مرحبا بكم في جمهوريتي
كلما أحست الحكومة السودانية بزنقة تتذكر أن هناك رقعة أرض في ركن البلاد الشمالي الشرقي اسمها حلايب وضعت مصر يدها عليها، وتعلن «حلايب بتاعتي»، وحلا للاشكال بين البلدين انتخبت نفسي رئيساً مدى الحياة لجمهورية حلايب.. وسينال شرف العضوية في حلايب كل مصري وسوداني من مستحقي الزكاة نظير 189 دولارا، وكل من تسوّل له نفسه سداد هذه الرسوم بالجنيه المصري أو السوداني سيوضع في القائمة السوداء، وشروط العضوية في غاية المرونة، أولها عدم تعاطي الفول والفسيخ والكوارع وإذا حدث مثلاً – لا قدر الله – أن تعاطت مواطنة حلايبية أحد تلك المحظورات الثلاثة بحجة «الوحم» فإنها ستخضع لغسيل معدة فوري، وتوضع في الحجر الصحي توطئة لإعادتها إلى «وطنها السابق». وليكن معلوماً لدى جماهير حلايب الوفية، أن مشاهدة الأفلام والمسلسلات العربية تعتبر جريمة لأنها تشكل ضرباً من الانتحار العقلي والذهني، وقد نشرت هيئة الصحة العالمية أخيراً تقريراً مؤداه أن تلك الأفلام والمسلسلات تسبب سرطان البروستاتا للرجال، والحمل خارج الرحم للنساء، كما أن منظمة العفو الدولية نددت بلجوء بعض الدول إلى تعذيب المعتقلين السياسيين بإرغامهم على الاستماع إلى خطب الزعماء الأفذاذ، ومشاهدة الأفلام والمسلسلات العربية، وتقول كتب التاريخ أن الأندلس ضاعت من يد العرب لأنهم انشغلوا عن شؤون الحكم والسياسة بمتابعة أخبار فاروق الفيشاوي وهيفاء وهبي، بل ويقال ان مكتبات أهل الأندلس التي كانت عامرة في أول الأمر بكتب الفقه والشعر والفكر والتراث اختفت لتحل محلها مكتبات فيديو تتألف من أشرطة عن عيد ميلاد «شريهان» وأخواتها.
وانني أحذر عبر هذا المنبر كل من تسوّل له نفسه العبث بالمقدرات الحلايبية بأننا سنرد الصاع صاعين، فما لم يرفع هؤلاء وأولئك أيديهم عن حلايب، فإننا سنكشف عن مخططنا الإجرامي، ونعلن قيام جمهورية «حلايب والنوبة» ونضُم شمال السودان وجنوب مصر إلى جمهوريتنا الفتية، فنضع بذلك أيدينا على السد العالي وبحيرة ناصر وبساتين النخيل ومزارع قصب السكر والمعابد التاريخية من أسوان إلى شمال الخرطوم، وإذا حدث ذلك فإننا لا نعتزم أن نقتل مصر عطشاً بل سنبيعها ماء الري بنظام «العداد»… ولا مجال للتفاوض بعد أن يقع الفأس على الرأس، وتصبح جمهوريتنا أمراً واقعاً، لا مجال لحل المسائل بطريقة «التباوس» المعروفة لأن جمهورية حلايب، لن تنضم إلى جامعة الدول العربية.. معاذ الله،.. طموحاتنا أكبر من ذلك، ربما ننضم إلى حلف الأطلسي، وإذا تعذر ذلك ربما نعمل على إحياء حلف وارسو، وإذا تعرضنا في حلايب لمضايقات فسأصدر قراراً بنقل جمهوريتنا بأكملها بعد تفكيكها إلى قارة أخرى يعرف أهلها أصول وحقوق الجوار… فيرتاح السودانيون والمصريون من موال حلايب السخيف.