر الخلاف الذي ادى لخروج تيمان من التحالف قبل أن يتبعه عبد الواحد عبود ومن ثم انسلخ عبد الرحمن غلام الله الناطق الرسمي باسم التحالف وكون حركة جديدة وتبعه آدم حسب الله كلها عوامل تجعل المعارضة نفسها امام خيارات صعبة لان الصراع يدور بينها حول من يتولى القيادة مع كثرة الاسماء المطروحة ..من نوري وتيمان ومكاي وعبود والكولونيل آدم حسب الله الى غلام الله .. الصراع يجعل الامور كلها معلقة الى اشعار آخر ويجعل دبي الذي يتابع تحركاتها ويتحرى اخبارها موقنا ان الصراع الداخلي مستوطن في الجسد التشادي المرهق …في الحكومة والمعارضة.
الصحافه أميرعبدالماجد
[/ALIGN]