هنادي محمد عبد المجيد
في وصف الصفات والمعاني”6″
أولا : <الخوف >في اللغة :هو توقع مكروه عن أمارة مظنونة أو معلومة وضد الخوف الأمن ، ويستعمل ذلك في الأمور الدنيوية والأخروية ،والخوف عبادة الملائكة ، وعبادة الأتقياء من بني البشر
قال تعالى :[ أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا ] وقال تعالى عن خوف الملائكة :[ يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون ] وقال :[ ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين ] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ص { من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ، ألآإن سلعة الله غالية ، ألآ إن سلعة الله الجنة } وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :”إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه ، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه ،فقال به هكذا “والخوف من المقامات العلية ،وهو من لوازم الإيمان ، ومحددات التقوى ، والقدر الواجب من الخوف هو ما يحمل على أداء الفرائض واجتناب المحارم ،وهو يبعد العبد عن الوقوع في المعاصي والسيئات المهلكات ، وييسر له سبيل السعادة والفوز بالجنات ،وهو يحمل العبد المسلم على التحلي بالأخلاق الحسنة والتبرء من الأخلاق الرديئة .
ثانيا: <الخشوع>وهو قيام القلب بين يدي الرب بالخضوع والذل ،وهو الإنقياد للحق ،قال تعالى :[ إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ] وقال تعالى :[ قد أفلح المؤمنون الذين هم عن صلاتهم خاشعون ] وقال :[ ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون ] وعن سيدنا عثمان رضي الله عنه قال :سمعت رسول الله ص يقول :{ ما من إمريء مسلم تحضره صلاة مكتوبة ،فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها ،إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ، مالم يؤت كبيرة ، وذلك الدهر كله } وعن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال :” رأيت رسول الله ص يصلي وفي صدره أزيز كأزيز الرحى من البكاء ص ” .وعن قتادة رحمه الله قال : ” الخشوع في القلب هو الخوف وغض البصر في الصلاة ” فالخشوع يورث الخوف والرهبة من الله تعالى ،وهو دليل صلاح العبد واستقامته ، كما أنه سبيل الفلاح والفوز بالجنة ، وهو يلين القلوب ويجعل بينها وبين القسوة حاجزا وحجابا .
ثالثا :<خفض الصوت>وهو ألا يرفع الإنسان صوته عن القدر المعتاد خاصة في حضور من هو أعلى منه مكانة .قال تعالى :[ واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير ] وقال :[ يأيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون ، إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم ] وخفض الصوت من الآداب الإسلامية الرفيعة التي جاء بها الإسلام ودلت عليها نصوص الكتاب والسنة ،فهو دليل حسن الأدب واللطف في المطلب ، وهو باب من أبواب قبول الدعاء ، وفيه محافظة على شعور المسلمين بعدم إيذائهم برفع الصوت .
رابعا : < الدعاء>وهو :إظهار غاية التذلل والإفتقار إلى الله والإستكانة له ، قال تعالى :[ وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ] وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما سمعت النبي ص يقول :{ الدعاء هو العبادة } ثم قرأ [ وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ص {ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ،واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه }
والدعاء نوعان : دعاء العبادة : وهو الثناء على الله بما هو أهله ، ويكون مصحوبا بالخوف والرجاء .ودعاء المسألة : وهو طلب ما ينفع الداعي ، وطلب كشف ما يضره ودفعه ، وهذا النوع من أجل أنواع العبادة بل هو العبادة كما قال النبي ص .وللدعاء آداب بينها أهل العلم منها : الإخلاص في الدعاء والتضرع والخشوع والرغبة والرهبة ، وأن يفتتح الدعاء ويختتمه بذكر الله تعالى والصلاة على النبي ص ، ثم يبدأ بالسؤال ، ومنها التوبة ورد المظالم ، ومنها أن يغتنم الأحوال الشريفة كحال السجود ، والأوقات الشريفة كيوم عرفة ، ويوم الجمعة ، وأن يدعومستقبل القبلة مع خفض الصوت بين المخافتة والجهر ، وأن لا يدعوا بإثم ، أو قطيعة رحم ، وأن يلح في الدعاء وألا يستعجل الإجابة .
هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]